الأنشودة الدينية بريئة من التطرف.. ودول تحسد الجزائر على الأمن
تطرق الفنان اللبناني وائل جسار، في حوار مع “الشروق” إلى واقع الأغنية العربية والجزائرية اليوم، كما تحدث من مهرجان تيمڤاد عن بعض تداعيات ثورات الربيع العربي على استقرار الشعوب، وقال بخصوص الجزائر: “الكثير من الدول تحسد الجزائر على نعمة السلم”.
بداية مرحبا بك في الجزائر وتيمڤاد.
شكرا، لا أعتقد أني أستحق الترحيب لأني أشعر وكأني ابن الجزائر وفي بلدي الثاني.
كيف وجد وائل طريق النجومية؟
طريق النجومية صعب والوصول إلى القمة أمر أصعب من ذلك، فهو يحتاج إلى وقت طويل والنجومية بالنسبة لي مسألة نسبية، فأؤمن بأن من يصعد سريعا يكون فشله سريعاً أيضا. لا أريد تشبيه نفسي بالفنانين الذين يطرحون أغنية ضاربة ويختفون بعدها سنوات، بالنسبة إلي المهم هو الاستمرارية ويتطلب هذا الأمر جهدا مضاعفا لتقديم أعمال ناجحة دائما. فمن السهل الوصول إلى القمة ومن السهل صنع النجومية لكن من الصعب الحفاظ عليها.
على أيّ أساس يتم تصنيف الفنانين العرب؟ وأين نجد وائل بينهم؟
حقيقة، الطريقة التي تقوم بها بعض الجهات في تصنيف الفنانين، تكون على أساس نسبة مبيعات الألبوم، وإذا اتخذنا هذا معيارا فأعتقد أنني بين فناني الدرجة الأولى وذلك بشهادة الناس الذين أعتبرهم الحكم الأهم وبشهادة النقاد المحترفين وأهل الصحافة وغيرهم. ولا يهمني الأشخاص الذين يتجاهلون تصنيفي في الفئة أولى عن قصد وأعدهم بإكمال مسيرتي الفنية شاؤوا ذلك أم أبوا، المهم عند الفنان هو العطاء كالشجرة المثمرة والحمد لله أغلب ألبوماتي كانت في المستوى وحققت نجاحا كبيرا.
هناك اتهام ضمني للأنشودة الدينية، بأن لها تأثيرا قد انجرّ عنه ما يسمى بالتطرف الديني، وبحكم أنك أديت هذا النوع من الأغاني والأناشيد، ما ردك على هذا الاتهام؟
مادام الدين يدعو إلى السلام وإلى المحبة، فأبدا لن يكون هناك أي نوع من التطرف، ومادام يدعو إلى الخير والتقرب إلى الله فأبدا لن يكون هناك أي نوع من التطرف وبالتالي أنا لا أعتقد أن الأناشيد الدينية تدعو إلى التطرف وما إلى ذلك.
معادلة غريبة نوعا ما، الأغنية المشرقية متواجدة في المغرب العربي وفي الجزائر خصوصا، إلا أن الأغنية الجزائرية مسموعة عالميا ولكنها غائبة مشرقيا، بم تفسر ذلك؟
هذه برمجة عالمية يجب العمل عليها في عالمنا العربي، فأنا دائما أدعو شركات الإنتاج وخاصة منها التي في المغرب العربي التي تدعم الأصوات وأغنية المغرب العربي بشكل عام، إلى أن تشتغل على هذه الأصوات حتى تكون عالمية في العالم العربي، لأنه بعالمنا العربي لا يوجد تواصل إعلامي من خلال الأغاني حتى إن فناني المغرب العربي مقلّلون في إطلالاتهم بالمشرق العربي فهذا أيضا أمر يؤثر، فمن المفروض أن يكون لهم تواجد أكثر حتى تصل الأغنية الجزائرية بشكل خاص إلى الوطن العربي .
ماذا تقول عن شعار الطبعة: “وطن واحد شعب واحد“؟
شعارات تيمڤاد ليست بالجديدة وكلها تصب في الإيجاب، فإذا تحدثنا عن شعار هذه السنة على مستوى الجزائر فهذا الشعار يحمل في داخله العديد من المعاني التي تدعو إلى التوحد ونبذ العنف والابتعاد عن العصبية في الجزائر، وبصراحة لو لا حظنا فأغلب الدول العربية فشلت في ثوراتها أو ما يعرف بالربيع العربي الذي تحول إلى شتاء قاتل أين تفرق الناس وأصبح أبناء الوطن الواحد وأشقاء الأسرة الواحدة يحاربون بعضهم البعض، وهذا هو مضمون شعار تيمڤاد في شقه الدولي الذي يدعو جميع الدول إلى التوحد في صف واحدة وتحت راية واحدة، فنعمة الأمن والسلام التي تعيشونها يحسدكم عليها كثير من الناس.
ما هي رسالتك إلى العالم العربي والشعب الجزائري بشكل خاص؟
أتمنى من كل قلبي أن يكون كل العالم العربي يدا واحدة، ونكون متكاتفين لأن في الاتحاد قوة.