تاكلي الجاج!
لا أدري لماذا انتقلت حكاية “تاكلي الجاج” بهذه السرعة والانتشار، وهو الفيديو الذي تمّ إطلاقه، منذ أسابيع، عبر اليوتوب، لشيخ بولاية غربية، يهمّ بـ “معاقبة” ذئاب أو ثعالب اتهمها بأكل دجاجه!
”… تاكلي الجاج” أصبحت عبارة يتداولها كبار وصغار، أغنياء وفقراء، نساء ورجال، موظفون وبطالون، ربّما لأن هذه القصة مثيرة للضحك، أو إنها صورة مصغرة لما يشعر به هؤلاء وأولئك، كلّ في مكانه وزمانه!
هذا الاستنساخ والاقتباس، كثيرا ما يكون محاكاة لواقع معيّن، يعيشه المواطن والمسؤول معا، فـ “تاكلي الجاج” تنطبق هنا وهناك، وقد تكون مرتبطة في أذهان الناس بأعمال النهي وتحويل المال العام وعمليات الاختلاس والسرقة والصفقات المشبوهة!
التنكيت أحيانا يكون مقصودا، ومجرّد إسقاط فقط من باب “المعنى عليّ والهدرة على جارتي”، والحال أن المجالس المخلية نموذج، باعتبارها الأقرب إلى المواطن البسيط، حوّلت أميارا إلى بارونات، ومنهم من انتهى به المطاف إلى السجن أو الوضع تحت الإقامة الجبرية!
البسطاء تلقفوا “فيلم” تاكلي الجاج، بكثير من الاستلطاف، مدركين أن “همّ يضحك وهمّ يبكـّي”، ومثلما هناك “جاج” قابل أو مهيّأ للأكل، هناك بالمقابل “ثعالب وذئاب” مستعدّة للانقضاض على الفريسة.. و”تاكلي الجاج” قد تكون مرادفة لـ “تاكلي الدراهم” و”تاكلي العقار” و”تاكلي السكنى” و”تاكلي الصفقات” و”تاكلي الفايدة”!
الفيديو رافقه الكثير من التهويل والإثارة، وقد اعتبره مهوّنون مسخرة يجب إطفاء النور عنها. ولم يتردّد الناشطون ضمن جمعيات الرأفة بالحيوان، في استنكار فعلة الشيخ المنتقم من الثعالب، فيما حوّله آخرون إلى نكتة جميلة يتسلّون بها وقت العسر والضيق!
ضحكة أخرى، قالت إن الشيخ “البطل”، الذي قضى على “أكلة الدجاج”، أصبح يشترط على الصحفيين “الشيء الفلاني”، مقابل الإدلاء بتجربته المثيرة مع أعدائه الثعالب، وقد يكون الشيخ جادا في شرطه، وقد يكون من باب الهزل فقط، لكن في مثل أمر كهذا، تصبح ثلاث جدهن جدّ وهزلهن جدّ!
لم يتضح إن كان الشيخ هو من “أمر” أو “أجّر” مصورا يلتقط له بطولة القضاء على الثعالب المتهمة بأكل الدجاج، أم إن مصوّرا هاويا أو “ماكرا” التقط الحادثة عن وعي أو من باب اللهو والزهو، قبل أن تتحوّل إلى “قضية رأي عام”، تتقاطع مع الكثير من الأفلام المتعلقة بلعبة الأرانب والثعالب!