الجزائر
الوجه الآخر لطوابير المتدافعين والمتهافتين على "اختبار اللغة"

700 مليار.. عائدات المركز الثقافي الفرنسي من التأشيرة الموعودة!

الشروق أونلاين
  • 13278
  • 40
ح.م

في زخم الجدال والسجال الكبير الذي أحدثته طوابير المتدافعين والمتهافتين على أبواب المركز الثقافي الفرنسي الأحد، للظفر بموعد إجراء اختبار الكفاءة في اللغة الفرنسية، عسى ولعلّ أن يفتح لهم منفذ الأمل “المفقود” في بلادهم، أو هكذا يعتقد البعض منهم، ظلّ الوجه الآخر للقضيّة غائبا أو مغيّبا، حيث لم يركزّ عليه الكثير، أو غفلوا عنه، وهو الأموال الطائلة التي يجنيها المركز الفرنسي من المترشّحين دون أن يضمن أغلبهم فرصة العبور نحو الضفة الأخرى!

وبلغة الأرقام، وحسب الإحصائيات الرسميّة التي كشف عنها المركز الثقافي الفرنسي نفسه في بيان له، فإنّ 700 ألف طالب جزائري قد سجّلوا أنفسهم على الموقع الإلكتروني لإجراء مقابلة التأهيل اللغوي المطلوب قبل مباشرة أي تدابير بشأن تأشيرة المرور إلى فرنسا.

ومن الشروط التي قبل بها المترشحون، لقبول التسجيل الأولي، هو دفعهم مبلغ مليون سنتيم جزائري عند سحب استدعاء المقابلة اللغوية، ما يعني أنّ الحصيلة النهائية ستكون في حدود 700 مليار، يستفيد منها المركز مقابل فوز مئات الطلاب فقط، الذين قد لا يتجاوز عددهم الألف في أحسن الأحوال، أمّا الباقي من “الفاشلين” أو غير المرغوب فيهم، فإنهم يهدرون أموالهم مجّانا، ليموّلوا بها الخزينة الفرنسية نظير أحلام ورديّة تبخّرت في دقائق معدودة من امتحان يكرم فيه المرء أو يهان!

أكثر من ذلك، فإنّ طريقة الاختبار اللغوي ذاتها تطرح أكثر من علامة استفهام حول طريقتها المدروسة والمقصودة لإقصاء الأغلبية بعد تحصيل أموالهم مسبقا، حيث يعتمد المنهج الأمريكي المعروف بإسقاط رصيد كل إجابة صحيحة في حال الإجابة الخاطئة، وهو ما يقلّص حظوظ الأغلبيّة الساحقة، ولكنّه يجيز “الاستيلاء” على مستحقاتهم الماليّة دون أيّ ضمانات لمسابقة “عادلة” تكفل لهم النجاح.

مقالات ذات صلة