-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يفوز قبل أن تنطلق المقابلة!

يفوز قبل أن تنطلق المقابلة!
الارشيف
وزير الشياي والرياضة الهادي ولد علي

بغض النظر عن الهجوم الذي تعرّض له وزير الرياضة الجزائري، من طرف وسائل إعلام غابونية، رأت في مسارعة الرجل إلى تقديم الجزائر، كبديل عن الغابون لاحتضان دورة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2017، استفزازا لها، فإن ما قاله الرجل عن استعداد الجزائر “الفعلي” لاحتضان دورة كروية، تفصلنا عنها ثلاثة أشهر فقط، هو في الحقيقة استفزاز للجزائريين قبل غيرهم.

فالرجل يعلم ونحن نعلم، بأن الجزائر في الوقت الراهن، لا تمتلك أي ملعب يصلح لاستقبال مباراة محلية، ولن تمتلك ذلك على الأقل خلال سنتين قادمتين، وهو يعلم ونحن نعلم بأن الورشات المفتوحة في وهران وتيزي وزو وبراقي من أجل إنجاز مركبات رياضية، لن تغلق قبل نهاية عام 2018، وأكيد أنه يعلم قبلنا بأن عدد الأندية الجزائرية التي سافرت للتحضير في “مداشر” تونس بسبب انعدام، وليس نقص، المنشآت الرياضية في الجزائر، قد قارب ثلاثين فريقا، يزدحمون الآن على مساحة ضيّقة للتدريب، ويصابون بالصداع مع نهاية كل أسبوع بحثا عن ملعب يستقبلون فيه ضيوفهم.

لقد راهنت الجزائر على تنظيم كأس أمم إفريقيا 2017، وخسرت الرهان، أمام بلد بحجم مدينة جزائرية، وبدلا من أن تواصل عملها وتحقق مشاريعها، نامت ووأدت معظم المشاريع في أدراج المكاتب، فطوت مشروعي ملعبي قسنطينة وسطيف وسلّمت ملعب 5 جويلية بـ”رتوشاته” السطحية، من دون توسعة ولا تغطية لمدرجاته، فجعلته أسوأ حالا من صورته في يوم تدشينه في عام 1972، وبعد كل هذا يطلّ علينا وزير الرياضة، ليتحدث عن استعداد الجزائر لاحتضان دورة تفصلنا عنها بضعة أسابيع، لن تكفي حتى لاستيعاب فكرة التنظيم، فما بالك بتجسيد مشاريع بعضها عمره عشر سنوات مثل ملعب تيزي وزو.

لقد عشنا في العقد الأخير الكثير من المهازل التنظيمية التي مارسنا فيها “العنترية الفارغة” فصرفنا فيها ملايير الدينارات ولم نقطف منها أي ثمرة، من عاصمة الثقافة الإسلامية في تلمسان، إلى عاصمة الثقافة العربية في قسنطينة، وسيكون من “الجنون” أن نواصل نفس سياسة التبذير بطريقة فوضوية، في زمن لم يعد يفصلنا فيه عن باب “التسوّل” من صندوق النقد الدولي إلا بضعة أيام، فما قاله وزير الرياضة عن قدرة الجزائر على احتضان دورة كأس أمم إفريقيا، هو فعلا استعراض “للأقوال” الذي لا يمكنه أن يتحول إلى أفعال أبدا، إلا إذا عدنا إلى زمن زرع النخيل في الطرق الإسمنتية، وإنجاز منشآت الورق على أراض مائية، كما فعلنا في السابق بعلم الجميع من مسؤولين ومواطنين.

لا ندري كيف فكّر ثم صرّح وزير الرياضة، ولا ندري أين تقع الملاعب التي “حلم” بها الوزير، فإذا كان قد فكّر في ملعبي بولوغين أو 20 أوت اللذين أنجزا في العهد الاستعماري، فالأمر إهانة للبلاد، وإذا كان قد فكر في ملعبي 5 جويلية أو الشهيد حملاوي بقسنطينة اللذين أنجزا في عهد هواري بومدين، فالأمر استهزاء بالبلاد، أما إذا فكّر في ملعبي براقي ووهران وهما لا يزالان على الخارطة فقط، فالأمر استفزاز للبلاد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • بدون اسم

    أعتقد أنني سأٌصبح قارئ وفي لك........

  • الطيب

    ياودي حنا غلطونا ! قالونا رانا رايحين نظمو في كأس العالم عندنا !! رانا غير نستناو و نقارعو قلنا بلاك كي يجيبو الكاس للدزاير نقدرو ندوها !!

  • امل

    عند سماع هاته القرارات و نرى الواقع احس اننا نحلم او اننا لا نعيش في اجزائر انها اشياء توقف العقل عن التفكير.

  • عبدالقادر

    الوزير على حق يا عبد الناصر فالجزائر مستعدة لتنظيم دورتين لكاس العالم في نفس الوقت كما قال من عينه في الوزارة. فما كذب عبدا شابه سيده.