حليب الأم ..طبيب لرضيعك المبتسر

يتعرض الطفل المبتسر لبعض المشاكل الصحية لعدم اكتمال ونضوج كل أعضاءه الحيويةـ ما قد يعود سلبا على صحته في المستقبل إذا لم يتلقى العناية اللازمة فور ولادته. لهذا ارتاينا البحث في المشاكل التي يواحهها.

 وتعرف الطبيبة “نعيمة بن موسى”الطفل المبتسر باأنه ذاك الجنين الذي ينزل للحياة قبل أوانه:”الطفل المبتسر هو المولود قرب الأسبوع 32 ( حوالي 7 أشهر) والذي من الممكن أن يواجه صعوبة في التنفس أو الرضاعة أو الاحتفاظ بالدفء، غير أنه ومع التطور الطبي معظمهم يكونون بخير ويغادرون المشفى بعد فترة عندما يكتمل نموهم بعد وضعهم في غرفة الرعاية لحديثي الولادة في حضّانات صناعية. وهو ما لا يتمتع به الأطفال المولودون قبل الأسبوع 26 ( أقل من 6 أشهر ) الذين يكونون أكثر عرضة لمشاكل خطيرة”.

وحول العلاجات التي يحتاجها الأطفال المبتسرون تقول:”بعد أن يتم نقلهم إلى وحدة عناية الأطفال حديثي الولادة تتم مراقبتهم بحرص من حيث حدوث العدوى ومراقبة أي تغيرات في معدل التنفس أو ضربات القلب. ويتم الحفاظ على درجة حرارتهم عن طريق أسرّة خاصة”حضانات صناعية”إلى أن تتكيّف أجسادهم. وعادة ما يتم تغذيتهم عن طريق أنبوب في الفم أو عن طريق محاليل في الوريد وذلك حسب الحالة الصحية لكل مولود، أين تستمر التغذية هكذا إلى أن يصبح الطفل قادراً على التنفس, المص, البلع والحصول على غذائه بالرضاعة سواء طبيعية أو صناعية. أما من يولدون مبكراً جداً وبحالة صحية سيئة فيحتاجون علاجا خاصا حسب نوع المشكلة الطبية التي يعانون منها، ونسبة قليلة منهم يحتاج تدخلا جراحيا، وعموما يعطي حليب الأم الطفل حماية إضافية من العدوى، يمكنك تحضير لبن الثدي في زجاجات وإحضارها للمشفى من أجله” .

    وحول تطور الطفل المبستر الصحي توضح:”لا يمكن معرفة الحالة الصحية للطفل المبتسر، ولكن الأطفال المبتسرين المولودين بين الأسبوع 32 و 37 من الحمل يكونون بصحة جيدة بعد الولادة، ما يبعد أمكانية حدوث عجز جسدي لديه، ابخلاف أولئك الذين يولدون قبل الأسبوع 26 “.

وتشمل العناية المنزلية للأطفال المبتسرين جملة من الحلول، فبعدما يعود الطفل من المشفى على الأم ألا تتفاجأ إذا وجدت الطفل ينام فترات أقصر مما كنت تتوقعه، فهم لا يبقون مستيقظين لأكثر من فترة وجيزة. لكنهم يستيقظون من النوم مرات عديدة أكثر من الأطفال العاديين:”الأطفال المبتسرون ينامون فترات قصيرة ويمرضون بسهولة، لذلك فمن المهم أن تبعدي طفلك عن أي فرد مريض من الأسرة وتجنب تقبيله في فمه.

*تأكدي من أن طفلك يحصل على الفحص الدوري والتطعيمات لحمايته من الأمراض الخطيرة. فمتلازمة الموت المفاجئ للطفل أكثر شيوعاً بين الأطفال المبتسرين، لذلك تأكدي أن طفلك ينام على ظهره.

لتختم مداخلتها بنصيحة مفادها أن ولادة طفل مبتسر تزيد الضغوط النفسية والخوف للوالدين، وليتجاوزا هذه العقبة يجب أن عليهما أن  يستشيرا أشخاصا آخرين مروا بنفس التجربة, فالدعم النفسي مهم جداً في هذه الفترة”.