-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في القدس لـ"الشروق":

الجزائر تعتبر فلسطين قضيتها الأولى والجزائريون شركاء في تحرير القدس

الشروق أونلاين
  • 5923
  • 20
الجزائر تعتبر فلسطين قضيتها الأولى والجزائريون شركاء في تحرير القدس
ح.م
المطران عطا الله حنا

في هذا الحوار، يتحدث المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية بالكنيسة الأرثوذكسية في القدس الشريف، عن زيارته للجزائر منذ سنوات، واكتشافه مدى التعلق الشديد للجزائريين بالقدس الشريف، وحملهم لها في وجدانهم، كما يتحدث عن مساعي الكيان الصهيوني لتهويد المدينة المقدّسة والاستيلاء على أراضيها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية على السواء في إطار مشروعها لتهويدها، ويؤكد أن “داعش” تسيء بممارستها ضد المسلمين والمسيحيين معاً وإلى الإسلام وتريد تقديمه في صورة أخرى غير صورته الحقيقية القائمة على التسامح والتعايش وقبول الآخر.

 

بدايةً، هل لك علاقة مع الجزائر؟ 

لقد قمت بزيارة الجزائر قبل 5 سنوات تقريبا بدعوة من المكتبة الوطنية الجزائرية، حيث شاركت في ندوة حول القدس، وكانت لي لقاءات مع مسؤولين وشخصيات دينية ورسمية جزائرية، وأتيحت لي الفرصة للتحدث عبر التلفزيون الرسمي الجزائري وعبر عدد من وسائل الإعلام الجزائرية، وأعجبت بدولة الجزائر وشعبها ورقيّ هذا الشعب وثقافته والتزامه بالقضايا الوطنية. 

ذهبت إلى الجزائر وكنت حريصا على أن أذهب ليس فقط إلى الجهات الرسمية والمؤتمر وإلى وسائل الإعلام، بل كنت معنيا بالاحتكاك بالناس، فكنت أتجوّل بالأسواق والتقي مع الناس، ولمست أن الشعب الجزائري شعبٌ راق ويحترم ضيوفه، وأنا شكرت الله أنني ذهبت إلى الجزائر ولم استمع إلى النصائح التي طالبتني بأن لا أذهب إلى الجزائر لمخاوف أمنية، لأن هذه الزيارة جعلتني أتعرّف على هذا الشعب عن قرب، إنه شعب يستحق كل التحية والاحترام. 

  

كيف ترى موقف الجزائر من فلسطين؟

القضية الفلسطينية جزءٌ أساسي من المكوّنات الثقافية للشعب الجزائري، وعندما كنت هناك، وعندما كان الناس يرونني بالقاعات أو الشارع، كانوا يأتون ليسلّموا عليّ ويعبّروا عن تعاطفهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني، الشعب الجزائري يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى ويدافع عنها بكل ما أوتي من قوة، وهو نفس موقف البلد. 

 

للقدس أيضاً خصوصية لدى الجزائريين؟

القدس حاضرة لدى الجزائريين بشكل كبير، وأنا دُعيت إلى الجزائر للمشاركة في ندوة حول القدس، وقد تمحورت كل اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات حول القدس، فهو موضوع حي في الذاكرة الجزائرية، ولا ننسى أن هناك باب المغاربة والآثار الجزائرية في مدينة القدس، والجزائريون عملوا من أجل القدس، ولكن عندما نذهب إلى الجزائر نجد أن القدس حاضرة مع الجزائريين إيمانيا وحضاريا واجتماعيا ووطنيا وإنسانيا، وهم يتمنون أن يزوروا مدينة القدس وأن يصلّوا فيها.

 

الإجراءات الإسرائيلية تعمل على تغييب صفة القدس الإسلامية والمسيحية؟

يجب أن نؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس بعنصريته وهمجيته لا يميز بين الكنائس والمساجد، ولا بين المسيحيين والمسلمين، فهو يستهدفنا جميعا، يستهدف كل الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولذلك يجب أن يكون ردنا على الاحتلال بمزيد من التفاهم والاتحاد ومزيد من الوحدة الفلسطينية والتآخي المسيحي والإسلامي وبالتالي إسرائيل تستهدف المسجد الأقصى المبارك وتهاجم المسيحيين والمسلمين ولا تميز بين هذا وذاك وهدفها الأساسي هو طمس المعالم العربية لمدينة القدس وتهويدها وتشويه وجهها العربي الفلسطيني الإنساني الروحي الإسلامي المسيحي لهذه الأرض المقدسة.

