اقتصاد
تراجع رسملتها بـ5 آلاف مليار وانسحاب 8 مؤسسات عمومية

50 مليار دولار في السوق السوداء “تفرمل” بورصة الجزائر

إيمان كيموش
  • 6523
  • 7
الشروق أونلاين

تشهد بورصة الجزائر خلال الأشهر الأخيرة حالة من الجمود، زادت حدتها بعد عزوف المؤسسات الخاصة عن الانفتاح على هذه الهيئة النقدية والمالية التي تحولت إلى بناء “شبه مهجور”، ويأتي ذلك بعد سنوات من وقف فتح رأسمال المؤسسات العمومية عليها، بعد إلغاء مشروع انضمام 8 مؤسسات للبورصة، وانسحاب مؤسسات أخرى ـ مؤسسة إسمنت عين الكبيرة ـ عقب أسابيع من انضمامها ـ بسبب فشلها في تحقيق الربحية سنة 2016.

وساهمت هذه الظروف في تراجع رسملة البورصة التي كانت في وقت سابق ـ تاريخ استحداثها ـ رأسمالها يزيد عن 6 آلاف مليار سنتيم، لتصبح اليوم لا تتجاوز 1400 مليار سنتيم، حيث فقدت بين سنتي 2000 و2020 أزيد من 5 آلاف مليار من رسملتها، زيادة على غياب الشفافية وتداول أزيد من 50 مليار دولار في السوق السوداء، الأمر الذي يجعل المؤسسات المصغرة تفضل الابتعاد عن هذه الهيئة التي تفرض رقابة مالية على المنفتحين عليها.

ويعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن عية أن 3 أسباب تقف وراء “فرملة” بورصة الجزائر، التي لم تستطع تحقيق أي خطوة نحو الأمام رغم تسطيرها البرامج والمخططات لاستقطاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أولها غياب الإرادة السياسية، مشددا على أن البورصة المنشأة سنوات التسعينات في الجزائر واجهت في الفترة بين التسعينات وسنة 2000 نظاما اقتصاديا إيديولوجيا يتخوف من القطاع الخاص ومن عمليات الخوصصة والرأسمالية، جعل هذه الهيئة تبقى طيلة الفترة الماضية مجرد حبر على ورق، ولم تعرف أي تقدم ملحوظ.

ويضيف عية في تصريح لـ”الشروق” أن الاتكال على الريع البترولي الذي تحول من نعمة إلى نقمة في الفترة بين سنتي 2000 و2014 أدى إلى غياب أي إرادة سياسية لدى المشرفين على البورصة والقائمين على التعاملات المالية في الجزائر، لإنعاش تعاملاتها وفتح رأسمال المؤسسات عليها، ومما زاد الأمور سوءا حسبه هو تنامي كتلة الأموال النائمة في السوق السوداء وغياب الشفافية، حيث يتداول الجزائريون اليوم مبلغ 50 مليار دولار في السوق السوداء، بعيدا عن أعين الرقابة والضرائب وهو ما يجعلهم يفضلون البقاء بعيدا عن مؤسسة البورصة التي ستطلب تقارير دقيقة عن مستوى ربحية هذه الشركات ورقم أعمالها.

ويعتقد الخبير نفسه، أن أحد أهم أسباب “فرملة” بورصة الجزائر طيلة السنوات الماضية غياب محيط بيئي يؤمن بهذه المؤسسة ويشجع الشركات والمتعاملين الاقتصاديين على الانضمام إليها، معتبرا أن غياب الحملات الترويجية للعروض التي تقدمها البورصة، وعدم فتح الأبواب الإعلامية عليها لتنشيط خرجاتها من قبل المسؤولين عليها وراء انهيار البورصة التي تحوّلت إلى “هيكل بلا روح”.

مقالات ذات صلة