-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

2017.. سنة القحط الكروي

ياسين معلومي
  • 1720
  • 4
2017.. سنة القحط الكروي

لم نكن نتوقع ولو للحظة واحدة أن تصل الكرة الجزائرية إلى الحضيض سنة 2017، ولم نكن نتخيل أبدا أن المنتخب الجزائري يغيب عن مونديال روسيا، بعد التألق في المونديالين الأخيرين بجنوب إفريقيا والبرازيل، والتأهل التاريخي للدور الثاني، ولا يزال محبو الكرة المستديرة لم يهضموا التراجع المذهل لكرتنا سواء على مستوى المنتخبات الوطنية، وحتى الأندية الجزائرية فقدت بريقها في السنوات الأخيرة إقليميا وقاريا، والسبب حسب رأيي هو السياسة المنتهجة من طرف أعلى هيئة تسير الرياضة في الجزائر إلى أصغر فريق ينشط في أصغر بطولة ولائية على المستوى الوطني.

لا يوجد اليوم في المنظومة الرياضة مسؤولون يعملون من أجل الجزائر، يجدون ويكدون لرفع الراية الوطنية في مختلف المنافسات الدولية، بل أصبحنا نفتخر بالفشل الذي أصبح علامة مسجلة للرياضة الجزائرية، ونتبادل التهم أمام مرأى ومسمع حتى المسؤولين النافذين، ولا أحد يتحرك لإيقاف مهازل قد تعيدنا إلى سنوات كنا نحلم فيها حتى بشعار المشاركة من أجل المشاركة.

ما زلت لم أفهم ونحن نودع سنة 2017 الخالية من الألقاب والتتويجات، كيف أن الدولة الجزائرية لم تتدخل لتسوية النزاع القائم بين وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي ورئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف؟ خلاف قد يعصف بنا إلى الهاوية، أشهرا قبل بداية المنافسات الرسمية، فنسينا التحضيرات والإمكانات التي نمنحها للفرق والرياضيين، ودخلنا في حلقة مفرغة قد تسبب لنا كوارث عند نهاية كل المنافسات، يومها الكل يشهر سيفه في وجه خصمه، ويبقى الخاسر الأكبر هو العلم الجزائري الذي اشتاق “الرفرفة” في المحافل الدولية.

لقد أصبنا بداء معدٍ أبعدنا من صناع القرار في مختلف الهيئات الإفريقية، فأصبحنا لقمة سائغة في القارة السمراء، بعدما كنا أسيادا ولسنوات، نصفع في أروقة الاتحاد الإفريقي مرتين متتاليتين، وكأننا منتخب انضم حديثا إلى الهيئات الإفريقية، رغم أننا كنا نملك على الأقل حق الدفاع عن أنفسنا بعيدا عن كل المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر، علينا أن نراجع أنفسنا قبل فوات الأوان، ألم يحن الوقت لاستدعاء كل الكفاءات الجزائرية بقرار حكومي وحثهم على وضع اليد في اليد بعدما عملوا ولسنوات لملء جيوبهم وأرصدتهم؟ ألا يحق للجزائري أن يفرح مع أبطاله مثلما حدث في العديد من المرات، ويخرج إلى الشارع مثلما كان في موقعة أم درمان والبرازيل وغيرها… أم إن سنوات القحط ستستمر لأعوام أخرى.

كم نكون سعداء لو أن السنة الجديدة تُطوى فيها كل الخلافات والأحقاد، وتعود فيها كل الرياضة الجزائرية إلى سابق عهدها، أعرف أن ذلك أمر صعب لكنه ليس بالمستحيل، فلو يتدخل أصحاب القرار فورا، وبقرارات حاسمة، أظن أن الأمور ستتغير… يومها يزول أصحاب المصالح والشكارة من الخارطة الكروية ويسلمون المشعل لمن يملكون النزاهة والكفاءة وحب الوطن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • إسماعيل كاردف

    هل تعلم يا أخي ياسين لماذا لم يخطر ب بالنا كيف وصلنا الى ما وصلنا اليه الان ؟ لان الشجرة التي كانت تغطي الغابة حل عليها الخريف و الشتاء و تعرت و كشفت المستور، كل مسؤول كان يعمل للمدى القريب على حسب مصلحته و فضلو الجاهز و اكل غلة الغير، فكيف تريد يستمر النجاح و نحن لم نتعب فيه قط، ان أردنا النجاح فهو سهل جداً ، يجب علينا العمل و بناء البنية التحتية بمنشأت رياضية و ملاعب عالمية و تكوين براعم موهوبين للمستقبل و كفانا بكائنا على الاطلال .

  • الاسم

    تابع
    كم عدد ملاعب كرة القدم المتواجدة بحيك وبلديتك وولايتك يا ياسين؟ كم عدد المؤطرين والمدربين والاطباء و..المختصين في ك القدم؟ وكم وكم وكم؟
    واهم سؤال
    هل المنطقة التي تعيش بها يا ياسين يقطنها شعب يحب الرياضة ؟
    خذ مثلا فرنسا اقسم بالله ان بدوار او دشرة تجد على الاقل ملعبان كرة القدم أتعي ماهي كلفة انشاء ملعب وصيانته على مدى سنين؟
    انت معذور يا ياسين
    الرجاء زيارة الشعوب الممارسة للرياضة حتى لا تندم وتتحسر لان فريق ك القدم لم يتاهل
    اما تسييس اللعبة وتهييج الناس بالباطل دعك منه

  • الاسم

    من يمكن له التذمر او الاحباط او الحسرة في المجال الرياضي بصفة عامة وكرة القدم بصورة خاصة لما لا تحصد الجوائر والمراكز الاولى وكذا التؤهلات للمنافسات العالمية هي الدول التي استثمرت في الانسان*التربية البدنية* والمنشآت الرياضية*كرة القدم* مثلا فرنسا او اليابان هولاندا بلجيكا المانيا و...
    لكن ان يغوغأ فلان او يثرثر فلان اويتحسر فلان و يهيج فلان لان فريق كرة القدم لم يتأهل فهذا *الفلان*
    جاهل ولايملك منطق التحليل والحكي بالواقع
    سؤالي

  • من قلب الحسرة

    الأزمة تلد الهمةولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق كما يقال وجاء في القرآن:"إن مع العسر يسرأ" فأبشر يايسين
    قستفرح حتى التخمة وتقر العين