”حركي” يشكو الجزائر للأمم المتحدة بسبب طرده منها!
قرر أحد الرعايا الجزائريين، يشتبه في أنه “حركي” رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الجزائرية لدى هيئة الأمم المتحدة، على خلفية منعه من زيارة مسقط رأسه بشرق البلاد، حيث تم حجزه وإجباره على العودة إلى فرنسا من مطار عنابة، بعد تجريده من جواز سفره الجزائري.
-
وتعود تفاصيل هذه القضية إلى الثاني والعشرين من ماي المنصرم، عندما منعت شرطة الحدود بمطار عنابة، المدعو معمر سبتي، الذي كان برفقة زوجته نزيهة بلعربي، من الخروج من المطار، وأجبرتهما على شراء تذكرتي سفر والعودة من حيث أتيا، على حد ما جاء في الموقع الإلكتروني، لصحيفة جهوية في فرنسا تعرف بـ ”باريس ـ نورماندي”.
-
قرار اللجوء إلى الأمم المتحدة، جسده تصريح محامي معمر سبتي وزوجته، الأستاذ آكلي آيت طالب، وهو محامي جزائري يقيم بمدينة روان الفرنسية، الذي أكد أنه سيودع شكوى ضد السلطات الجزائرية، لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، على ما اعتبره “انتهاكا” للمادة 12، التي تمنع “التعسف في حرمان الأفراد من زيارة أوطانهم”، مشيرا إلى أنه وجّه رسالة إلى سفير الجزائر بباريس، ميسوم سبيح، لإبلاغه بما تعرض له موكله، ومطالبته بالتدخل لحل المشكلة.
-
ويبلغ معمر سبتي 76 سنة من عمره، وقد غادر الجزائر في العام 1963 تاركا وراءه ولدين، وقد حاول زيارتهما رفقة أقارب آخرين له العام الجاري، غير أنه منع وجرد من جواز سفره الجزائري على مستوى مطار عنابة، فيما رفضت قنصلية الجزائر بـ “بانتواز” بفرنسا، إصدار جواز سفر آخر له، وهو ما اعتبره تعديا على حقوق المواطنة، التي تجسدها كما قال، شهادة وثيقة للجنسية الجزائرية توجد بحوزته.
-
يقول معمر سبتي، المتقاعد من أحد الشركات الفرنسية، إن آخر زيارة قادته إلى الجزائر كانت في العام 1971، ولم يواجه خلالها أية متاعب، غير أن موقف السلطات الجزائرية تغير تجاهه في العام الجاري، بحيث وبمجرد تقديمه لجواز سفره الجزائري بمطار عنابة، لأحد أعوان شرطة الحدود، سارع إلى مطالبته بمغادرة التراب الجزائري ”فورا”، لكن بالمقابل تم السماح لزوجته بالذهاب حيث أرادت، مع إمكانية بقائها إن هي أرادت.
-
ويعرض المتحدث بالتفاصيل الحادثة، بحسب ما أوردته الصحيفة الفرنسية، فيقول إنه رفض الانصياع، قبل أن يطلب من عون شرطة الحدود تقديم توضيحات بشأن القرار الذي اتخذ ضده، غير أن الشرطي رفض تقديم شروحات..وفي ظل غياب أية رحلة باتجاه فرنسا، اضطر الزوجان إلى المبيت على مقعد ببهو المطار، تحت مراقبة عناصر الشرطة إلى غاية اليوم الموالي، ليعودا من حيث أتيا.
-
واتهم الجزائري “غير المرحب به”، عناصر الشرطة بسوء معاملته وزوجته، من خلال إجبارهما على شراء تذكرتين جديدتين للسفر عبر الطائرة باتجاه فرنسا، بالرغم من أنهما يتوفران على تذكرتي سفر ذهابا وإيابا، على حد ما نقلته “باري ـ نورماندي”، عن زوجة المعني، نزيهة بلعربي.
-
ولدى عودتهما إلى مقر إقامتهما في “أمفروفيل” بفرنسا، اتجه الزوجان إلى أقرب قنصلية إليهما، لمعرفة أسباب قرار منع الزوج من زيارة الجزائر، فكان رد العامل بالقنصلية إن السبب يتمثل في أن معمر سبتي كان قد عمل لصالح فرنسا، بمعنى أنه “حركي”.
-
وتشكل قضية عودة الحركى واحدة من القضايا التي عجزت السلطات الجزائرية في التعاطي معها بوضوح وصرامة، فبينما تمكن الكثير منهم من زيارة الجزائر وحتى الإقامة فيها، يبقى الكثيرون منهم أيضا ممنوعين من زيارتها.
-
وقد سألت “الشروق” أمين عام منظمة المجاهدين، السعيد عبادو، للاستيضاح بخصوص عودة أو زيارة “الحركى” للجزائر، غير أنه رفض الإجابة على الأسئلة التي وجهت إليه، وقال بصريح العبارة: “لا أريد أن أتكلم عنهم لا بالإيجاب ولا بالسلب”، رافضا تقديم المزيد.