-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يمارسون الوزارة.. ولكن بعد فقدانهم الحقيبة

يمارسون الوزارة.. ولكن بعد فقدانهم الحقيبة

قالت السيدة زهور أونيسي، وهي من تلامذة مدرسة التربية والتعليم التي أسّسها الشيخ عبد الحميد بن باديس في حوار للشروق اليومي، بأن السلطة أركبت البطل الأمير عبد القادر حمارا، وليس فرسا عندما أرادت أن تكرّمه، ونحتت صنما لا يشبه حتى التماثيل التي أنجزت في العهد الفرعوني، عندما أرادت أن تُكرّم الشيخ عبد الحميد بن باديس، واعترفت بأن قسنطينة كانت على مدار نصف قرن من الاستقلال بعيدة عن العين وعن القلب، فزالت معالمها وطمست هويتها، فضاع ما أنجزه بن باديس ورضا حوحو ومالك بن نبي وقد لا يُسترجع للأبد، ولكنها في المقابل وفي نفس الحوار قدمت نفسها للقراء، على أنها كانت أول وزيرة وأول برلمانية في تاريخ الجزائر، وهذا ما يجعل القارئ يتساءل عن المذنب الحقيقي في قصة حمار الأمير عبد القادر وصنم ابن باديس وتدمير مدينة كانت عاصمة الحواضر الأولى، إن لم يكن غياب السلطة.

فكلنا نعلم بأن مقر وزارة الشؤون الإجتماعية التي حملت السيدة زهور أونيسي حقيبتها لمدة زمنية طويلة في عهد الوزير الأول عبد الغاني، والبرلمان الذي استظلت تحت قبعته لا يبتعدان بمسافة نظر، عن الساحة التي ركب فيها الأمير عبد القادر حمارا على مدار عقود دون أن تتدخل الوزيرة لدى زملائها من الوزراء، كما لم تتدخل على مدار عقود وهي ترى بأم عينها كيف انهارت مدرسة التربية والتعليم الباديسية بقسنطينة، التي درست فيها في زمن العلم الجميل، تحت إشراف الشهيد العربي التبسي والمبدع رضا حوحو وعلى يدي الشيخين عبد الرحمان شيبان وأحمد حماني.

المشكلة ليست في زهور أونيسي فقط، وهي سيدة ربما اجتهدت ولم تصب، وإنما في غالبية الوزراء الذين يطلّون علينا في الفترة الأخيرة، ليقدموا لنا ما يجب أن يكون، وقد طار البعض منهم في مختلف أجواء الحكومات مثل طائر السنونو المهاجر من وزارة إلى أخرى، ولم نشهد له عملا، وعندما استراح   وهو أصلا لم يحارب صار ينظّر عما كان، ويقدم ما يجب أن يكون، والقائمة طويلة عن وزراء لم يتركوا بصمة على الحقيبة الحريريةالتي حملوها، وهم الآن يريدون أن يبصموا ولكن ربما بأصابع القدم كلها وليس بإبهام اليد فقط.

 

هناك عدد من الوزراء والولاة اعترفوا بأن الأمر لم يكن بأيديهم عندما كانوا يلقبون بـالمعالي، ولم يكن بمقدورهم وهم يحملون حقائب فارغة سوى أن يسايروا ما يأتيهم من القمة، ولكن مثل هذه الاعترافات إنما تورّطهم ولا تنجيهم من المتابعة، وتطرح السؤال عن المرتبات والامتيازات التي حصلوا عليها وما زالوا على خلفية أنهم وزراء سابقون، وإذا كانت السيدة زهور أونيسي قد آلمها أن تشاهد الأمير عبر القادر على حمار والشيخ بن باديس في شكل صنم أبشع من اللات وعزة، ومدينتها تنهار أمام عينيها، فإن البقية يرفضون حتى الخوض في هاته الآلام، وفي غيرها من المآسي التي كانوا شهودا عليها، إن كانوا يعتبرونها آلاما أصلا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عياش - سطيف

    أعذرني يا أستاذ إن لم أكن بارع في اللغة العربية وهذا راجع إلى سياسة هؤلاء الوزراء الذين إن صح القول قد تمكنوا من هدم جيل أوأكثر من الشعب في مقوماته من دين ولغة وثقافة ، فصدق يا أستاذ قد إمتزجت و إختلطت علينا الحقيقة فلا نحن بهوتنا التي مات عليها أباءنا وأجدادنا ولا بهوية غيرنا التي نحن نلهث وراءها لنتعلم منهم ومن منهاجهم ولغتهم ، وإن لم نقل نحيي مجدهم ... فعذرا يا شيخنا عبد الحميد بن باديس وألف عذر ، فالذين يصنعون بك هذا ليسوا من أبنائك الذين تربوا على منهاجك ... ستبقى وستظل قامة من القامات.