حملات دعائية وعروض مغرية لإقناع الجزائريين بقضاء العطلة في تونس
أخلط الهجوم الإرهابي الذي استهدف سياحا بفندق بولاية سوسة، بالساحل الشرقي التونسي، حسابات الوكالات السياحية بالجزائر، التي كثفت عروضها المغرية للرحلات نحو تونس بعد رمضان، حيث سارعت جل الوكالات عبر مواقعها وحساباتها على الفايسبوك، إلى إطلاق حملة تضامنية مع الشعب التونسي لتشجيع الجزائريين على قضاء عطلتهم هناك وعدم إلغاء حجوزاتهم.
تعيش مختلف الوكالات السياحية في الجزائر منذ أول أمس، على الأعصاب، بسبب الهجوم الإرهابي الذي استهدف لأول مرة منطقة سياحية بتونس، والتي كانت تعول عليها الوكالات في أجندتها للرحلات السياحية الصيفية كوجهة أولى للجزائريين، حيث بدأ البعض منهم في إلغاء الحجوزات خوفا من الأوضاع الأمنية غير المستقرة، فيما قرر آخرون، وتضامنا مع الشعب التونسي الشقيق، قضاء العطلة في تونس، وهي المعادلة المتناقضة التي وقفت عليها الشروق أمس، خلال اتصالها بالعديد من الوكالات السياحية التي لديها برامج خاصة بتونس في هذه الصائفة، حيث كشف مدير وكالة الجزيرة للسياحة والأسفار عماد دخيلي، عن تلقي وكالته عدة اتصالات منذ أول أمس لإلغاء الحجوزات التي كانت مقررة نحو تونس وتغييرها لوجهات أخرى على غرار دبي وشرم الشيخ، وأكد في السياق، على أنه لا يمكن الجزم بعزوف الجزائريين عن الذهاب لتونس بسبب الإرهاب، لكن ـ حسبه ـ هناك من قرر تغيير الوجهة وهناك من فضل الإبقاء على الحجز دون التفكير في الاعتداء الإرهابي، مشيرا إلى أن وكالته مستمرة في برنامجها العادي ولن تغير شيئا.
وفي السياق ذاته، أطلق الجزائريون حملات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” و“تويتر” منذ أول أمس، لمساندة الأشقاء في تونس، وهذا، من خلال الدعوة إلى زيارة تونس في الصيف باعتبار أن الجزائريين يمثلون الرقم الأكبر في السياحة التونسية، ولتفادي أي مشاكل وتذبذبات في الرحلات واكبت الوكالات السياحية الحدث لتطلق هي الأخرى حملات لتطمين السياح الجزائيين من خلال تقديم عروض مغرية وحثهم على عدم تغيير الوجهة كنوع من التضامن مع الشعب التونسي، وحتى لا تخسر الوكالات أموالا باهضة نظير الإلغاء الذي لم يكن في الحسبان، ومن جهته أكد مدير والوكالة السياحية “لالة باية” رضا بلحسن على أن وكالته استقبلت إلغاء حجز واحد لحد الآن، فيما اعتبر بأنه لا يمكن الحكم على الوضع حاليا لأن الجزائريين من عادتهم التسجيل في الرحلات لآخر لحظة في نهاية شهر رمضان، أما فيما عدا ذلك–يقول– سيبقى البرنامج على حاله، وبخصوص تخفيض الأسعار في الفنادق، بسبب انعدام الأمن، قال “لا أظن، ستبقى الأسعار على حالها“، وأضاف “لقد جربنا هذا الوضع العام الماضي وتبين لنا ارتفاع الطلب وإقبال الجزائريين على تونس“. وكشف في السياق، أن تونس تبقى الوجهة رقم واحد للجزائريين، حيث تلقت وكالته 1500حجز نحو تونس، ومنها 20 حجزا جديدا في مدينة سوسة.
هذا، وقد فضل بعض مديري الوكالات السياحية الذين تحدثت الشروق معهم، عدم تقييم الوضع حاليا، معتبرين ذلك سابقا لأوانه، وحتى بالنسبة لإلغاء الحجوزات، فأكدوا على أن الجزائريين حاليا منهمكون في رمضان والصيام ولن يفكروا في العطلة حتى آخر أسبوع، وحينها فقط يمكن الحديث–حسبهم– عن عزوف الجزائريين أو تأكيدهم للحجوزات المقررة نحو تونس.