الرأي

11/9 .. الذريعة والمعوقات !

نصر الدين قاسم
  • 1812
  • 5

ما من عام يمر منذ أحداث سبتمبر 2001 إلا وكان مفعما بالأحداث والشواهد ما يكرس الاعتقاد أن تفجيرات سبتمبر 2001 كانت “ذريعة” جهنمية، أو “مخططا” رهيبا، أو “حيلة” شيطانية للتأسيس لمرحلة عالمية جديدة ، أو إرساء قيم وقواعد جديدة لعلاقات دولية مغايرة تمكن القوى المهيمنة على العالم من إحكام قبضتها وبسط سيطرتها بإعادة انتشار جديدة وفق معطيات وأسس جديدة.. إن الذين صنعوا أحداث أحد عشر /تسعة، أو تركوها تحدث وغضوا الطرف عنها، أو مكنوا لها، إستغلوها أبشع استغلال في إعادة ترتيب الأشياء باستراتيجيات، ومفاهيم، وتحالفات، وأعداء، وأهداف جديدة..

ذلك إذن ما يفسر  تحول “الجهاد” في أفغانستان، إلى “إرهاب”، وكرس “شبكة القاعدة” كـ”فزاعة” لتخويف عالم الأغبياء، وتبرير كل الممارسات والمخططات، حتى أصبحت هذه القاعدة كالأخطبوط يهدد العالم بأسره يضرب في كل مكان وما لأحد عليه من سلطان  !.. فاستبيحت الأراضي والأوطان..فزاعة القاعدة أفرزت ذريعة الإرهاب لقتل أمل الشعوب في الحرية والديمقراطية والانعتاق، وإجهاض أية حركة تنبلج من رحم النضال الشعبي لصناعة غد مغاير وواقع آخر غير المفبرك في مخابر “الأذكياء”.. وقد كان طبيعيا أن ينفرط العقد وتفلت التطورات، وينبري “صانعو” الأحداث على إيجاد ميكانيزمات جديدة للملمة الأشياء والتحكم في الانفلات.

وبالعربي الفصيح فإن تفجيرات أحد عشر/ تسعة مكنت من :تسوية” أفغانستان، و”تدمير” العراق، وأغرت بشرق أوسط جديد أفشلته المقاومة وثورات الربيع العربي التي هددت بخروج الأوضاع عن السيطرة، فانتقل التفكير إلى مرحلة “تصفية” المقاومة، و”تعفين” الثورات وإفسادها، بكل السبل فظهرت “داعش” عنصر تشويش كنتاج حتمي لهذا التعفين.. واليوم يجري السعي على قدم وساق للقضاء على  الظاهرة الداعشية في حلقة جديدة من مسلسل دشنته تفجيرات  11/9.. الذي تبقى نهايته مفتوحة على كل الاحتمالات..

مقالات ذات صلة