يُغامِرون لمسحِ عار العرب!

مرة أخرى، يغامر عدد من ذوي الضمائر الحية بأنفسهم في مهمة إنسانية لكسر الحصار عن الفلسطينيين في قطاع غزة، ليعيدوا ترتيب الأولويات بعد أن ضاعت البوصلة وبات العرب يتقاتلون فيما بينهم في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وأصبحت القضية المركزية للعرب والمسلمين تكاد لا تُذكر في الإعلام العربي المتورط حتى النخاع في التأجيج الطائفي بين السنة والشيعة.

أبطال أسطول الحرية 3 الذين يستعدون للإبحار سيسترون عورات العرب والمسلمين التي كشفتها الحكومات العميلة التي أظهرت بأسا شديدا على الفلسطينيين المستضعفين وعلى رأس هؤلاء الحكومة المصرية التي تتزلف للصهاينة بتجريف الأنفاق وتتفنّن في التّضييق على الفلسطينيين واتهامهم بجرائم لا يقبلها المنطق والتّشفي فيهم عندما يستهدفهم الصهاينة.

سيستر هؤلاء المغامرون عار الشّعوب العربية التي صبرت على الجور والطّغيان لعشرات السّنين وعندما ثارت لتحقيق العدالة والديمقراطية سقطت في فخ الفوضى والإرهاب، وبات القتل مشهدا مألوفا، خصوصا بعد أن ظهر مسخ داعش الذي أهلك الحرث والنّسل ولم ينج من أفعاله الهمجية الشّجر والحجر إلى درجة أصبح المجرم بشار الأسد وشبّيحته ملائكة أمام وحوش داعش.

وأمام هذا المشهد البائس في أغلب الدّول العربية نسي الجميع مأساة الفلسطينيين الذين يواجهون حصارا وتضييقا أمنيا من الجانبين المصري والإسرائيلي، وتراجعت قوافل الإغاثة التي كانت تنطلق من كل بقاع الأرض باتجاه غزة، وحول الكثير نشاطه الإغاثي باتّجاه السّوريين الذين يعيشون جحيما أسوأ من جحيم الفلسطينيين.

والأخطر من ذلك هو أن القضية الفلسطينية في حد ذاتها تم اغتيالها في أذهان العرب والمسلمين، بفعل مآلات الربيع العربي وما يقوم به الإعلام من شحن طائفي تحول معه الشّيعة إلى كيان أخطر من الصهاينة في نظر قسم كبير من السّنة، كما تحوّل السّنة إلى العدو الأول في نظر الشّيعة، وانشغل العرب بالحروب فيما بينهم وبات الحديث عن القضية الفلسطينية آخر اهتمامات الناس.

مبادرة النّاشطين المشاركين في أسطول الحرية 3 ستخفف عن الفلسطينيين من الأثر الذي تركة سيل الشّتائم  والإهانات الصادر عن الإعلام المصري، الذي تفنن في التّشفي في مأساة الفلسطينيين أيام العدوان ولا يزال يفعل، وستكون رسالة الوفد أن ما يحدث للفلسطيننين مع نظام الحكم في مصر وإعلامه الساقط ما هو إلا شذوذ وانحراف ومرحلة تاريخية ستكون عارا على كل من شارك فيها.