 

هل تخلى العرب عن العهدة العمرية ولم يستندوا إلى هذه الوثيقة التاريخية في الصراع مع الاحتلال؟

نحن نفتخر في مدينة القدس أن لقاء القمة الأول الإسلامي المسيحي بالعالم تم عندنا من خلال لقاء البطريرك صفرونيوس والخليفة العادل عمر بن الخطاب، ومن خلال العهدة العمرية التي سلمها عمر بن الخطاب إلى البطريرك الأرثوذكسي العربي الدمشقي صفرونيوس في مدينة القدس، هذه الوثيقة تاريخية، ولكن نحن لا ننظر إليها على أساس أنها وثيقة، بل هي ثقافة وهي ممارسة وعلاقة أخوية وإنسانية واحترام متبادل بين المسلمين والمسيحيين، للأسف الشديد نحن اليوم نشهد في منطقتنا العربية مؤامرة على هذا الإخاء الديني ووحدة الشعوب العربية، يريدون تفكيك الوحدة العربية وتدمير المجتمعات العربية، واليوم تلاحظ أن هناك مسيحيين يُعدمون ويذبحون، وكيف أن هناك رجال دين مسلمين ومسيحيين يقتلون، ودور عبادة إسلامية ومسيحية تدمر من قبل جماعات أنا اعتقد أنها لا تمثل الإسلام بأي شكل من الأشكال.

بالتالي نحن اليوم أمام تحدي كبير جدا وخطير، هناك جماعات إرهابية تكفيرية ودموية لا تؤمن سوى بالذبح وبالقتل وانتهاك الكرامة الإنسانية وهؤلاء يسيئون للدين، ويخدمون المشروع الاستعماري الصهيوني في المنطقة العربية سواء تحدثنا عن داعش أو أخواتها من المنظمات الإرهابية، هذه جماعات مسخّرة لخدمة المشروع الصهيوني الذي يريد ضرب الوحدة العربية، وأن ننشغل بصراعات دينية ومذهبية لكي لا نفكر في فلسطين ولكي لا نعمل على استعادة فلسطين.

أنا أعتقد اليوم، أن المسيحيين والمسلمين مطالبون أن نجدد ارتباطنا بالعهدة العمرية، بل إننا مطالبون اليوم بتجديد هذه العهدة العمرية وأن يكون لدينا عهدة متجددة من خلالها نقول إننا ننتمي إلى شعب واحد وأمة واحدة، وقضية فلسطين قضيتنا وتجمعنا مسلمين ومسيحيين في هذه المنطقة العربية وعلينا أن نرفض وندين كل من يسعى إلى تفكيك هذه المنطقة خدمة لإسرائيل والمشروع الاستعماري.

 

ما أخطر الإجراءات الإسرائيلية ضد المسيحيين في فلسطين؟

الاستيلاء على العقارات المسيحية في مدينة القدس مازال مستمرا ومتواصلا، والتعديات على دور العبادة والتدخل في الشؤون الدينية والمسيحية، هنالك الكثير من الممارسات غير المقبولة التي تمارسها إسرائيل بحق المسيحيين والكنائس المسيحية، إسرائيل نهبت وسرقت كنائسنا وأوقافنا، ومازالت تعتدي على هذه الأوقاف وهناك الكثير من الأراضي التي كانت تابعة للكنيسة تم الاستيلاء عليها عنوة وبطرق غير قانونية وغير شرعية، إسرائيل مارست ومازالت تمارس سياساتها العنصرية بحق كل الشعب الفلسطيني مسيحيين ومسلمين.

  

هل ترون أن الأعمال الإرهابية تسعى لترحيل مسيحيي الشرق؟

هذه الجماعات المتطرفة تقتل وتذبح المسيحيين، وقد شاهدنا ما حدث في ليبيا، حيث تم إعدام الشبان الأقباط  بكل همجية، وكذلك في سوريا والعراق، وأيضا هذه الجماعات تعتدي على المسلمين، كل من لا يتفق معها حتى وإن كان مسلما تعتدي عليه، هؤلاء يعتدون على المسيحيين وغير المسيحيين، يستهدفون كل مكونات الأمة العربية وأنا قلت لكوأنا دقيق في وصفي لداعش وأخواتها من المنظمات الإرهابيةهؤلاء يخدمون المشروع الصهيوني ولذلك هم يسعون إلى إفراغ المنطقة العربية من المسيحيين، لأن إسرائيل لا تريد أن يُسمَع الصوت المسيحي المنادي بالعدالة.

