الجزائر
الشروق ترافق متطوّعي أكبر خيمة إفطار على المستوى الوطني بالبويرة

1300 وجبة فطور يقدمها شباب القادرية يوميا لمستعملي الطريق السيار 

أحسن حراش
  • 1364
  • 7
أرشيف
المسيلة

تعتبر خيمة الإفطار لشباب القادرية بالبويرة أكبر خيمة من نوعها على المستوى الوطني وتتواجد بمحاذاة الطريق السيار شرق غرب بالقادرية شمالا، حيث يسهر شبان متطوّعون من أحياء المدينة ومن مختلف الشرائح، من أساتذة وموظفين ومهندسين، على تقديم ما يقارب 1300 وجبة فطور يوميا لمستعملي الطريق وعمال، حيث يضمن تمويل العملية محسنون من المنطقة بشكل يومي ووفق برنامج أعده منظمو خيمة الإفطار.

الفكرة بدأت فردية ليحتضنها الشباب بأكبر خيمة وطنيا

يسهر على تنظيم برنامج العمل بخيمة الإفطار لشباب القادرية في طبعتها الثانية شبان متطوّعون ومهيكلون كل حسب دوره، وتعود قصة الفكرة حسب الشاب المؤطر “مهدي” إلى شاب آخر من المدينة سخر وقته وبيته لتحضير وجبات ساخنة وجاهزة قبل توزيعها بسيارته بجانب الطريق السيار وبمفرده، وهي الفكرة التي احتضنها شباب آخرون بالتدريج إلى أن وصلت إلى فكرة تنظيم خيمة كبيرة بمساحة تفوق 1500 متر بجانب الطريق السيار قصد احتضان مستعملي الطريق من الاتجاهين وتقديم لهم وجبات إفطار ساخنة وجاهزة، وهو ما تجسد العام الفارط وهذه السنة في الطبعة الثانية، وبأكثر توسع بعدما تم التحصل على رخصة خاصة لاستغلال المساحة الملائمة.

نشاط دؤوب وشغف بخدمة الضيوف

يتكفل فوج من الشباب القادمين من حي معين من أحياء المدينة حسب برنامج تلك الأحياء قصد التحضير لوجبة ذلك اليوم، إضافة إلى أعضاء دائمين بالخيمة، حيث يبدأ التحضير من الليل وإلى غاية الصباح، ليأتي الدور على حي آخر، وهذا بهدف مشاركة أكبر عدد من الشباب في العمل التطوعي وتحسيسهم بضرورة تلك المشاركة مثل ما قال مهدي، مضيفا بأن العملية تتم وفق تنظيم محكم بتسخير شباب، كل واحد يكلف بدور ويقوم به على أحسن وجه، لا لغرض سوى التطوع وإفطار مستعملي الطريق لوجه الله.

وقد صادف وجودنا بالخيمة في حدود الساعة الخامسة مساء مع بداية النشاط الحقيقي بعد أن شرع في تحضير الوجبات بالمدينة بمطعم تطوّع به صاحبه للغرض، في حين يتكفل أكثر من 50 شابا بتجهيز الكراسي والطاولات وكذا تحضير المصلى، مع تكليف عدد منهم خصيصا قصد تنظيم عملية توقف سيارات المفطرين وشاحناتهم وضمان سلامتها طيلة مدة تواجدهم.

طوابير المركبات لكيلومترات والدرك في الخدمة

مع اقتراب السابعة مساء بدأت بعض الشاحنات بالتوقف تباعا بالقرب من الخيمة لينزل أصحابها قصد أخذ قسط من الراحة والاستعداد للإفطار، وما هي إلى دقائق حتى امتدت طوابير المركبات لعدة كيلومترات بانتظام منها حافلة لمعتمرين متجهين إلى المطار بالعاصمة، حيث تم استقبالهم رفقة عائلات أخرى بمكان مخصص لهم، كما ساهم تواجد أعوان للدرك الوطني رفقة قائد الفرقة بعين المكان في تنظيم العملية، حيث أبرز قائد الفرقة بالقادرية لنا بأن تواجدهم اليومي بالمكان يدخل في إطار مهامهم لضمان سلامة الطريق خاصة مع تواجد المركبات بمحاذاة الطريق لتناول الفطور وكذا توفير الأمن لهم ولعائلاتهم، كاشفا بأنه رغم ذلك لم تسجل أي حوادث تذكر منذ بداية العملية.

ابتهاج ومتعة الإفطار الجماعي تنسي التعب

بمجرد أن يحين موعد الإفطار يقوم أحد المتطوعين بإقامة الأذان ثم الصلاة يتكفل بها إمام من الحي، ليعود المصلون إلى تناول وجبة إفطارهم وسط فرحة عارمة وشعور اللحمة التي جمعت مئات الأشخاص من بقاع مختلفة في مكان واحد، إذ يتسابق الشباب المتطوّع لخدمتهم أحسن خدمة تاركين وراءهم عائلاتهم في سبيل خدمة العائلات المفطرة، وهو ما أكده لنا بعض المتحدثين إليهم على غرار عمي رابح صاحب شاحنة الذي أكد بأنه يفطر يوميا بالخيمة باعتباره يشتغل على خط العاصمة بوسعادة، فيما قال أحد الشباب المتطوّع وهو أستاذ في قطاع التربية، إن فرحة إفطار الصائمين تغني عن كل شعور وتنسي كل تعب.

مقالات ذات صلة