الشروق العربي
ظاهرة غرام "زميل المهنة"..

يهربون من أزاوجهم ويرتمون في أحضان صديق العمل برتبة “حبيب”

الشروق أونلاين
  • 33965
  • 56

تربط الأفراد عدة علاقات اجتماعية مختلفة، من بينها علاقات العمل، وبحكم الاختلاط في هذه الأماكن، اتخذ العديد من الأشخاص “صديق” العمل من الجنس النقيض، سواء من طرف الرجل أو المرأ ، روابط امتدت إلى أمور بعيدة عن معناها الأصلي، أصبح هذا الشخص الغريب الطرف الثالث في العلاقة الزوجية، تتأثر بظروف كثيرة بحكم الألفة بين هذين الجنسين، تعدى محتواها إلى أن وصلت إلى ظاهرة تؤثر بشكل واضح على قدسية العلاقة بين الزوجين، كان في بداية الأمر هذا الشخص صديقا لوقت الحاجة وأصبح مع مرور الوقت صديقا في رتبة حبيب متخف.

نحن لا ننفي العلاقات في أماكن العمل التي تقوم على التواصل بين الجنسين مادام يقضيان أكبر فترة في حياتهما اليومية بحكم العمل جنبا إلى جننا في مختلف المؤسسات، هذه الأخيرة أصبح اليوم أغلبها مختلطا وهي تتطلب هذا، لطبيعة الكثير من الأمور الحادثة في المجتمع أو للتغير الحاصل في العالم ككل، لكن نحن بصدد الحديث على العلاقات التي تبدأ بريئة بين جنسين تقوم العلاقة بينها على الاحترام المتبادل ولا تتعد الحدود الأخلاقية، والأصل في هذا كله أن أحد الطرفين أو كلاهما مرتبط أو لهما عائلة وأولاد ربما، يعني ظاهريا لا يمكن أن تتطور العلاقة بينها إلى أمور أخرى ماعدا علاقة الصداقة المتبادلة والتعاون في إطار محترم يخلو من كل الشوائب، ينتهي التواصل بمجرد الخروج من المؤسسة، لكن ولعدة أسباب قد تأخذ هذه الرابطة منحنى آخر بين الطرفين وتصبح العلاقة الزوجية قاب قوسين من التفكك، كان السبب فيها طرفا غريبا طرق باب قدسيتها بيد خبيثة اسمها صديق العمل.

جفاء العلاقة بين الزوجين تساهم في تأجج هذه العاطفة بين الصديقين

  لا تنتصب العلاقات الزوجية على حال وتبقى بين المد والجزر وهذا لتأثرها بالكثير من العوامل النفسية أو الاجتماعية، من هنا كان الواجب على الطرفين التفكير في ايجاد حلول لإثراء العاطفة بينها، حتى وإن كانت مفبركة من باب الحفاظ على هذه القدسية، لكن ولما كان الباب مفتوحا أمام الشكوى والتذمر خارج ثنائية الزوجين، يظهر الصديق كالطبيب الشافي الذي يريد إيجاد الدواء لمرض لا يعنيه هو في الأصل، بل فيهم من يغتنم الفرصة للتقرب أكثر لهذا الشخص، بوضع يده على العلة ويظهر بمظهر حامل الدواء لداء كان من الواجب أن يشفى بدواء المودة بين الزوجين، لذا يتحول مع الألفة كمهرب سواء للرجل أو المرأة ومكان مبكى لهما، يتخذه أحد الطرفين مكانا للشكوى ومحاولة ايجاد الحلول للمشاكل التي تترتب على الروتين اليومي أو لبعض المشاكل بين الطرفين، بالرغم من أنها من الأمور العادية، فلا يوجد كمال في أي شيء حتى في العلاقة بين الزوجين، هذا الجفاء بينهما هو السبب غير المباشر في تأجج نار عاطفة الصديق وترجيح ميزان التواصل حتى يصبح لأحدهما الاستعداد لهجر حضن الزوج مادام هناك حضن دافئ ليس ببعيد من هنا، ويد تكفكف الدمع خارج الحياة الزوجية، ويتحول هذا الصديق الطبيب الشافي، وبحكم التواصل الزائد بينهما تقلد له شارة الحبيب في لحظة ضعف من غير وعي، في الوقت الذي كان من الواجب البحث عن حل للمشاكل الزوجية خارج أسوار وأحضان هذا الغريب الحامل لاسم الصديق وقت الضيق، حتى ومن على شرفات المشاكل الزوجية للأفراد.