إسرائيل لا تريد أن يكون هناك إخاء ديني ووحدة وطنية إسلامية ومسيحية، إسرائيل تريد أن تدمّر قيم التعايش بين الأديان في منطقتنا لكي يتسنى لها تمرير مشاريعها العنصرية في فلسطين والقدس، بالتالي استهداف المسيحيين يصب في مصلحة إسرائيل وتدمير قيم الإخاء الديني يصب في مصلحة إسرائيل. ودعني أقول إني أعتقد جازما أن المستهدف الحقيقي هو الإسلام نفسه، صحيح أنهم يستهدفون المسيحيين والكنائس والأقليات والجماعات البوذية، ولكن المستهدف الحقيقي هو الإسلام نفسه، حيث يراد تشويهه والإساءة إليه وإبراز أنه دين ذبح وقتل وتقطيع أعناق وبالتالي وجب علينا مسيحيين ومسلمين جميعا أن نتصدى لهذا الإرهاب المنظم الذي يستهدفنا جميعا ولا يستثني أحدا.

 

أخيراً، ما هي رسالتك إلى الجزائر والجزائريين؟

أعتقد بأن دعاة الفتنة والتشرذم والتفكك في منطقتنا العربية وما يقومون به من سياسات مرفوضة من قبلنا، أعتقد أنها سحابة صيف ستزول وسيأتي يوم لن تكون فيه داعش وهذه التيارات التي تخدم المشاريع الصهيونية، لأنها دخيلة غريبة عن ثقافتنا، ليس هذا هو الإسلام، نحن تعايشنا مع الإسلام منذ القرن السابع للميلاد وما تقوم به داعش وأخواتها من المنظمات الإرهابية لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد.

أعتقد أن هذا التيار سينقرض ويزول، ولكن يجب التوعية ويحتاج إلى جهد في المؤسسات والجامعات والمدارس والمناهج، نحن نواجه هذه التيارات المتطرفة ليس فقط مواجهة عسكرية، وإنما مواجهة ثقافية من خلال الخطاب الإنساني والديني الوسطي الذي يحترم ويحبّ الآخر ويحترم الآخر ويتعامل مع الآخر بإنسانية.

الجزائر يمكنها أن تكون نموذجاً ومدرسة ثقافية وفكرية، يمكنها أن تساهم في إفشال هذه المشاريع العنصرية الدخيلة التي هي هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وتصفية الإخاء الديني والعلاقة الطيبة بين أبناء الأمة العربية الواحدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
20
  • هرقل

    بسم الله الرحمان الرحيم لقد كفر الدين قالوا ان الله هوا المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم لا معتقد ولا هم يحزنون الاحتكام الى كتاب الله هو الحق

  • melina

    sur le christianisme eh bin essayez deter juste des vrais hommes ,

  • melina

    Arretez vos connerie et essayez de vivre comme des etres humains civilizes, المطران عطا الله حنا، ne vous a pas demander de vous convertir, il parlait des trucs en commains entre musulmans et Christians, celui quil nest pas concerne, casse toi dici et c tout, le people Algerien etait toujours un people civisilise et a toujours accepte les autres, dou vous avez ces idees dextremisme,,,,le bon Dieu na cree personne deter ces yeux sur terre ou deter le juge sure cette terre, vous connaissez rien

  • بدون اسم

    حذاري من الصهيوني المتلبس باسماء جزائرية فقنا بيك يا متصهين هيا برا يافتان

  • العباسي

    واش من دبابه قرصتك انت لم تجد كلام او شتم لترد عليا مسكين

  • كاسر الصليب

    لما أنت فرح هكذا ؟؟
    هذا الصليبي الكافر الحاقد نحن نعرفه جيدا .
    أين يدخل للجزائر ؟؟
    يبدوا أنك لست جزائري لذلك تحبه فهو من قومك .

