يمينة.. كفيفة تعول على بصيرتها للظفر بالبكالوريا

بتفاؤل وأمل يعانق السحاب وإرادة تحطم الإعاقة ،وتكسر كل الصعوبات أبت التلميذة يمينة بالصحراوي التي فقدت بصرها، إلا أن تواصل المضي نحو حلمها المتعلق بنيل شهادة البكالوريا، حيث كانت من بين المترشحات للبكالوريا بمركز الامتحان بمتوسطة العقون محمد الكبير بالطيبات بورڤلة لاجتياز شهادة البكالوريا لسنة 2015.

 نظرا للإعاقة البصرية التي تعاني منها التلميذ المنحذرة من قرية أم الزبد ببلدية النقر دائرة الطيبات الواقعة على بعد 200 كلم عن مقر الولاية، سخر القائمين على المركز جميع الوسائل التي من شأنها أن تيسر للتلميذة يمينة المعروفة بتفوقها الدراسي، قصد اجتياز شهادة الباكلوريا في شعبة آداب وفلسلفة بشكل حسن، من خلال تخصيص قاعة مكيفة لها وتوفير ماء البارد، و3 حراس من بينهم حارسة مخصصة حصرا لمساعدتها على كتابة الإجابة.  

 يمينة التي لم تبلغ العشرين من العمر، كانت تنعم بالبصر وسليمة معافاة أثناء دراستها في الطور الإبتدائي، قبل أن تتعرض لحادث مرور أفقدها نعمة البصر لتضل مدة ثلاث سنوات ،مع معاناة التنقل بين المراكز الإستشفائية بحثا عن العلاج، وهو الأمر الذي لم يتيسر لتقنع بما كتبه الله لها.

 وتقول محدثتنا أنها قررت رفع شعار “لا يأس مع الأمل ولا إعاقة مع الإرادة“،  لتجدد حياتها الدراسية وتلتحق بمدرسة خاصة بتعليم المكفوفين بولاية الوادي، وذلك بمساعدة أبويها قصد تمكنها من إنهاء دراستها بالطور المتوسط وتعلم لغة البرايل.

 ونالت شهادة التعليم المتوسط وتمكنت من الالتحاق بثانوية علي الدقعة ببلدية النقر بالمنطقة المذكورة لمواصلة دراستها مع الأصحاء لمدة ثلاث سنوات حيث كانت تحتل المرتبة الأولى في فصلها الدراسي بمعدل لم ينزل على 15 من 20.

وفي سؤال “الشروق” عن السر الذي تعتمده يمينة والذي جعلها تتفوق في دراستها أجابت بكل ثقة أن سر نجاحها، هو اعتمادها على الله تعالى، وأن وسيلتها في تحقيق النجاح هو الدعاء باستمرار.

وتأمل هذه المرشحة في أن تأخذ وزيرة التربية الوطنية شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما الصم البكم بعين الإعتبار، خاصة فيما يتعلق بطبع الكتب المدرسية والمقررات والمناهج  لاسيما وأن بعض الكتب على غرار كتب الجغرافيا والعلوم الطبيعية تحتوي على صور لا يتمكن المعاقين بصريا من التعرف عليها.