الجزائر
مختصّون يحذرون من انتشارها السريع

5 فيروسات قاتلة تهدّد صحة الجزائريين!

كريمة خلاص
  • 5452
  • 4
ح.م

حذر مختصون خلال ملتقى وطني حول الأمراض المعدية من عودة خطيرة لانتشار العديد من الفيروسات القاتلة الناجمة عن الأمراض المعدية في مقدمتها الأنفلونزا الموسمية وداء الكلب والسل والسعال الديكي والبوحمرون، وهذا نتيجة غياب ثقافة التلقيحات  وتهاون السلطات في التعامل مع هذه الأمراض التي عاودت الانتشار بشكل مخيف وتتسبب سنويا في مئات الوفيات..

حذّر الدكتور فوزي درار، مدير المخبر المرجعي للأنفلونزا بمعهد باستور من اشتداد فيروس الأنفلونزا الموسمية نهاية شهر ديسمبر وفق توقعات شبكة المراقبة الوطنية.

وقال درار، في تصريح للشروق على هامش الأيام الدولية للأمراض المعدية المنظمة بالمدرسة العليا للضمان الاجتماعي يومي الخميس والجمعة، أنّ نهاية ديسمبر ستكون بداية اشتداد الوباء الذي قد يكون خطيرا جدا، وفق ما تم استقاءه من خلال نظام “موفينغ” او “نظام التحركات” الذي يسمح بمتابعة فيروس الأنفلونزا والتنبؤ بحدة انتشاره.

وأضاف درار “في إطار عصرنة رصد الانفلونزا ومقارنتها مع المعطيات البيولوجية من أجل التنبؤ الدقيق، نطبق في الجزائر منذ 2017  نظام “موفينغ”، حيث يمكننا من التنبؤ بالتقريب”.

وبناء على رصد النظام، يتم مراسلة وزارة الصحة لتعميم المعلومة وأخذ احتياطاتها من خلال تخصيص سرير او سريرين في مصالح الاستعجالات للتكفل بهذا النوع من الحالات الاستعجالية.

جانفي وفيفري أكثر الشهور حدة في الإصابة بالأنفلونزا الموسمية

وأضاف ممثل المخبر المرجعي للتلقيح ضد الأنفلونزا أن شهري جانفي وفيفري يعتبران أكثر الشهور حدة من حيث عدد الإصابات بالأنفلونزا بنسبة 80 بالمائة لانتشار الفيروس الذي تحفزه عدة عوامل أهمها تجمع عدد كبير من الأشخاص في مساحة ضيقة وارتفاع نسبة الرطوبة.

وأكد  المتحدث أن الجزائر لا تزال بعيدة عن توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص نسبة التغطية الوطنية بالتلقيح والمحددة بحوالي 75 بالمائة، بينما في الجزائر لم نتعد 35 بالمائة، أي نصف النسبة وذلك بسبب التخوف الكبير من التلقيح لدى الجزائريين.

تلقيح منعدم ضد الأنفلونزا في الأوساط الطبية

وفي ذلك، تأسّف ممثل معهد باستور للعزوف الكبير عن التلقيح في الأوساط الطبية وشبه الطبية، حيث قال “تلقيح الأطباء ضد الأمراض المعدية والأنفلونزا الموسمية ضعيف وأحيانا كثيرة منعدم في المؤسسات الصحية لاسيما الاستشفائية الكبرى”.

وطالب فوزي درار بضرورة الاتجاه نحو إلزام الفريق العامل في مجال الصحة بالتلقيح، معتبرا العزوف عن التلقيح أمرا غير مقبول، مستشهدا بدراسة فرنسية حديثة أثبتت ان انتقال عدوى الانفلونزا ناتج في الغالب عن علاقة بين المريض والفريق المعالج وليس بين المرضى انفسهم.

وأضاف درار “على الطبيب ان يعي بأنه ليس وحده في المستشفى، فهو على احتكاك دائم بالمرضى، لاسيما بعض المرضى المزمنين ومن غير المعقول أن يكون الطبيب سببا في مرض أو عدواه، لا بد من توعية داخل المستشفيات وعمل حقيقي وليس نظري”.

الجزائر الأولى إفريقيا من حيث توفير اللقاح

وأكد درار “أنّ الجزائر هي الأولى إفريقيا من حيث توفير اللقاح المضاد للأنفلوزا بمعدل 2.5 مليون جرعة سنويا، لكن المشكل يتمثل في التخوف من التلقيح لدى الفريق الطبي المعالج، وهو ما يطرح أهمية تكوين وتحسيس الأطباء والممرضين العاملين في مختلف التخصصات على مستوى المؤسسات الصحية”.