  • كاسر الصليب

    حذاري حذاري من هذا الصليبي الكافر .
    هذا موالي للشيعة الايرانيين والعلويين في سوريا .
    هذا فقط اسرائيلي فحذاري حذاري منه .
    نحن نعرفه جيدا

  • أحمد/الجزائر

    كلام بعض المعلقين مخجل و متسرع
    يا أخي لا تقس إيمانك أنت بإيمان غيرك
    ما هو الإيمان أولا؟
    الإيمان لغة: له معنيان متداخلان الأمن والتصديق،وأضاف عالم آخر (الإقرار).
    واصطلاحا: هو تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح.
    قال أحد الصحابة:كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة؛ فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن؛ ثم تعلمنا القرآن؛ فازددنا به إيماناً.
    الرجل تعلم الإيمان بالتثليث و ربوبية المسيح فصدق بقلبه و أقر بلسانه و عمل بجوارحه.
    إن استطعت اقلع إيمانه من قلبه و لسانه و جوارحه.

  • عفاف

    سيدي المطراk أتحرق ليوم الفصل تحت أسوار القدس و هو آت و أمثالك نعتز بهم كإعتزازنا بشهداءنا الأبرار فأنت تابع من أتباع سيدنا المسيح صامد في أرضك سلام عليك

  • محمد63

    الذي دمر البلدان التي ذكرتها هم حملة الفكر الوهابي التكفيري الإجرامي المدعومون من عملاء أمريكا في المنطقة من أعراب الخليج والهدف هو القضاء على محور المقاومة وبعدها تجسيد مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تكون فيه إسرائيل الآمر الناهي .

  • بدون اسم

    له وجه طيب ومتسامح ونصف نور أسأل الله أن يكمل نوره

  • بدون اسم

    تريد ان تجعل ايران أسوأ من اسرائيل وتبرئ ساحة حبيبتك اسرائيل واخوانك الصهاينة من الرضاعة
    تندد بالحكومات ماذا فعلت داعشك وقاعدتك وجيتك وبوكو حرامك للقضية الفلسطينية

  • بدون اسم

    يقال سيدنا عمر رضي الله دخل كنيسة في القدس وحينا جاء موعد الصلاة خرج من الكنيسة وصلا في المسجد رضي الله عنه كان يحترم لم يهدمها ولهذا توجد ليومنا هذا

  • رشيد الجزائر العظيمة

    هذا الشخص احترمه جدا و اقسم بالله اني لم ار نصرانيا يدافع عن فلسطين والقدس مثله ويكره الكيان الصهيوني . بل هو في افكاره اقرب للمسلمين و هم افضل كثيرا من بني ديننا من المسلمين الذين يدافعون عن امريكا والكيان الصهيوني . اسأل الله أن يهديك الى الاسلام

  • اسكندر

    السلام عليكم
    فلسطين في قلوب جميع الجزائرين
    فلسطين قضية كل جزائري الثبات للمقاومة الباسلة الابية
    غزة غزتنا والقدس قدسنا كلنا فلسطين
    اكتب هذه العبرات والعين تدمع ربي يفرج عليكم
    بعد الشدة ياتي الفرج الجزئر استعمرت 132سنةواليوم الحمد لله
    الزوال لكل مستعمر غاشم

  • سندباد

    اي حوار اديان هدا الدي تتكلم عليه هل تحاوره في دين محرف ويئمن بعيسى عليه السلام اله وروح القدس اله والاب اله لا تغلطوا الناس بتلك الكلمة كل الانبياء جاؤوا بالتوحيد

  • سندباد

    واش معندكش النيف على القدس او على ارض العرب كلنا سنحاسب امام الله على المسجد الاقصى

  • سليم

    حلّ علينا اليوم ضيف عزيز على الجزائر، سماحة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في القدس، حفظه الله ورعاه. تذكرّوا يا قرّاء أنّ في ثلاثينيات القرن الماضي٬ كانت هذه الكنيسة ترسل لمعظم الدول العربية بعثات المدرسين والخطباء والأطباء، وكان للجزائرنصيب وافر من هذه البعثات، وكان موقف هذه الكنيسة من إزّاء القضيّة الجزائريّة لا يزال مثار إعجاب كل الشعوب العربية. فأهلا و سهلا، و ليحيا حوار الأديان !

  • هرقل

    القضية الفلسطينية بيعت مند فترة واغلبية الحكومات تتاجر بالقضية الفلسطينية مادا فعلنا الا التنديد وتقديم بعض المساعدات وليست فلسطين وحدها التي في قلوبنا بل كل الارض العربية من دمشق المدمرة وبغداد المسبات وصنعاء المغتصبة من طرف ايران عدوان متشابهان في تدمير وقتل المسلمين ايران واسرائيل

  • العباسي

    الشعب الجزائري كان تحت الاحتلال و يفكر في قضية فلسطين الحمد الله