التلاميذ والمواطنون ينتفضون ضد “موقف الموت”
نظم تلاميذ ثانوية عبد الرحمان بن رستم بشوفالي في بوزريعة أمس، مسيرة حاشدة من مقر الثانوية نحو مقر إقامة زميلتهم “رانيا طالب”، التي فارقت الحياة أمسية الاثنين، متأثرة بالصدمة التي تلقتها إثر تعرضها لحادث مرور أليم بالقرب من موقف الحافلات بشوفالي الذي أصبح يسمى بموقف “الموت”، نظرا إلى تصاعد حوادث المرور به، حيث تؤكد التصريحات أن سائق الحافلة يكون قد فقد المكابح ما جعله يصرخ في كل الاتجاهات لتنبيه المارة ليرتطم بـ”طاكسي”، اصطدم بدوره بالتلميذتين “رانيا” التي فقدت الحياة و”كاميليا” الموجودة بمستشفى بني مسوس.
الحادثة التي اهتزت لها منطقة شوفالي وما جاورها، أجبرت كافة تلاميذ ثانوية بن رستم التي تدرس بها “كاميليا” ضحية حادث المرور إلى تنظيم مسيرة لتوديع زميلتهم في جنازة مهيبة حضرها عدد غفير من المواطنين والتلاميذ والأساتذة والإداريين.. وتنقلت “الشروق” إلى المدرسة فكانت أبوابها موصدة، ما أجبرنا على التوجه إلى بيت الضحية بعد توجيهنا من طرف زميل لها بالثانوية التي تدرس بها في القسم الثاني. وصلنا حي “الشوني” في بني مسوس، فكان منزل الضحية يعج بالمواطنين والتلاميذ والأساتذة.
..وجوه باكية وأخرى متحسرة.. أم الضحية تبكي بحرقة على فلذة كبدها التي أرسلتها لطلب العلم ولم تعد إليها في الوقت المعتاد إلا على متن صندوق “الموتى”.
تصريحات وقفت عندها “الشروق” خلال الجنازة على لسان شهود عيان من زملاء الضحية، تقول إحدى المعزيات من زميلاتها: “خرجنا من الثانوية مساء وكانت رانيا بالقرب من موقف الحافلات وإذا بنا نرى مواطنين يفرون في كل الاتجاهات.. لم نفهم ما يجري، حينها لمحنا حافلة نقل الطلبة تسير بسرعة وجرس منبهها لا يتوقف عن التنبيه. أما سائقها ومن عليها فيصرخون بأن الحافلة فقدت فراملها، لترتطم الحافلة مباشرة بمركبة “طاكسي”، اصطدمت بالتلميذتين رانيا وكاميليا.
شهادة أخرى اقتلعناها من إحدى المعزيات التي اكتشفنا أنها من الأوائل التي وقفت عند الحادث، تقول إنها هرولت مسرعة إلى موقع الحادث علها تتمكن من المساعدة في إنقاذ روح باعتبارها ممرضة، تقول إن طبيبا كان بالموقع أراد هو الآخر المساعدة قبل وصول سيارة الإسعاف التي وجدت صعوبة للالتحاق بالموقع من التجمهر الكبير للمواطنين، وتأسفت للبعض الذين انسلخوا من إنسانيتهم همهم تصوير حتى الموتى لإشهار صورهم بمواقع التواصل الاجتماعي .