محمد برنو: صلينا الظهر جماعة قبل الحادثة.. ولسرعة التدخل الفضل في إنقاذنا
كشف، أمس، محمد برنو، أحد الناجين من تحطم طائرة الهيليكبوتر بصحراء رقان بولاية ادرار عن تفاصيل الحادثة بعد أن فقد وعيه ودخل في غيبوبته لعدة أيام، حيث استرجع ذاكرته بعد ما أصيب بكسور في رجله اليمنى، وجروح خفيفة بأعلى الرأس وخدوش على مستوى الكتف.
محمد برنو الذي بدا في حالة صحية جيدة، استقبلنا بكل حفاوة في بيت والده بدوار الشط ضواحي بلدية سيدي عكاشة بالشلف ورفض في البداية الإدلاء بأي حديث عن الموضوع، ولكن بعد إلحاحنا واستعراضنا لجزء من الحادثة قال: انطلقت حوامتان من ثكنة إحداهما كان على متنها 14 عسكريا، بينهم محمد وميكانيكي برتبة مساعد وثلاثة جنود برتبة عريف وطبيب برتبة ملازم أول، ولدى وصولنا للقاعدة حطت الطائرتان وأخذنا قسطا من الراحة وكنا قد تفقدناهما جيدا قبل الانطلاق. وأدينا صلاة الظهر جماعة، ثم جمعتها بالعصر خوفا من فوات وقتها واستلقيت بعدها لوقت قصير بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وبعد مدة انتهت المهمة فتنقلنا للطائرة، وخلال العودة وعلى بعد حوالي 300 متر عن القاعدة وبرج المراقبة تفاجأنا بصعود الرمال التي غطت الطائرة من الجهة الأمامية مما يعني حسبه أنها هوت وسقطت عموديا ولامست الأرض في المرة الأولى، ثم ارتفعت، ثم عاودت السقوط على مسافة قريبة وانقلبت واشتعلت فيها النار .
ويسرد محمد هنا ما رواه ناج آخر، يتذكر جيدا أحداث الواقعة بعد ما تمكن من الخروج والابتعاد لعدة أمتار ومتابعة المشهد بدون شعوره بالآلام التي أصابته في البداية على مستوى فقرات ظهره، فإنّ سرعة تدخل زملائهم من الثكنة التي وقعت بالقرب منها الحادثة مكنتهم من إنقاذه على غرار بقية زملائه الـ 12 الذين فارقوا الحياة جراء قوة الصدمة وشدة الحريق، وبعدها تم نقلهم على جناح السرعة برا على متن سيارات الإسعاف إلى مستشفى رقان أين كان زملائي الممرضون يقدمون لي الإسعافات الأولية، ويضيف محمد بأن زميله المنحدر من ولاية وهران مايزال يعاني حاليا بالمستشفى العسكري من الصدمة جراء استرجاع وقائع مشهد الحادثة، واختتم حديثه بدعوته لأهالي الضحايا الشهداء بالصبر والترحم عليهم والدعاء لهم بالرحمة، فيما دعا الأقارب والي الولاية التدخل لرفع الغبن عنهم ومساعدتهم على إعادة الاعتبار لمسلكهم وتشييد جسر لتمكينهم من المرور عبره.