الجزائر
طوارئ وسط الأولياء بسبب نقص الأساتذة وعدم استلام المنشآت الجديدة

10 أيام دون دراسة.. والاكتظاظ يلغي أقسام التحضيري بعدة ولايات!

نادية سليماني
  • 3607
  • 17
أرشيف
الاكتظاظ أكبر مشاكل المنظومة التربوية!

أثر الاكتظاظ الكبير لعدد التلاميذ الذي تعرفه المدرسة العمومية، سلبا على تلاميذ التحضيري، الذين لم يجد أولياؤهم فرصة للظفر بمقعد في التعليم التحضيري، بمبرر غياب أقسام تحتضنهم، ومثلما هو معلوم حتى التلاميذ المتمدرسون لم يجدوا أقساما تحتويهم خلال الدخول المدرسي، فما بالك بالطور التحضيري.
والظاهرة استغلتها دور الحضانة، حيث فاق عدد المسجلين بها هذه السنة أضعاف المتوقع.
رحلة بحث شاقة واستعطاف ووساطة ومحاباة عاشها أولياء الأطفال المقبلين على السنة التحضيرية خلال هذه السنة، فحسب شكاوي تلقتها جريدة “الشروق اليومي” كثير من الأولياء رفضت المدارس تسجيل أبنائهم هذه السنة في التحضيري لغياب أقسام تحتويهم، إلى درجة أن بعض العائلات قصدت أكثر من خمس مدارس دفعة واحدة… ولكن لا أمل.
ما اضطرهم إلى اختيار دور الحضانة اضطرارا لا اختيارا رغم غلاء المصاريف، فيما اختارت عائلات أخرى تسجيل أبنائها بالمساجد، رغم أن الأخيرة عرفت بدورها هذا العام اكتظاظا كبيرا.
عائلة من ولاية البليدة، أكدت لنا أنها قصدت خمس مدارس كاملة للبحث عن فرصة لتسجيل ابنها ذي الخامسة من عمره، ولكنها فشلت في ذلك، ليضطرّ رب الأسرة صاحب المرتب المتوسط إلى تسجيل ابنه بدار حضانة، التي وصل مبلغ التسجيل بها 9 آلاف دج شهريا. ومثله، أكدت لنا سيدة من القبة أنها سجلت ابنتها بدار حضانة ببلدية حسين داي بالمبلغ نفسه أي 9 آلاف دج. والغريب أن الحضانة لا توفر “اللمجة” للصغار، بل عائلته مجبرة على تأمينها.
وسجلت أسعار دور الحضانة مؤخرا مستويات قياسية في ظل تدهور القدرة الشرائية للعائلات وقلة أقسام التحضيري، فمثلا سيدة من العاصمة سجلت ابنتيها الاثنتين بدار حضانة بعين النعجة بملغ 18 ألف دج، فيما هي موظفة براتب شهري لا يتعدى 30 ألف دج…!! ودار حضانة بالبلدية نفسها وصلت أسعارها حتى 14 ألف دج للطفل.
وحتى الأقسام التحضيرية بالمساجد تعرف اكتظاظا رهيبا عبر كثير من بلديات الوطن، حيث أكدت لنا سيدة اضطرارها إلى التوسط لدى زوجة إمام بإحدى بلديات العاصمة الشرقية لتسجيل ولدها بالمسجد.
ويبرر الأولياء توجّههم نحو دور الحضانة رغم غلاء أسعارها، بقلة الأقسام التحضيرية بالمدارس العمومية، فكثير من التلاميذ بهذه الأقسام مسجلون عن طريق “الوساطات أو هم من أبناء مهنييّ القطاع”، وأيضا لغياب فضاءات ومراكز تسلية وترفيه عمومية في الجزائر تستوعب الأطفال بين سن 4 و5 الذين يحتاجون إلى الاحتكاك والتعرّف على العالم الخارجي، حتى يتأقلموا لاحقا في المدرسة.
ومشكلة عدم تأقلم التلاميذ في السنة 1 ابتدائي يعاني منها كثير من أساتذة الابتدائي، محمد أستاذ بمدرسة ابتدائية، أكد لنا أن الأقسام التحضيرية ليست إجبارية خلال كل بداية عام دراسي للسّماح للأمهات أو جدات تلاميذ الأولى ابتدائي بالجلوس معهم بالطاولات طيلة فترة الدّرس، لضمان توقفهم عن البكاء، وحسب مُحدّثنا “لو سُجل الأطفال في التّحضيري أو في مراكز أخرى لتأقلموا سريعا في الأقسام”.
وفي الموضوع، أكّد رئيس لجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، أحمد خالد لـ “الشروق” أن الأقسام التحضيرية ليست إجباريّة، كما دعا خالد الأولياء في حال لم يجدوا مكانا لأبنائهم في التحضيري إلى “الاتصال بجمعيات أولياء التلاميذ على مستوى المدرسة، أو بمفتش المقاطعة، لتقديم شكوى”.
وبرّر محدثنا أسباب الاكتظاظ الحاصل في المدارس بالزّيادة في عدد السكان وعدم تشييد مؤسسات تربوية بالأحياء السكنية الجديدة، “كما أنّ غالبيّة المدارس لا يمكنها التوسع وتشييد أقسام جديدة، لغياب أراض شاغرة حولها” حسب تعبيره، مـتأسفا لعدم استغلال العقار الذي كان يضم البيوت القصديرية المهدمة لإنشاء مدارس “حيث يتم تحويله غالبا إلى أسواق أو حظائر للسيارات”.

مقالات ذات صلة