-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

19 مارس 1962.. لماذا صار هذا التاريخ عيدا؟

فاروق كداش
  • 2647
  • 0
19 مارس 1962.. لماذا صار هذا التاريخ عيدا؟

عيد النصر، تاريخ مصيري في حياة الجزائريين. إذ يعد يوم الاستقلال الفعلي من الاستعمار الفرنسي، الذي فرض على الجزائر حربا دامية، لأكثر من قرن من الزمن، لم تتوقف فيه بنادق الجزائريين. فمخاض ثورات عبد القادر وبوعمامة والمقراني وبوبغلة ولالة نسومر والزعاطشة، كللت بميلاد ثورة زعزعت العالم. الشروق العربي، تسرد كرونولوجيا الأحداث وكواليس إعلان وقف إطلاق النار الشهير.

تحتفل الجزائر، كل 19 مارس، بعيد اسمه عيد النصر، الذي يؤرخ للاتفاق على وقف إطلاق النار، بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وحكومة الاحتلال الفرنسي، بتاريخ 19 مارس 1962.

وكان الوصول إلى هذا اليوم التاريخي دربا شاقا، دفعت الجزائر من أجله ملايين الشهداء، في ثورة لا مثيل لها في تاريخ الثورات على مرور العصور.

كان أسلوب ومنهج جبهة التحرير الوطني واضحا، من حيث الموازنة بين العمل العسكري في الداخل والنشاط السياسي والدبلوماسي، فحرصت على إبقاء باب الاتصالات مفتوحا وممكنا، واستجابت لجميعها، بما في ذلك الاتصالات السرية التي تكررت في فترات متقطعة، ما بين سنوات 1956 و1959، دون أن تحقق نجاحا يذكر، لسوء نية المستعمر ومساعيه لاستدراج قادة الثورة إلى قبول وقف إطلاق النار أولا ثم التفاوض.

غير أن قادة الثورة الجزائرية كانوا أذكى بكثير بانتصاراتهم العسكرية، ونجاحهم في تدويل القضية الجزائرية، وفضحهم مناورات ديغول، مثل سلم الشجعان والقوة الثالثة ومشروع قسنطينة ومخطط شارل..

وأجبرت جبهة التحرير ديغول على الشروع في مفاوضات مع الحكومة المؤقتة، بشكل رسمي، عبر خطاب ألقاه يوم 14 جوان 1960.

في 25 جوان 1960، كلفت الحكومة المؤقتة السيدين محمد الصديق بن يحي وأحمد بومنجل معا، لإجراء محادثات مع

فرنسا بمدينة مولان الفرنسية، لمدة أربعة أيام، انتهت بالفشل، بسبب نية الفرنسيين التعجيل بوقف إطلاق النار فحسب.

أحداث كثيرة، أجبرت حكومة ديغول على العودة إلى طاولة المفاوضات، منها مظاهرات 11 ديسمبر. وبمساع سويسرية، هذه المرة، ممثلة في شخص أوليفي لانغ، تجددت اللقاءات بين الطرفين.

كان من المرتقب إجراء مفاوضات إيفيان في 7 أفريل 1961، لكنها تأخرت نتيجة أسباب كثيرة، منها محاولة اغتيال ديغول من طرف الجنرالات الرافضين لاستقلال الجزائر، وإنشاء منظمة الجيش السري الفرنسية.

في يوم 20 ماي 1961، بمدينة إيفيان، التقى الجمعان، في جلسات باءت بالفشل، بسبب نية فرنسا فصل الصحراء، ومحاولة فرض الجنسية المزدوجة على الفرنسيين الجزائريين.

لعبة الحرب والسياسة

لم تباشر الحكومة المؤقتة اتصالاتها، إلا بعد أن تحصلت على اعتراف شارل ديغول، يوم 5 سبتمبر 1961، بسيادة الجزائر على صحرائها. وبعد المفاوضات التي جرت بمدينة لي روس، ما بين 11 و19 فبراير 1962، ومصادقة المجلس الوطني للثورة الجزائرية على مسودة المحادثات، دخلت المفاوضات المرحلة النهائية، بالتاريخ الحقيقي، 8 أوت 1961.

أعلنت الحكومة المؤقتة رغبتها في مواصلة المفاوضات رسميا، في مدينة إيفيان الفرنسية، حيث التقى كريم بلقاسم وسعد دحلب ومحمد الصديق بن يحي ولخضر بن طوبال وامحمد يزيد وعمار بن عودة ورضا مالك والصغير مصطفاي، بالوفد الفرنسي بقيادة لوي، في جولة أخيرة من المفاوضات، امتدت ما بين السابع والثامن عشر مارس، توجت بإعلان توقيع اتفاقيات ايفيان، وإقرار وقف إطلاق النار، بتاريخ 19 مارس 1962.

لم يتمكن الجزائريون من الخروج في هذا اليوم للتظاهر بأعداد كبيرة احتفالا بنهاية الحرب، خوفا من أن يتعرضوا للقتل على أيدي “منظمة الجيش السري الفرنسية”، لكن، لم تكن إلا فرحة مؤجلة إلى غاية الخامس من جويلية 1962.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!