-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

3 انقلابات في إفريقيا تختلف عن الـ200؟!

3 انقلابات في إفريقيا تختلف عن الـ200؟!

اعتادت فرنسا على التدخل العسكري المباشر في إفريقيا أكثر من مرة، واعتادت أن تُحقِّق النَّتائج وتَضع مَن تضع في الحكم، وتستمر في النَّهب والاستغلال. لعقود من الزمن وهي تفعل: في سنة 1964 قامت بإنزال عسكري جوي في “ليبرفيل” عاصمة الغابون بأمر من الجنرال “ديغول” وأعادت حليفها إلى الحكم الرئيس “ليون امبا”، وفي سنة 1979 تدخلت قواتها العسكرية مباشرة في عاصمة إفريقيا الوسطى للإطاحة برجلها هناك “بوكاسا” فقط لأنه عصي الأوامر واقترب من الرئيس الليبي معمر القذافي رحمه الله، ونصَّبَت بدلا عنه “ديفيد داكو” الأكثر ولاء، وفي 1983 قامت بعملية عسكرية في تشاد سمتها “مانتا” ما بين شهري أوت ونوفمبر ضد تقارب تشاد مع العقيد معمر القذافي وسخرت لذلك 3000 عسكري بأمر من الرئيس الفرنسي “فرانسوا ميتران”، ونصبت بديلا عن الرئيس “جوكوني عدي” الذي أراد الخروج عن طوعها الرئيس “حسان حبري” ثم أطاحت به لتوصل الرئيس “إدريس ديبي” إلى الحكم سنة 1990 ويبقى فيه طيلة 31 سنة.
وتدخلت فرنسا تدخلا مباشرا سنة 1991 للإطاحة بالرئيس “موسى تراوري” في مالي من خلال التدخل في مجازر شهر مارس التي ذهب ضحيتها أكثر من 200 قتيل، وفي كوت ديفوار سنة 1999، وفي مدغشقر 2009، وفي غينيا بيساو سنة 2008، وإفريقيا الوسطى سنة 2013، وبوركينا فاسو سنة 2014، فضلا عن أكبر تدخل عسكري مفضوح سنة 2011 ضد العقيد معمر القذافي واغتياله انتقاما من كل أنواع المقاومة الإفريقية التي نظمها ضدها سياسيا واقتصاديا…
وليست هذه سوى عيِّنة من الانقلابات والتدخلات المباشرة لهذه القوة الاستعمارية المُدمِّرة، أما الانقلابات والتدخلات والمؤامرات غير المباشرة من خلال بيادقها في العلن والسر فّحدِّث ولا حرج، لا يمكننا أن نجد واقعة شنيعة في القارة السمراء أو حربا أهلية أو مجازر إلا وكانت هذه القوة خلفها.
هذا لا يعني أن القوى الغربية الأخرى بريئة من مآسي القارة، بل إنها جميعا تشترك في مسألة واحدة إما الهيمنة أو القتل والاضطراب. ألم تكن الولايات المتحدة الأمريكية خلف مقتل البطلين الإفريقيين “باتريس لومومبا” و”كوامي نكروما” لأنهما بزعمها حليفان للاتحاد السوفياتي سابقا؟ ألم تكن تعتبر أن كل توجه قريب من المعسكر الاشتراكي سابقا خطرا عليها؟ وقس على ذلك بريطانيا وبلجيكا، وغيرها من المستعمِرين.. ولعل هذا ما يفسر ازدياد نسبة الانقلابات والتدخلات في فترات الصراع الدولي حول القارة.
أشار موقع projects.voanews.com واستنادا إلى دراسة كل من لـJonathan powell وClayton Thyne أن القارة عرفت منذ سنة 1950 أكثر من 200 انقلاب 82 منها تمت في فترة ما بعد استعادة الاستقلال من أكبر المستعمرين أي فرنسا، وهذا ما يُبيِّن لنا كم هي خطورة اليد الغربية في هذا الوضع، وكم هو التلاعب بالسلطة في بلداننا من قبل الغربيين… فخلال أكثر من 70 سنة من المقاومة الحديثة للأجنبي في القارة، كانت معظم الانقلابات إنما تتم إما ضد حكم وطني رافض للهيمنة الغربية أو لاستبدال حكم استنفد دوره في خدمة المستعمِر القديم بِحُكمٍ جديد.. نادرا ما كانت الانقلابات تتم ضد النظام الاستعماري الغربي وتستمر، ولعلها المرة الأولى في التاريخ الإفريقي، الذي تعرف القارة فيه خلال ثلاث سنوات أكبر نسبة انقلابات وطنية ناجحة 75% (6 من 8)، 3 من بينها في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، جميعها حدثت في وقت متقارب، وتشترك في كونها ضد مستعمر سابق واحد عاث في القارة فسادا أي فرنسا دون أن تستطيع هذه القوة الاستعمارية الإنزال أو التدخل العسكري أو المناورة المباشرة للإطاحة بها كما كانت تفعل.. هل هي انقلابات مختلفة عن الـ200 وتحمل معها الأمل للقارة؟ ينبغي الانتباه.. مازال الوحش الغربي قادرا على الإساءة..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!