وفاء عامر: أدعم كل الفنانين الشباب لأن لا أحد دعمني في بداياتي!

التقينا الفنانة المصرية وفاء عامر على هامش مهرجان وهران للفيلم العربي في جلسة مقتضبة، والتي دافعت عن قناعاتها السياسية، واختياراتها الفنية، كما أثارت عديد النقاط حول واقع الدراما العربية اليوم.

*كنت غائبة هذه السنة على خارطة الأعمال الدرامية؟

اعتذرت على مسلسلات رمضان السنة الفارطة، وهذا  لكي أحضر جيدا لعمل ضخم سأكون فيه حاضرة بقوة، من إنتاج شركة أفلام محمد فوزي، وإن شاء الله يحقق نجاحا ومتابعة، رغم أننا أكملنا تصوير مسلسل “شطرنج”، ولكن لم يعرض في شهر رمضان الماضي.

*كيف وجدت التجربة مع فنانين شباب في مسلسل “شطرنج”، وماذا عن دورك في هذا العمل؟ 

 تجربة جميلة وممتعة، ولابد من دعم هؤلاء الشباب في رحلتهم الفنية، عكس ما حدث معي في بداياتي، يجب أن نأخذ بيد الممثلين الصغار والمبتدئين، ونعرف كيف نضعهم على الطريق الصحيح، لأن السوق محتاج. أنا شخصيا لما كنت ممثلة صغيرة ومبتدئة لم أجد أحدا يدعمني ويأخذ بيدي، لقد حفرت في الصخر، ولم أجد أي يد مدت لي، ماعدا زوجي “محمد فوزي” الذي وقف إلى جانبي قبل أن نتزوج. بالعودة لعمل “شطرنج” أجسد من خلال المسلسل شخصية “نورهان” وهي زوجة ضابط شرطة، ووافقت على تجسيد هذا الدور، لأن الجمهور لا يعرف الكثير عن تفاصيل حياتهم الشخصية، ولا يدركون مشاعر زوجة الضابط التي تتحمل مسؤولية بيتها كاملة في ظل غياب زوجها. 

*آخر أعمالك السينمائية “الليلة الكبيرة” أثار الكثير من الجدل، لأنه يتناول موضوعا حساسا”الأولياء الصالحون”؟

موضوع يتكلم عن الناس التي تقول للأولياء الصالحين “مدد”، والمدد يأتي من عند الله تعالى، لأن أولياء الله الصالحين من خيرة أهل الأرض، ولكنهم ليس هم من يلبي طلبات الناس. التلبية تأتي من الله سبحانه وتعالى. أنا شخصيا من ُمريدي أهل البيت وأحبهم، أصلي وأقول يا رب ولا أقول يا فلان، لأن المدد يأتي من الله. 

*الأعمال العربية المشتركة قضت على النجم الواحد، هل أزعجك ذلك؟ 

بالعكس يجب أن تندمج كل الفنون العربية مع بعض، لأن عاداتنا وأصالتنا وثقافتنا وحاجات كثيرة تعتمد على أن نبقى مع بعض، أن نبقى نتبادل الخبرات والثقافات. ويجب أن نحافظ على عاداتنا  وتقاليدنا من خلال تراثنا التلفزيوني، لأن الكتاب ممكن أن لا يكون في متناول الفرد. وأنا لا أرفض الأعمال التي تحوي نجوما كثر وبطولة جماعية، لأن قوتنا لما نجتمع لنقدم ما هو أفضل.

*هناك تراجع في السينما المصرية، وسيطرت السينما التجارية، هل هذا سيؤثر على مستوى السينما العربية؟

لا أعتقد أنها ستؤثر على السينما المصرية، ولا أي سينما قوية في العالم كله، لأنه في كل الأزمان كانت هناك سينما قليلة المستوى، أو فن هابط أو فن قليل الخبرة والتجربة أو قليل القيمة، لأن كل زمان يظهر فيه الجيد والسيء. وسيبقى الجميل ويندثر السيء.

*في رصيدك حوالي ثماني مسرحيات، أين أنت اليوم من المسرح؟

الآن أنا متوقفة عن تقديم المسرح، لأن عندي رسالة ثانية، فأنا أم وزوجة في المقام الأول، وأحب زوجي وأسرتي، ولما أهتم ببيتي وزوجي، وابني عمر، أعتبر أن هذه رسالة مهمة.

*هل أنت مع أن يجاهر الفنان بآرائه السياسية أم لا؟

أنا جزء من المجتمع، ولما يكون عندي رأي لا أداري وأعلن عنه أمام الملأ، وأنا بذلك أحافظ على أرضي ووطنيتي، أحافظ على ابني وأبناء المصريين. فمن حقي أن أبدي رأيي، ومن حق الآخر أن يعترض، لكن دون قلة أدب. لما أعبر عن رأيي السياسي والفني فأنا أعبر عن وجهة نظر وفاء عامر الإنسانة والمواطنة المصرية، وأتمنى من كل زملائي أن يتقبلوا كلامي بكل رحابة صدر، لأننا في الوطن العربي وليس مصر فقط نعيش واقعا مخيفا.

*أنت لأول مرة في الجزائر، كيف وجدتها؟

لطالما احترمت الجزائر وشعبها الجميل، وتاريخ نضالها زيادة على فخر السينما العربية بالأستاذ الأخضر حامينا الذي مشى على البساط الأحمر.