“لا نريد انهيار الحكومة السورية وإخلاء الساحة للإسلاميين”
في الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، التي حلت أمس، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية انقلاباً في مواقفها من الأزمة، وأدارت ظهرها للمعارضة السورية، وتخلت عن شرط إسقاط الأسد ونظامه لحل الأزمة المتفاقمة منذ أربع سنوات، والتي أدت إلى سقوط 210 ألف قتيل، حسب آخر إحصائيات للأمم المتحدة، فضلاً عن تشريد 11 مليون سوري. وجاء هذا الموقف على خلفية تنامي خطر “داعش” في العراق وسوريا.
إلى ذلك، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي اي“، جون برينان، أن بلاده لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها لأن ذلك الأمر يخلي الساحة للجماعات الإسلامية المتطرفة ولاسيما تنظيم “داعش“.
وأضاف برينان أمام مركز أبحاث “مجلس العلاقات الخارجية” في نيويورك، أنه “لا أحد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف (الدولي ضد داعش) ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق“.
ويأتي ذلك بعد أن وصف رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، خالد خوجة، حلف “أصدقاء الشعب السوري” بأنّه “يمثل حلفاً من ورق“، معتبراً أن تدريب مقاتلي المعارضة السورية “أضحوكة“.
وشرح برينان أن “عناصر متطرفة” بينها تنظيم “داعش” وناشطون سابقون في تنظيم “القاعدة” هم “في مرحلة صعود” في بعض مناطق سوريا حاليا.
وتابع برينان: “آخر ما نريد رؤيته هو السماح للمتطرفين بالسير إلى دمشق“، مضيفا: “لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة“.
وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة الماضي، أنها تتعاون مع الكونغرس من أجل تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضة السورية بقيمة نحو 70 مليون دولار، ليصل مجمل المساندة الأمريكية إلى نحو 400 مليون دولار.
وكانت الولايات المتحدة أكدت مرارا منذ بداية الأزمة في 15 مارس 2011، والتي دخلت أمس عامها الخامس، أن الرئيس بشار الأسد “لا يملك الشرعية ليقود البلاد“، وأن “أيامه باتت معدودة“، لكنها اعتبرت منذ أشهر أن “النظام قد يستفيد” من الهجمات التي تنفذ ضد مقاتلي تنظيم “داعش“، لكن ذلك لا يغير من سياسة أميركا التي مازالت تؤيد تنحي الأسد.
ولفت برينان إلى أن “المجتمع الدولي يؤيد حلا أساسه حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر أنحاء البلاد“.