90 دقيقة أمام المترشحين لتجنب الإقصاء من البكالوريا

يدشن هذا الأحد أزيد من 790 ألف مترشح، امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2023، باجتياز أول اختبار موحد لهم في مادة اللغة العربية وآدابها، موزعين على 2674 مركز اجراء، إذ تلقى مديرو التربية للولايات تعليمات تحثهم على ضرورة فتح مراكز الإجراء على السابعة صباحا أمام الممتحنين وعدم غلقها إلى غاية موعد فتح أظرفة الأسئلة، وذلك بغية حمايتهم من الإقصاء من البكالوريا، بسبب هاجس “التأخر” عن موعد الامتحان.
وسخرت وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مراكز إجراء “احتياطية”، تحسبا لأي طارئ قد يحدث خلال فترة الامتحان، وذلك بغية حماية المترشحين وكافة أفراد الجماعة التربوية من جميع المخاطر على غرار الفيضانات، ومن ثمة ضمان السير الجيد للاختبارات طيلة خمسة أيام، خاصة وأن توقعات الأرصاد الجوية تفيد بأن الأيام القليلة القادمة، ستشهد تقلبات جوية بين ارتفاع محسوس في درجة الحرارة وتساقط غزيز للأمطار وقد تكون متبوعة بسيول جارفة.
وأفادت مصادر “الشروق”، بأن رؤساء مراكز الإجراء قد وضعوا السبت آخر الرتوشات على كافة الأعمال والتحضيرات المرتبطة بإجراء امتحان شهادة البكالوريا، من الناحيتين المادية والبشرية، لضمان السير الحسن لكافة الاختبارات التي تجرى على مدار خمسة أيام ابتداء من الأحد، أين حرصوا على توجيه تعليمات وتوجيهات لأعضاء الأمانة، وحثهم على أهمية التقيد بتنفيذها على أرض الواقع، لكي يتسنى لهم اتخاذ القرارات الصائبة والسريعة وحسن التصرف خلال الأزمات.
وأضافت بأن مديري التربية للولايات قد نظموا مؤخرا أياما تكوينية لتحسيس المترشحين بأهمية الابتعاد عن التورط في ممارسة الغش بجميع أنواعه سواء التقليدي أو المتطور، والتقيد التام بتواقيت الالتحاق بمراكز الإجراء صباحا ومساء، بغية تحقيق صفر تأخرات وسط التلاميذ على المديين القريب والبعيد وحمايتهم من عقوبة الإقصاء من الامتحان.
وتلقى رؤساء المراكز توجيهات تحثهم على أهمية الالتزام التام بفتح المراكز على الساعة السابعة صباحا أمام المترشحين وعدم غلقها إلى غاية الثامنة والنصف، وهو الموعد الرسمي لفتح أظرفة المواضيع، إلى جانب التعامل بليونة مع فئة الممتحنين المتأخرين، لكن من دون فتح المجال للتسيب والفوضى، من خلال الحرص على منحهم خمس دقائق إضافية للالتحاق بقاعات الامتحان بعد الثامنة والنصف صباحا، ونفس المدة الزمنية الإضافية ستمنح لهم خلال الفترة المسائية.

أساتذة الابتدائي للكتابة في مكان المترشحين من ذوي الهمم
وأشارت مصادرنا إلى أن مصالح مديريات التربية للولايات المختصة قد جندت أساتذة المدارس الابتدائية بتسخيرات كتابية، لتكليفهم بمهمة الكتابة في مكان المترشحين من ذوي الهمم، وكذا الممتحنين الذين تعرضوا لحوادث أصيبوا على إثرها بكسور في اليد، لأجل ضمان حقوقهم كاملة غير منقوصة، ولكي يتمكنوا بذلك من اجتياز الاختبارات في ظروف حسنة ومريحة وصحية، خاصة في ظل اتخاذ السلطات العليا قرارا يقضي برفع كل القيود المفروضة سابقا لمجابهة خطر انتشار فيروس كورونا وإسقاط العمل بالبروتوكولات الصحية المختلفة، إلى جانب الحرص على تسخير ثلاثة أساتذة حراس بكل قاعة إجراء.

خلية للطوارئ لتحديد هوية مسربي الأسئلة في البكالوريا
ولأجل ضمان بكالوريا دون تسريبات ودون نشر للمواضيع المزيفة والمفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “الفايسبوك”، أفادت المصادر ذاتها بأنه سيتم تفعيل “خلية اليقظة” التقنية أو ما يصطلح عليها بخلية الطوارئ للسنة الثالثة على التوالي، مهمتها رصد ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي، لتحديد هوية المشوشين على امتحان شهادة البكالوريا، سواء بالنسبة للمتورطين في ممارسة الغش أو بتسريب ونشر المواضيع والأجوبة، وتعمل من دون توقف 24 ساعة على 24 ساعة على مدار خمسة أيام، بالإضافة إلى تكفلها بإخطار وزارة العدل المخول لها باتخاذ الإجراءات الجزائية المناسبة، والتي تصل إلى حد الحبس لمدة تتراوح بين ثلاث و15 سنة.
وستنطلق عملية إغفال أوراق إجابات المترشحين الأحد، بنزع البيانات الشخصية للمعنيين من الاسم واللقب ورقم التسجيل واستبدالها برموز، وذلك بالموازاة مع انطلاق إجراء الاختبارات في كافة الشعب، وتستمر حتى بعد انقضاء البكالوريا على مستوى 18 مركزا للتجميع، فيما تم تخصيص 88 مركزا للتصحيح لإنجاز المهمة من قبل أساتذة من ذوي الخبرة المهنية الطويلة في مجال التصحيح، وذلك لأجل تحقيق الهدف المبتغى وهو إنصاف الجميع بمنحهم حقهم كاملا غير منقوص في التقييم.
ويقدر العدد الإجمالي للمترشحين لهذا الامتحان بـ790.515 من بينهم 269.539 مترشح حر موزعين على 2674 مركزا عبر التراب الوطني، وسيمتحنون في ست شعب هي العلوم الطبيعة والحياة، الرياضيات، الرياضيات التقنية، التسيير والاقتصاد، اللغات الأجنبية والفلسفة.