سعر المشمش بلغ 20 دينارا في عاصمته نڤاوس
يواجه فلاحو دائرة نڤاوس بباتنة، هذه الأيام، صعوبات بالجملة، بسبب المتاعب التي تحول دون تسويق منتوج المشمش بشكل جيد، ورغم أن الكثير ممن تحدثنا معهم قد عبروا عن ارتياحهم لكمية المحصول المنتج لهذا العام، إلا أنهم عبروا عن قلقهم من الصعوبات التي تلاحقهم، خاصة في ظل الانهيار المتواصل لأسعار البيع المتداولة في أسواق الجملة، حيث وصل سعر البيع منتصف هذا الأسبوع 20 دينارا، وهو ما جعل الكثير من الفلاحين يصف ذلك بالمؤسف، ولا يعكس في نظرهم قيمة الجهود المبذولة لضمان كمية كافية ونوعية.
وفي زيارة قمنا بها إلى عديد مناطق غرب عاصمة الأوراس، المعروفة بإنتاج المشمش، على غرار تاكسلانت وتينيباوين وثجاوث وأولاد سي سليمان وسفيان وتيفران وراس العيون، وغيرها من المناطق القريبة من دائرة نڤاوس، فقد عبر الفلاحون عن قلقهم من مستقبل هذا النوع من المنتوج، خاصة في ظل غياب التجار، وانعدام قنوات التوزيع والتسويق، ما يجعل المنتوج معرضا للتلف، ناهيك عن أزمة الجفاف التي تسببت في تغيير العديد من الفلاحين لأنشطتهم، وتحيل جهودهم إلى غرس أشجار الزيتون، أو تحويل أراضيهم إلى إنتاج القمح والشعير، والتخلي نهائيا عن أشجار المشمش، وهو ما أكده الحاج سليمان العمراوي، الذي يعد أحد أشهر الفلاحين في المنطقة، مشيرا أن منتوج المشمش يعاني قلة الاهتمام من التجار والجهات الوصية، مؤكدا أن مصنع نڤاوس الذي تم تشييده في السبعينيات لهذا الغرض، أصبح لا يتكيف مع متطلبات الفلاحين، ونوعية هذا المنتوج المعروف بسرعة تلفه، في حال عدم تسويقه في الوقت المناسب، مؤكدا أن الخيار الأنسب في نظره، هو ضرورة التفكير في أمور أخرى مجدية، بدلا من مواصلة الاهتمام بمنتوج المشمش.
على صعيد آخر، انتقد الكثير من الفلاحين الطريقة التي يتعامل بها مصنع نڤاوس للعصير والمصبرات، بسبب لجوئه إلى وسطاء، يقتني المشمش من البساتين بأسعار متواضعة تصل إلى 20 دينارا للكيلو غرام الواحد في الأيام الأخيرة، ويعيد بيعها للمصنع بقيمة 40 دينارا، وهو ما يجعل الوسطاء أكثر استفادة من المنتجين، في الوقت الذي كان يفترض حسب قولهم، أن توكل المهمة للفلاحين في نقل المنتوج مباشرة إلى المصنع، وبالمرة تفادي مختلف أشكال الوساطات التي تنعكس سلبا بخصوص سعر البيع.