-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عقيدة ثورة التحرير مع فرنسا الاستعمارية

حبيب راشدين
  • 2362
  • 0
عقيدة ثورة التحرير مع فرنسا الاستعمارية

الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو في سياق التحضير لزيارة قادمة للوزير الأول الفرنسي في الـ 9 والـ 10 من الشهر الجاري، لم توفق في إذابة الجليد بين البلدين، في ملفات هي عند الطرف الجزائري على رأس الأولويات: الموقف من النزاع القائم على حدودنا الغربية حول تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، والملف الأمني السائد على حدودنا الشرقية في ليبيا، والوضع المضطرب جنوبا في مالي.

رد وزير الخارجية السيد رمطان لعمامرة على العبارات الفضفاضة الملتبسة التي نطق بها وزير الخارجية الفرنسي خلال الندوة الصحفية، كان أوضح من المواقف الجزائرية السابقة المحتشمة والمترددة حيال الاصطفاف الفرنسي الدائم إلى جانب المغرب “ظالما أو مظلوما” فحمل فرنسا “مسؤوليتها أمام التاريخ” وألح على وجوب تبني قرار حاسم بشأن “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره” في إشارة إلى مناورات التعطيل التي تتولاها فرنسا بالوكالة ـ وربما بالأصالة ـ عن المغرب في السر والعلانية.

الرد الشافي على هذا الموقف الفرنسي العدائي في الملفات الثلاث ثلاث هو بيد السلطات الجزائرية، وبيد الرئيس تحديدا، الذي نتوقع منه في الحد الأدنى الامتناع عن استقبال الوزير الأول الفرنسي خلال زيارته القادمة، وأن يكلف السيد سلال بوضع ملف العلاقات السياسية على رأس ملفات اللقاء القادم للجنة العليا المشتركة، وبدعوة الطرف الفرنسي إلى تعريف “العلاقات الطيبة” بين البلدين كما يحلو للرسميين الفرنسيين وصف العلاقات بين الجزائر وفرنسا، إذا كانت فرنسا قد سعت وتسعى بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ إلى خلق أوضاع متفجرة مقلقة للجزائر على ثلاث جبهات، أوضاع شتت الجهود الأمنية للجزائر، ولها بلا شك كلفة عالية ومرهقة للجيش الوطني الشعبي، معوقة لقيام أي استقرار بالإقليم.

هذا الموقف العدائي الفرنسي يفترض أن يمنع أي مسؤول جزائري يحترم نفسه من مواصلة التعامل مع فرنسا كـ “دولة صديقة” بل يملي على السلطات الجزائرية إعادة تكييف “العقيدة القتالية” للجيش الوطني الشعبي وللبلد، كي تتخذ مستقبلا من فرنسا “العدو الرئيس” الذي ينبغي أن نحذره، ونختصه بجهودنا الدفاعية  بأوسع مضامينها: السياسية، العسكرية، الاقتصادية، الثقافية، والدبلوماسية. فليس المغرب ـ حتى مع استمرار النزاع في الصحراء الغربية ـ ولا تونس، ولا أي من جيراننا يمتلك اليوم القوة لتهديد أمننا، أو سبق أن هدد أمن الجزائر كما فعلت الحكومات الفرنسية المتعاقبة، وليس من بين الأوروبيين من سعى إلى ضرب أمن الجزائر واستقرارها، كما سعت الحكومات الفرنسية المتعاقبة، العالقة في حبال الذهنية الاستعمارية الحاقدة.

وفي كل الأحوال، فإن فرنسا المتراجعة على أغلب المستويات: السياسية، العسكرية، الاقتصادية والثقافية، في أوروبا وفي العالم، لم تعد تملك أوراق ضغط ومناورة كثيرة، حتى يسمح لها بمواصلة العبث بأمن واستقرار الجزائر وإقليم المغرب العربي، دون أن تدفع الثمن على مستوى السوق الجزائرية، كما على مستوى نفوذها الثقافي المهين لثورة التحرير، والذي تريد “إصلاحات الجيل الثاني” للوزيرة بن غبريط منحه هدية مجانية بتمرير مشروع فرنسة الطورين المتوسط والثانوي.   

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • ثاقراولا

    انت تحارب بافكارك فرنسا الاستعمارية لاجل بقاءك كعربي استدماري لا اكثر ولا اقل
    يبقى فقط ان تعلم وتعلمون انه لا يوجد فرق بين الاستعمار العربي والفرنسي
    اسأل سكان الصحراء الغربية عن الفرق بين الاستعمار العربي المسلم *بن كيران ...*المروكي والاستعمار الاسباني
    وإن وجد فرق نحن بالجزائر نفرق بينكم وفرنسا

  • عبد الحميدالسلفي

    السلام عليكم
    ليست فرنسا في حاجة الى جهد مضن لرعاية مصالحها المتنوعة بل هنالك 2000000 شخص متحصل على الجنسية الفرنسية يعيشون بين أظهرنا من بينهم 5000 مسؤول ,لا أظنهم يتقاعسون عن إمتصاص الخيرات الجزائرية للمصلحة الأحادية لفرنسا .ناهيك عن الذين يدرسون هنالك والمقدر عددهم ب 8000 طالب,والأحضان المفتوحة لكل من يريد الإلتحاق بهؤلاء في شتى الميادين على منوال الحركى الذين لم يغادروا قط البلد حسب المؤرخ الفرنسي.
    أليس هذا هو الإنتداب ؟
    كل ذلك يظهر جليا في محاربة التعريب في جميع الميادين وبخاصة التعليم.

  • عبدالله

    كيف ومتى وأين؟ وهذه الحكومة عميلة فرنسة قاعدا كي مسمار جحا

  • sami

    والله من احسن ما قرأت . ولكن ألست تطلب المستحيل ؟ فكيف للعبد ان ان يقول لا لسيده ؟ وانت ادرى بمدى سريان مفعول العبودية في هؤلاء الاعوان ؟

  • الطيب

    يا أستاذ راشدين نعيب غيرنا و العيب فينا ! فرنسا على عقيدتها و نفسيتها المتسلطة ، الحاقدة ، المتكبرة ، الاستعمارية و لم تتغير و تاريخها غني عن كلامنا و على كل هذا شأنها نحن الذين لم نتعلم ....نحن الذين لم نصنع لأنفسنا مكانتنا الخاصة بنا و كم هي النقلة بعيدة بين ما صنعه مليون و نصف المليون شهيد و بين أجيال الإستقلال !؟ فشلنا في أن نصنع لأنفسنا منتوجا حتى و إن نختلف مع بعضنا يبقى على الأقل هذا المنتوج مستقل عن عدو الأمس و يتسم بالذاتية و الإحترام بين الأمم و لكن .....

  • بدون اسم

    نعم أستاذ حبيب كما قلت في خاتمة الموضوع "فرنسا المتراجعة على أغلب المستويات: السياسية، العسكرية، الاقتصادية والثقافية، في أوروبا وفي العالم، لم تعد تملك أوراق ضغط ومناورة كثيرة، حتى يسمح لها بمواصلة العبث بأمن واستقرار الجزائر وإقليم المغرب العربي، دون أن تدفع الثمن على مستوى السوق الجزائرية، كما على مستوى نفوذها الثقافي المهين لثورة التحرير، والذي تريد "إصلاحات الجيل الثاني" للوزيرة بن غبريط منحه هدية مجانية بتمرير مشروع فرنسة الطورين المتوسط والثانوي."