”أنبياء” بلا وطن
”سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”.كانت هذه آخر زيارة نبوية لخاتم الرسل في بلاد الأنبياء بعد أن وُلد وعاش وتلقى الرسالة معظم الأنبياء في فلسطين التي تبحث الآن عن وطن يحمل اسمها ويعترف به الذين سلبوا الأرض من أنبيائها وزرعوها بالشياطين.
-
ماذا نقول لأبنائنا لو سألونا عن مسعى السلطة الفلسطينية وهي أمام باب الأمم المتحدة في نيويورك “تشحت” وطنا قرأوا في التاريخ أنه منح الجنسية للأنبياء وحجّ إليه خاتم الأنبياء قبل أن يحج إلى مكة المكرمة، ودخله عمرو بن العاص وصلاح الدين الأيوبي قبل أن يدخله آل شارون وشامير ونتانياهو؟
-
ماذا نقول لأبنائنا إذا اطلعوا على قائمة أسماء بلدان المعمورة المعترف بها أمميا ولم يجدوا فلسطين ولن يجدوها لأن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض ذلك ولأننا لا نريد ذلك.. ويقرأون بدلا عن اسمها دولة جنوب السودان وأبخازيا وكيريباس ولاتفيا وجزر مارشال وقرة باغ مع احترامنا لأسماء هذه الدول الصعبة نطقا فما بالك بالتواجد في الأمم المتحدة؟
-
قد يكون معمر القذافي _ حتى ولو كان حقا أراد به باطلا_ أحسن من وصَف الأمم المتحدة بدقة عندما صعد منبرها ولم يفهم سببا لوجودها، وقد يكون الساعون مع السلطة الفلسطينية لأجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية مخطئين لأن الذي يريد إثبات أنه كائن حيّ أمام الآخرين في علوم الفلسفة هو إنسان غير سويّ، والمنطق يقول إن الأمم المتحدة الخاضعة لأمم الفيتو هي التي تحتاج لمن يعترف بها وليس البلد الذي اعترفت به السماء ومنحته خير الناس قبل أن يحتله شرّ الناس.
-
تصرّف الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها الأسمر مع ملف الدولة الفلسطينية الذي عاد إلى بدايته من المفروض أن يوقظ محمود عباس من “سكرته” الطويلة ليعرف أن السِلم الذي طلبته مصر والأردن وفلسطين منذ عهد الشهيد ياسر عرفات إنما طاردت به خيط دخان، وأن الولايات المتحدة التي صدقت دائما عندما وعدت بأن تنسف أفغانستان والعراق وصدقت في ليبيا وسوريا، كذبت هذه المرة بعد أن وعد رئيسها الأبيض بدولة فلسطينية قبل نهاية عهدته فخلف خليفته الأسمر الوعد وملأ أسماع محمود عباس بكلام أمريكي صريح لا نظن أن محمود عباس كان في قرارة نفسه ينتظر غيره.
-
لقد تمكنت إسرائيل من اختصار فلسطين في غزة، فصارت الدموع تُذرف على غزة ولا تذرف على عكا ولا على حيفا ولا على القدس، والقوافل والرحال تُشد إلى غزة ولا تُشد إلى جنين ولا إلى الخليل ولا إلى الناصرة ولا إلى نابلس .. وتمكنا نحن من نسف فلسطين نهائيا وصارت الاجتماعات العربية والمساعي ليس لاستعادة الجولان ورمي الصهاينة في البحر كما كان الاعتقاد سائدا في الستينات وإنما لتسمية مولود وضعته الأرض قبل أن تضع فرنسا وإنجلترا وأمريكا التي تتحكم الآن في مصيره وهرِم بخطايانا قبل أن تهرم الشعوب التي تتحمل مثل الأنظمة ضياع فلسطين.
-
الحب “المِثلي” الوضيع الذي ظهر في لقاء أوباما ونتانياهو وهما يتبادلان غزلا فاحشا كاد يتحوّل إلى “مداعبات” أمام العالم حول نخب إسرائيل الآمنة، والحب العذري المفضوح الذي ظهر في خطاب ساركوزي الذي حذر من الفيتو حينما قال إنه قد يكون خطرا على إسرائيل قبل فلسطين واقترح مولودا معوّقا سماه ”دولة مراقب” أكد أن الغرب لا يكره حماس وحزب الله فقط وإنما يكره محمود عباس وسيتخلى عنه كما فعل مع زين العابدين بن علي وحسني مبارك .
-
الذين قالوا إن بوش الابن هو أسوأ رئيس أبيض عرفته أمريكا عليهم أن يحتفظوا بالجملة كاملة ويُغيروا لونها فقط؟