هي خيانة تطبخ على نار دافئة

مهما يكن، فإن هذا الغريب وحتى وإن كان صديق عمل، فإنه يبقى طرفا غير شرعي في المعاملات بين الجنسين، إلا في حدود الاحترام بعيدا عن الخلوة بينهما، لكن عندما يصل الحد إلى درجة الالتقاء خارج أوقات العمل في المطاعم وغيرها من الأماكن التي تجمعهما، وكذا الخلوة في السيارة عندما يوصل أحدهما صديقه إلى بيت زوجها أو العكس، فالأمر أصبح أعظم وتعدى الشرع والأخلاق وحتى العرف، لكن للأسف في مجتمع اليوم ارتقينا بهذه العلاقات إلى درجة الخيانة في زمن تئن فيه الغيرة على فراش الموت، رجال يرضون لأزواجهم السهر والعمل أوقاتا متأخرة مع الأصدقاء، ومن بعدها تساق إلى بيتها رفقة صديق ظاهر للعيان، وحبيب في الخفاء، ورجال يتركون أزواجهم يراوحن في البيت الزوجية من تحريك الشوق إليهم وهم مدعوون على عشاء مع صديقة العمل في أماكن خلوة وسمر بعيد عن أعين الناس، نعم وما خفي أعظم عندما تدرك أن من الرجال من يدكون هذا السلوك من زوجاتهم ومن النساء كذلك، أصبحت تربطهم ماعدا وثائق تسقط مع مر الأيام في نار الخيانة والسبب صديق العمل، هذا الذي كان بالأمس غريبا أصبح اليوم من العائلة من دون رابطة أخوية ولا علاقة عائلية، إلا رابطة زمالة العمل، هذا المكان كان شاهدا على ميلاد خيانة تطبخ على نار دافئة حتى نضجت واحترقت وحرقت قداسة العلاقة الزوجية.

…ويتهامسون حتى في الحياة الحميمية ألزوجية…

لا حدود للتعاملات لهذه الصداقة في الكثير من الأحيان، فتراهم يتهامسون حتى على العلاقة الحميمية مع أزواجهم، أو بأدق تعبير قدسية الفراش، بل منهم أو منهن من تطلب النجدة وإن كان الأمر فاضحا وخادشا للحياء، فكيف بمن يحمل العقل أن يروي علاقته الحميمية مع زوجته، وكذا كيف بمن تحمل ماء الوجه أن تهمس لهذا الصديق عن لحظات النشوة مع زوجها من دون استحياء، بل منهم بمن تطالب وتشكو بثها وحزنها لهذا الصديق من التقصير من زوجها والعكس كذلك، هذا حال الكثير من علاقات الصداقة التي يتحجج بها البعض، بل الكثير من الأشخاص من يراها ضرورية للترفيه عن النفس في لحظة الضيق، لأنها تساعد على حد رأي المتبنين لهذه المبدأ على كسر روتين العلاقة الزوجية، ناسين في ذلك أن الشرع والعرف ينفيان علاقة ثالثة في حضرة العلاقة الزوجية، بل هي تأسيس إلى هدم استقرار العائلة سواء من قريب أو من بعيد، وإلحاق أضرار مختلفة حتى ولو كانت خفيفة لا تصل إلى حد الهدم، كما أنها علاقة تؤثر بشكل كبير على الاستقرار والمودة بين الزوجين، بالإضافة الى هذا كله هذا أن أسرار الأزواج فيما بينهم هي أمانة في عنق كل طرف فيها، فهل من المعقول أن نروي خيالنا وأفعالنا الحميمية مع هذا الصديق أو الصديقة التي أصبحت في لحظة ما، فوهة ساخنة ترمي بحممها على صرح المودة والرحمة بين الزوجين.

إن التطرق لهذا الموضوع يظهر بعض الأمور والعلاقات الخفية التي تهدد الاستقرار في العلاقات الزوجية من دون علم أو عن علم، بل يوجد من الأشخاص من يحقق مغنم التواصل مع فرد سواء رجل من طرف المرأة أو العكس، إلا بهذه الطريقة وهي صديق العمل، يتخذها كلا الجنسين كغطاء يختفي تحته من أجل بلوغ هدف التواجد على مقربة من فرد ما، حتى ولو كان هذا على حساب استقرار عائلة كانت تنعم بالهناء في وقت قريب.

مقالات ذات صلة