وانتقد درار التأخر الشديد لكلية الطب في بلادنا من حيث تدريس وتكوين الطلبة في تخصص علم التلقيح على غرار ما هو معمول به في العديد من الدول، فالمختصون حاليا في تلقيح الأطفال اكتسبوا الأمر من خلال التجربة وليس من خلال الدراسة والتكوين.

عدد ضحايا الأنفلونزا يفوق الثلاثين حالة

أكد فوزي درار ان ضحايا الأنفلونزا الذين توفوا العام الماضي  بلغوا 30 وفاة بلغت عيناتهم المعهد المرجعي، لكن الواقع اكبر من ذلك بكثير حسب منظومة المراقبة وهو ما يستدعي عملا جبارا على مستوى المستشفيات للوقوف على الواقع بدقة وهذا عمل فرق مراقبة الأنفلونزا داخل المستشفيات حينها يمكن تقديم معطيات دقيقة.

وأضاف “هناك أنفلونزا لا نعرفها داخل بعض المصالح اين يموت المرضى دون التصريح بأن سبب الوفاة أنفلونزا على غرار ما يحدث مع بعض مرضى القلب”.

التلقيحات ليست بعبعا والجزائر لا تلقّح شعبها لتمريضه

من جهتها البروفيسور نسيمة عاشور رئيسة مصلحة الأمراض المعدية “ب” بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة القطار ورئيسة لجنة تنظيم الأيام الدولية للأمراض المعدية تأسفت لهذا الواقع الذي يسود التخوف من مختلف التلقيحات التي اعتبرتها الكلمة المفتاحية في الوقاية من مختلف الأمراض المعدية.

وقالت عاشور “نعم، الطاقم الطبي وشبه الطبي لا يخضع للتلقيح، انها حقيقة.. الجميع يخشى التلقيح، لأننا لم نستطع نقل الرسالة الصحيحة”.

وتأسفت البروفيسور عاشور لعودة كثير من الأمراض المعدية التي كنا قد قضينا عليها لوقت قريب جدا ومنها البوحمرون والسل والسعال الديكي والكلب.

وأرجعت الأمر إلى  فشل الحملات التوعوية والتحسيسية بأهمية التلقيح في تجنب كثير من الأمراض القاتلة، حيث قالت “قد نعتقد أننا قدمنا ما يجب من التحسيس، لكن هذا أبدا ليس كافيا.. يجب ان يكون هذا مشكل الجميع ومسؤوليته في تمرير الرسالة”.

واضافت “لو ان الطاقم الطبي والمعالج كان ملقحا لاستطاع حماية المريض ومحيطه”. وأوضحت اكثر حين قالت “إذا تم الإقرار بالتلقيح فلأنه مهم ومدروس بشكل دقيق وجيد وهو قيمة مضافة، فنحن لا نلقح الشعوب لتمريضها وإنما من اجل حمايتها وهذه هي الرسالة الواجب الإيمان بها، وما مجانية التلقيح الا عامل مطمئن”.

وقالت عاشور “ان البالغين ايضا مطالبون بإعادة تلقيحاتهم، فالأمر لا يقتصر على الأطفال فقط”.

يجب تلقيح العاملين في مجال السياحة

وأوضحت البروفيسور عاشور أكثر حين قالت “حتى العاملين في مجال السياحة الذين يسافرون كثيرا يجب عليهم الخضوع للتلقيح بحكم تنقلاتهم المتعددة لمختلف أقطار العالم، فهم لا يعتبرون أنفسهم معنيون باللقاح ويرفضونه”.

واضافت عاشور، صحيح ان عدد الوفيات جراء الأمراض المعدية قد تراجع مقارنة مع السابق، لكن عدد الحالات الجديدة المسجلة سنويا في ارتفاع مستمر.

4 وفيات بالقطار بسبب داء الكلب

وتطرقت البروفيسور عاشور إلى انتشار داء الكلب في بلادنا، حيث استقبلت مصلحتها عديد الحالات العام الجاري، 4 منهم توفوا “بالغ و3 أطفال”، منتقدة في ذلك الانتشار الرهيب للكلاب الضالة غير المراقبة وغير الملقحة وكذا التفريغ العشوائي للنفايات.

وقالت “فعلا نخجل في التصريح بذلك نحن في 2018 ولا زلنا نعاني أمراضا قد ولّت، فنحن البلد الإفريقي الوحيد الذي قضى على الشلل والأمر نفسه بالنسبة للدفتيريا منذ 2007، بينما في اوروربا لا يزالون يسجلونه إلى الآن”، داعية إلى التركيز على ايجابيات التلقيح للطفل والبالغ بدل التعامل معه على أنّه بعبع يخشاه الجميع.

مقالات ذات صلة