تجار ملابس الأفراح يروّجون لـ “التصديرة” بالتقسيط المريح
تشهد محلات بيع ملابس الأعراس إقبالا كبيرا من الفتيات اللواتي سيدخلن القفص الذهبي، ولأن موسم الصيف يشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار، فجل المحلات تعرض أصنافا عديدة من الثياب وأحدث الموديلات والتشكيلات التي تتهافت العرائس على شراءها بأسعار خيالية، لذا ابتكر أصحاب المحلات التجارية طريقة جديدة لتسويق ثيابهم بالتقسيط المريح.
أصبحت الملابس التي ترتديها العروس في”التصديرة” أو تحملها في جهازها عبءا ثقيلا بسبب ارتفاع أسعار هذه الثياب وعزوف الكثير من العرائس عن خياطة الثياب وتفضيلهم الجاهزة تجنبا لإهدار المزيد من الوقت، غير أن أصحاب محلات الأعراس وبعد أن لمسوا عزوف الكثير من العرائس عن اقتناء ما يحتجن إليه من محلاتهن بحجة الغلاء وتوجهن للاستعارة أو الكراء، أطلق بعض التجار صيغة جديدة وهي بيع الثياب بالتقسيط، أي أن العروس تتوجه للمحل وتحتار قطعة الثياب التي ترغب فيها وتدفع جزءا من المبلغ، بالإضافة إلى نسخة عن بطاقة التعريف وصك بريدي وتستلم القطعة ثم تواصل تسديدها في الأجل المتفق عليه، وهو ما يمنح العروس أريحية وإمكانية اقتناء قطعتين أو أكثر بدلا من واحدة.
للوقوف أكثر على الظاهرة توجهنا إلى محل لبيع ملابس الأعراس بالمركز التجاري “حمزة” بباش جراح، أين اعترف لنا أحد الباعة ببيعه الثياب بالتقسيط، ولكن ذلك يخص الثياب الغالية والقطع المرتفعة الثمن والتي يفوق سعرها 5 ملايين سنتيم كالقفاطين والملابس التقليدية التي يصل ثمن القطعة الواحدة إلى 15 و20 مليون سنتيم، وهو مبلغ باهظ جدا، فيتفق البائع مع الزبونة على تسديده على قسطين أو ثلاثة حسب إمكانياتها المادية وواصل محدثنا أن هذه الطريقة تفضلها الكثير من العرائس ذوات الدخل المحدود.
أما صاحب محل آخر لثياب الأفراح في بلكور، فكشف لنا أن البيع بالتقسيط لا يقتصر على العرائس فقط بل يشمل عائلة العروس التي لا تملك المال لشراء ثمن القطعة دفعة واحدة بل وحتى بعض العرسان يلجؤون لهذه الطريقة لشراء جهاز زوجة المستقبل ويسدد ثمنه على دفعات، انتهزنا فرصة تواجدنا داخل المحل لنتقرب من إحدى الزبونات لمعرفة رأيها في موضوع اقتناء الثياب بالتقسيط، وتفاجأنا لارتياحها باعتماد الكثير من التجار هذه الصيغة، والتي مكنت شقيقتها من شراء تصديرة كاملة مكونة من 6 قطع تقليدية بهذه الطريقة، فشقيقتها ماكثة بالبيت ووالدها متقاعد والدفع بالتقسيط جعلها تقتني أفخر الثياب وتزف عروسا مثل باقي بنات الحي وقريباتها.
تجدر الإشارة إلى أن الأئمة قد أجازوا شراء وبيع الملابس بالتقسيط فلا حرج في ذلك، وأجازوا أيضا شراء السلعة للزبون بناء على طلبه وبيعها بالتقسيط له بثمن أعلى من الثمن الذي تم شراؤها به، شريطة أن لا يتم عقد أو اتفاق إلا بعد أن تدخل السلعة في ملك التاجر، لأنه لا يجوز بيع ما لا تملك لورود نهي عن رسول الله صحيح في ذلك، فقد روى أبو داود والنسائي عن حكيم بن حزام قال: قلت يا رسول الله: يأتيني الرجل فيريد مني المبيع ليس عندي، فأبتاع من السوق، قال: ”لا تبع ما ليس عندك”، أي لا تبع ما لا تملك.