التوانسة يردّدون “البوعزيزي ليس شهيدا واللّه لا تربحو” !
قالت الباحثة التونسية ريم الشريف من جامعة القيروان، في تصريح خاصّ لـ”الشروق” على هامش ملتقى بمركز “الكراسك” بوهران، أنّ معظم التوانسة يقولون عن البوعزيزي “الله لا تربحو”، مؤكّدة أنّ بعض القنوات صنعت منه بطلا وشهيدا، وتواصل حملتها حاليا في تشويه صورة تونس بتركيزها على الإرهاب فيها.
وصرّحت الأستاذة ريم الشريف المتخصّصة في سيميولوجيا الخطاب السياسي وبنية الصورة الإعلامية بكليّة الأداب والعلوم الإنسانية بجامعة القيروان، أنّ ثورة الربيع العربي التي كان سببا فيها البوعزيزي، خلقت حربا أهلية لا تزال تونس تذوق طعم مراراتها، قائلة “هذا البوعزيزي الله لا تربحو” في نظر العديد من التونسيين، معتبرة أنّه ليس بشهيد وأنّه لا يحمل شهادات عليا مثلما روّجت لذلك بعض القنوات التلفزيونية، وإنّما مستواه لا يتعدّى السنة 3 ابتدائي.
كما أشارت الباحثة ريم الشريف، أنّ القنوات ذاتها صنعت من البوعزيزي بطلا، “لكنّ هذا البطل خرّب تونس من خلال التداعيات التي تعيشها تونس إلى غاية اليوم”، وعن حديثها عمّا تنقله وسائل الإعلام تحديدا القنوات التلفزيونية العربية مثل قناة الجزيرة “عار من الصحّة”، خصوصا فيما يتعلّق بأحداث الإرهاب، حيث تؤكّد أنّ هذه القنوات تسعى لتضخيم أحداث الإرهاب بدوافع سياسية، منها أنّ القضاء التونسي رفع دعوى قضائية ضدّ قناة الجزيرة بعد نشرها لحصيلة مضخّمة لضحايا حادث إرهابي في 7 مارس. كما أكّدت أنّ الإعلام الأجنبي ينقل وقائع غير حقيقية عن الوضع في تونس بصورة تؤدّي إلى تشويه البلد واعتماده على فيديوهات ومعلومات يقدّمها مواطنون على شبكة التواصل الاجتماعي.
كما أعابت الباحثة تأخّر القنوات التلفزيونية التونسية في نقل الصورة الحقيقية للوضع في التونس وتقديم الرواية الرسمية لمختلف الأحداث، بينما تسبقها مختلف القنوات الفضائية العربية في ذلك، ممّا أدى إلى تشويه الحقائق، الدكتورة التونسية ريم الشريف، من خلال مشاركتها في ملتقى حول “وسائط الإعلام والاغتراب” بمركز البحث في الأنثروبولوجيا “كراسك” بوهران بالتنسيق مع مخبر الدراسات الإعلامية والاتصالية بجامعة مستغانم، أشارت في مداخلتها إلى علاقة الاتصال الإعلامي بثقافة التحكّم السياسي، من خلال رجوعها إلى فصول فترات الحكم في عهد الراحل بورقيبة والمخلوع زين العابدين بن علي.