90 بالمائة من وفيات كورونا مصابون بالسكري

حذّرت مليكة بوري طبيبة مختصة في أمراض السكري، من أعراض خطيرة قد تصيب مرضى السكري في هذه الفترة الحساسة التي ينتشر فيها فيروس كورونا بقوة، قد تؤدي بهم إلى الإصابة بالعمى أو فشل الكليتين أو أعراض أخرى من الممكن أن تصل بهم حدّ الوفاة، وعلى رأسها السمنة، وكذا ارتفاع مستوى السكري في الدم، حيث أكدت أنّ مرضى السكري من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بفيروس كورونا أو أي فيروسات أخرى..

وشدّدت مليكة بوري في اتصال بـ”الشروق” بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكري أمس، على أنّ مرض السكري من أخطر الأمراض بحكم الأعراض المعقدة التي يتعرض لها المصاب به، حيث قد يتسبب في الإصابة بأمراض أخرى كفشل الكليتين وبالتالي اللجوء إلى التصفية، العمى، عدم القدرة على المشي وقد يصل الأمر حد بتر القدم.

وأضافت المتحدثة أنّ المرض في تزايد مستمر وخاصة خلال السنة الجارية التي انتشر فيها الفيروس بقوة، وحتى بالنسبة للأطفال، صرحت الطبيبة بوري، أنه في السابق كانت حالات الإصابة بالمرض عندهم قليلة، أما خلال الأشهر الأخيرة، فقد ارتفع عدد الإصابات بالسكري بشكل رهيب حيث يتم تسجيل من 2 إلى 3 حالات يوميا في كل مستشفى عبر كامل القطر الوطني، كما أبدت المتحدثة تخوفها من استمرار ارتفاع حصيلة المصابين بالسكري، وخاصة في ظل استمرار انتشار الوباء وتزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد..

وبشأن التوصيات والإرشادات التي من المفروض أن يتبعها مرضى السكري لتفادي السمنة وارتفاع مستوى السكري في الدم، طالبت الطبيبة بوري، بضرورة إتباع حمية غذائية خفيفة لا تتعدى الخضر والفواكه التي لا تتسبب في رفع السكري، كما أضافت أنه على المصابين بالسكري، أن يداوموا على القيام بحركات رياضية ولو في منازلهم، خاصة وأنّهم ممنوعون من الخروج في فترة الفيروس، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، كما أنه يؤثر عليهم بشكل كبير، وأغلب الإصابات الخطيرة والوفيات تشمل مرضى السكري الكبار في السن، حسب م ذكرته المتحدثة، لهذا فهم أكثر عرضة للسمنة وهو ما يؤدي إلى ارتفاع السكري لديهم، لهذا فهم ملزمين كما قالت بوري، بالمراقبة الدائمة لمستوى السكري عندهم وكذا إتباع نصائح الأطباء ومن أهمها أن يكون مستوى السكري عندهم منخفض بشكل دائم..

أمّا بوعابيد رياض طبيب مختص في جراحة العظام والمفاصل، فصرّح في اتصال بالشروق، أن 90 بالمئة من عدد الوفيات بالكوفيد، كانوا مصابين بأمراض السكري حيث أكد أن فئة قليلة فقط من شفيت من الوباء، وأضاف أنه على مرضى السكري، أن يلتزموا بالإجراءات الوقائية وعلى رأسها عدم الاحتكاك مع الغير ومع الأطفال على وجه الخصوص بحكم أنهم ينقلون المرض لهم باي طريقة، كما قدم بوعابيد العديد من النصائح لهذه الفئة على رأسها تناول فيتامين دي كل 15 يوم، مع التعرض لأشعة الشمس يوميا لمدة 10 دقائق على الأقل، والخروج للمشي نصف ساعة يوميا في مكان بعيدا عن الاكتظاظ وعدم الاحتكاك مع الغير أو القيام بحركات رياضية في المنزل، وتناول ريجيم خاص لتفادي ارتفاع السكري وخاصة الذين يقومون بأخذ الأنسولين باعتبارهم أكثر عرضة لفيروس كورونا المستجد.

من جهته، أوحدة فيصل رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، صرّح “للشروق”، أنّ هناك دراسة مؤكدة وأرقام دقيقة أجرتها طبيبة جزائرية مختصة في أمراض السكري والغدد، أثبتت أنّ أغلبية المرضى ممّن أصيبوا بفيروس كورونا المستجد، وخاصة كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 50 سنة فما فوق، وبعد الشفاء من كورونا أصيبوا بمرض السكري، بسبب تعرضهم لعجز في الكلى، مضيفا، أن أكبر حالات الوفيات والإصابات بالفيروس لهذه الفئة، وطالب أوحدة في هذا الشأن، من مرضى السكري على هامش اليوم العالمي لمرضى السكري، الالتزام بالتدابير الوقائية وعدم الخروج من منازلهم إلاّ للضرورة القصوى مع اتخذا الإجراءات الوقائية من غسل الأيدي واستخدام المعقمات وكذا ارتداء الكمامات، مضيرا، إلا أن جمعية مرضى السكري التي يترأسها تحت خدمة جميع المواطنين في أي وقت وبإمكانهم التواصل معهم لحل أي مشكلة.