30 قضية لسائقين متهورين نشروا فيديوهات على “تيك توك”

حذرت قيادة الدرك الوطني، السائقين المتهورين الذين انتقلوا من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي، حيث يقومون بمناورات خطيرة وتغيير الأروقة بسرعة مفرطة على الطرقات السريعة، ونشر مقاطع منها عبر الفضاء الإلكتروني خاصة “تيك ـ توك”، لاستقطاب عدد كبير من المتابعين والمشاركين وهذا من أجل التفاخر وتحريض المتتبعين على هذا النوع من السلوك الطائش، إلى جانب حصولهم على أموال، بسبب ارتفاع نسبة المشاهدة لهذه المقاطع والفيديوهات.
وفي التفاصيل، كشف الرائد سمير بوشحيط، المكلف بالاتصال على مستوى مركز التنسيق المروري بقيادة الدرك الوطني، الأحد لـ”الشروق” أنه تم رصد في الآونة الأخيرة أنشطة مخالفة لقواعد الأمن المروري، من طرف خلية اليقظة المرورية لمركز الإعلام وتنسيق المرور للدرك الوطني عند تصفح المصادر المفتوحة عبر الفضاء الإلكتروني.
وقال الرائد بوشحيط “وعلى هذا الأساس أطلقت مصالح الدرك الوطني مؤخرا حملات مستهدفة مؤلفي مقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تروج لانتهاكات قواعد السلامة على الطرق من خلال رصد عدد من مقاطع فيديو عبر حساب التيك ـ توك لعدة أشخاص، تثبت مناورات خطيرة وسرعة مفرطة بدون احترام أدنى قوانين وتعليمات المرور”.
وبلغة الأرقام أوضح ممثل جهاز الدرك أنه تم خلال شهر فيفري إلى غاية 17 مارس الجاري تسجيل 30 قضية، أي في فترة شهر ونصف فقط، مما يمثل خطوة مهمة في مكافحة السلوك المتهور على الطريق، حيث تم التنسيق مع الوحدات الإقليمية من أجل توقيف المشتبه فيهم وتقديمهم إلى الجهات القضائية واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، مؤكدا أنه أثناء التحقيقات تبين أن بعض المركبات تعرضت لحوادث مرور نتيجة هذه المناورات، فيما شملت هذه الحملة عدة ولايات، منها الجزائر، الشلف، وهران، الوادي، بجاية، جيجل، قسنطينة، تبسة، حسب المتحدث.
وفي تفاصيل أخرى، أشار الرائد بوشحيط إلى أنه خلال عملية التدقيق في الفيديوهات، تبين أن الفئة الأكثر مجازفة في هذا السياق هم شباب في مقتبل العمر بعضهم لا يزال في المرحلة الثانوية أو الجامعة، وتتراوح أعمارهم بين 16 و29 عاما، يلهثون وراء الشهرة وجلب المزيد من المتابعين عن طريق صناعة محتوى يحطم أفكار الشباب نتيجة مخالفته لقواعد السياقة السليمة، عازيا ذلك إلى قلة الوعي المروري.
وحذر المكلف بالاتصال على مستوى مركز التنسيق المروري بقيادة الدرك الوطني من أن مصالح الدرك ستواصل رصد ومراقبة الفضاء الرقمي من أجل كشف ومكافحة أي نشاط من شأنه أن يزود الشباب بأفكار إجرامية جديدة تؤدي إلى حوادث طرق خطيرة من خلال اعتماد نهج رادع وإنفاذ القانون بشكل صارم ضد المخالفين.