مستوى الخضر لا يزال بعيدا عن عمالقة القارة
كشفت نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 بغينيا الاستوائية والتي توج بها المنتخب الإيفواري أمام نظيره الغاني، بأن المنتخب الوطني لا يزال بعيدا عن مستوى عمالقة القارة السمراء، وبأن تصدره لترتيب الفيفا على مستوى إفريقيا لا يعني شيئا، والميدان يبقى المعيار الحقيقي يلتقييم أو الحكم على أي منتخب.
وللمرة الثالثة على التوالي، أخفق المنتخب الوطني في التألق والذهاب بعيدا في كأس إفريقيا، فبعدما غاب عن دورة 2012 التي استضافتها مناصفة غينيا الاستوائية والغابون، ثم خرج في الدور الأول في نهائيات 2013 بجنوب إفريقيا برصيد نقطة وحيدة، تكررت نكسته في “كان” 2015 بتوقف مغامرته في الدور ربع النهائي، وهذا بعدما كان المرشح الأول لتنشيط النهائي والتتويج اللقب.
بعض اللاعبين خيّبوا الآمال
ولا يختلف اثنان بأن بعض اللاعبين خيّبوا الآمال التي كانت معلقة عليهم في هذه “الكان“، خاصة الذين راهن عليهم الناخب الوطني كريستيان غوركوف للتألق وصنع الفارق، وهذا على غرار نجم الخضر الأول سفيان فيغولي، الذي كان خارج الإطار لثاني دورة يشارك فيها على التوالي بعد “كان” 2013 بجنوب إفريقيا، وهذا على عكس المستوى الكبير الذي أبان عنه في المونديال البرازيلي.
في نفس السياق، اندهش الجمهور الجزائري للمردود المتواضع الذي قدّمه نجم بورتو الصاعد ياسين براهيمي، حيث لم يتمكن خلال الأربعة لقاءات التي شارك فيها من لمس أو تمرير الكرة بشكل لائق، كما أظهر هشاشة بدنية كبيرة منعته من مقاومة الحراسة الفردية التي فرضت عليه.
الدفاع من نقطة قوة الخضر إلى نقطة ضعفه
وإلى جانب الأداء المخيّب للثنائي فيغولي وبراهيمي، لعب المنتخب الوطني من دون دفاع حقيقي في هذه الدورة، اعتبارا أن الدفاع الذي كان مفترضا نقطة قوة الخضر فقد تماسكه وتحوّل في هذه المنافسة إلى نقطة ضعف التشكيلة الوطنية، وهذا بالنظر إلى الأخطاء البدائية التي ارتكبها والأهداف التي تلقاها.
المدرب غوركوف يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية
وبالرغم من أنه رفض الاعتراف بأخطائه ودافع بقوة عن خياراته الفنية، فإن المدرب غوركوف يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في إخفاق المنتخب الوطني، وهذا بسبب بعض خياراته التكتيكية والفنية التي لم تكن موفّقة، لا سيما فيما يخص قائمة الـ 23 لاعبا الذين اختارهم للمشاركة في “الكان“، وكذا في عدم اعتماده على بعض الأوراق الرابحة التي كانت بحوزته على غرار اللاعب عبد المومن جابو.
بوڤرة من الاعتزال إلى لاعب أساسي!
في نفس السياق، تفاجأ المتتبعون للمردود الذي قدّمه صخرة دفاع الخضر مجيد بوڤرة واستعادته مكانته خلال “الكان” بعدما كان خارج مخططات المدرب قبل انطلاق المنافسة، وهو ما يؤكد بأن غوركوف كان مخطئا في بعض حساباته، على اعتبار أن مثل هذه الأمور لا تحدث مع مدرب يعرف جيدا إمكانات كل واحد من لاعبيه.
من جهة أخرى، فإن المنتخب الوطني لعب في “الكان” ضمن المجموعة الثالثة أمام منتخبات شابة مثله ولا تتفوق عليه من ناحية الخبرة، وهذا على غرار منتخب جنوب إفريقيا الذي عبث بدفاع الخضر في المباراة الأولى، وحتى منتخبا غانا وكوت ديفوار لا يملكان خبرة كبيرة اعتبارا أنهما أيضا في طور إعادة البناء بعد اعتزال الكثير من نجومهم على غرار نجم كوت ديفوار ديديه دروغبا.