زيتو .. رحل في زمن البؤس البرازيلي
تعيش الكرة البرازيلية، أزمة مهاجمين تأكدت في المونديال الأخير، وزادها الظهور المحتشم لرفقاء نايمار في كوبا أمريكا الدائر رحاها حاليا في شيلي، ويبكي البرازيليون نجومهم وسحرتهم ومنهم زيتو، الذي غادر الدنيا في الـ15 من الشهر الحالي، بعد أن ترك بصماته الكروية في كأس العالم ووضع رفقة جيل بيلي حجر أساس منتخب البرازيل الشهير، الذي باشر منذ دورة السويد جمع الألقاب إلى أن بلغ رقم خمسة تتويجات وهو الرقم الأكبر ضمن منتخبات العالم.
خوزيه إيلي دي ميراندا هو الاسم الحقيقي للنجم زيتو الذي توفي في الثالثة والثمانين من العمر، ولد عام 1932، وفي سن الـ 26 شارك في مونديال 1958 رفقة بيلي وكان نجما أولا في المنتخب البرازيلي، حيث عاد مع البرازيل باللقب، وساهم تواجده رفقة بيلي في نفس النادي وهو سانتوس في التتويج مرة ثانية باللقب العالمي في شيلي عام 1962، ليصبح من اللاعبين القلائل في التاريخ، الذين حصلوا مرتين على كأس العالم، لعب زيتو في حياته 733 مباراة أكثر من نصفها مع فريقه سانتوس وفي عام 1967، اعتزل اللعب في سن الخامسة والثلاثين، بعد أن تأكد بأن قطار المستوى العالي قد فاته، حيث لم يتم استدعاؤه ضمن التشكيلة البرازيلية التي لعبت مونديال 1966 بإنجلترا، وحقق أيضا ألقابا عديدة مع ناديه سانتوس ومنها لقبان عالميان للأندية.
وبالرغم من أن زيتو لم يدخل عالم التدريب من مركز القوة، كما فعل زيكو مثلا ولم يدخل عالم الشهرة بعد الاعتزال مثل الأسطورة بيلي، إلا أنه بقي على صلة بعالم الكرة بدليل أنه هو الذي فجر الموهبة نايمار عندما كان دون سن الـ 13، حيث قدمه لنادي سانتوس وحتى عندما توفي زيتو كتب النجم نايمار على حسابه في تويتر، بكائية على الرجل الذي اكتشفه وأرسله لعالم الشهرة، خاصة أن أزمة البرازيل حاليا تكمن في انقراض الهدافين، فقد سجل زيتو في حياته الدولية 53 هدفا، ولا يوجد في المنتخب البرازيلي الحالي من سجل هذا الرقم، ويبدو أن عدد التتويجات العالمية ومنها لقبان لكأس العالم مع البرازيل لا يمكن لنايمار أن يحققها في حياته الدولية.
عاش زيتو حياة عادية، كان في سن الـ 18 عندما خسرت البرازيل اللقب على أرضها أمام أوروغواي عام 1950، وصار في سن الثانية والثمانين عندما تبهدلت البرازيل أيضا على أرضها أمام ألمانيا في النصف النهائي، ولكنه توّج بلقبين غاليين كلاهما خارج الديار وفي قارتين مختلفتين، الأولى في السويد عام 1958 أمام البلد المنظم بخماسية مقابل هدفين والثانية أمام منتخب تشيكوسلوفاكيا بثلاثية لواحد، وهو إنجاز أخذه معه زيتو إلى العالم الآخر، بعد سنوات كروية وضعت البرازيل كملك من دون منازع.