حادثة عباس تفجر جدوى الفحوصات الطبية للأندية الجزائرية

نجا صانع ألعاب مولودية العلمة عباس من موت حقيقي بعد تعرضه في مباراة فريقه الأخيرة أمام نادي بارادو لحساب الجولة العاشرة من الدرجة الثانية، وذلك بعد تعرضه منتصف الشوط الثاني لمتاعب في القلب استدعت نقله على جناح السرعة إلى مستشفى عين النعجة العسكري من أجل تلقي الإسعافات العاجلة.

وقد تبين بأن ابن مدرسة “البابية” يعاني من انسداد في أحد الشرايين الدموية، وهو ما استدعى تدخلا جراحيا عاجلا خوفا من مفارقته الحياة في الملاعب، وقد خلفت الحادثة ردود أفعال كثيرة من خلال الاتصالات التي تلقاها رئيس النادي سمير بورديم من قبل كثير الوجوه الرياضية المعروفة، وعلى رأسها رئيس الرابطة محفوظ قرباج، هذا الأخير حاول الاطمئنان على حالة اللاعب قبل تكليف ممثلين من الهيئة الرياضية التنقل لزيارة اللاعب في المستشفى.

 والأكثر من ذلك فإن الهيئات الرياضية ستحاول قريبا فتح ملف جدوى الفحوصات الطبية التي تجريها الأندية على اللاعبين قبل بداية المواسم، حيث وحسب القوانين المتعارف عليها فإن الرابطة لا تمنح الإجازات لغاية الحصول على الملفات الطبية كاملة ومنها فحوصات القلب، وذلك خوفا من حدوث أي حالات وفيات جديدة في الملاعب مثلما حصل في السنوات الماضية مع لاعب وداد مستغانم عابد قصبة والدولي الكاميروني فوي.

ووجب هذه المرة التشديد في الموضوع حتى ولو استدعى تكفل الفيدرالية والرابطة بإجراء الفحوصات على جميع أندية الفرق المحترفة دون انتظار التقارير التي تقدمها الأندية، والتي قد تشوبها بعض الشكوك، خاصة وأن إدارات الأندية تتعمد الإسراع في إجراء الفحوصات من أجل تأهيل جميع اللاعبين بداية من الجولات الافتتاحية.

عرفت كرة القدم الجزائرية حالات مشابهة في السابق يتقدمها نجم وفاق سطيف السابق لزهر حاج عيسى، الذي اكتشف بأنه يعاني من متاعب في القلب، وهو نفس الشيء بالنسبة للاعب السابق لاتحاد بسكرة بليل، ويبقى الخوف كله من تسبب مرض عباس في توقف مشواره الرياضي، لاسيما وأن عائلته تؤيد فكرة اعتزاله المبكر خوفا من أي انعكاسات سلبية.

 وقد وجهت إدارة “البابية” اتهامات لمحافظ مباراتها أمام بارادو المسمى بن لامين من رابطة الجزائر العاصمة، والسبب في ذلك بأنه سمح بانطلاقة المباراة رغم وجود عونين فقط من الحماية المدنية واحد منهما سائق، والأكثر من ذلك وجود سيارة الإسعاف خارج محيط أرضية الميدان تماما.

 وقالت بأنه لولا لطف الله لكان اللاعب في عداد الموتى لأن حالته كانت تستدعي نقله العاجل إلى أقرب مستشفى، وتضاف هذه القضية لتلك المتعلقة بالمنشطات التي انفجرت في البطولة الوطنية مؤخرا وأدخلت الشكوك حول مدى جدية عمل أطباء الأندية.

 وفجر عضو الطاقم الطبي السابق عدلان جميلي قنبلة من العيار الثقيل عندما كتب في صفحته الخاصة على الموقع الاجتماعي“الفايسبوك” بالحرف الواحد:”أنا على علم أنه ولا لاعب من مولودية العلمة خضع بداية هذا الموسم لفحص طبي عند اختصاصي القلب، أعيد وأكرر ولا لاعب جديد أو قديم، ربي يشفيك يا خويا عبد المالك“، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول صحة هذه المعلومة الخطيرة التي تستدعي فتح تحقيقات عاجلة من قبل الجهات المختصة.