-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مؤتمر المانحين بالقاهرة

صالح عوض
  • 1040
  • 0
مؤتمر المانحين بالقاهرة

إنه حدث كبير عندما‮ ‬يلتقي‮ ‬أكثر من‮ ‬30‮ ‬وزيرا من ثلاثين دولة وأكثر من‮ ‬50‮ ‬وفدا في‮ ‬القاهرة لاتخاذ القرار والإجراء لإعادة إعمار‮ ‬غزة‭.. ‬ويكتسي‮ ‬أهمية بالغة عندما تعلن الإدارة الأمريكية بضرورة التسهيلات لإنجاح المؤتمر وإنجاح عملية الإعمار‮.‬

ويحاول البعض أن‮ ‬يضفي‮ ‬أهميات سياسية عن سر اختيار مكان الانعقاد والظروف المحيطة به من جهة استعداد دول أوربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية أو إنجاز خطوات سياسية على المستوى الدولي‮ ‬لصالح القضية الفلسطينية‮.‬

وبالتأكيد لابد من استشعار أهمية المؤتمر على المستوى الإنساني‮ ‬حيث‮ ‬يعيش مئات آلاف الفلسطينيين في‮ ‬غزة في‮ ‬حالة مزرية بعد أن بلغ‮ ‬عدد البيوت المهدمة أكثر من‮ ‬80‮ ‬ألف بيت‮.. ‬فأصبح وفق ذلك من‮ ‬غير المعقول انتظار تعاقب الفصول على المهجرين من بيوتهم‮..‬

لكن هل هي‮ ‬عملية معزولة عما‮ ‬يجري‮ ‬بالمنطقة‮.. ‬حيث‮ ‬ينبغي‮ ‬طرح أسئلة مهمة أولها‮: ‬ما علاقة ما‮ ‬يجري‮ ‬بالمؤتمر بتجييش أمريكا لأكثر من ثمانين دولة في‮ ‬حربها على الإرهاب وداعش؟ ما علاقة ذلك بالمصير الذي‮ ‬ينتظر المنطقة ودولها؟ ما علاقة الإعمار بتطور عملية الاستيطان وبالعدوان المحتمل في‮ ‬أي‮ ‬مرحلة من قبل إسرائيل على‮ ‬غزة؟

هل‮ ‬يكون مؤتمر الإعمار مؤتمرا للسلام وإنهاء الصراع بمعنى أن تكون هناك ضمانات بعدم تكرار الكيان الصهيوني‮ ‬للعدوان وهل هناك موافقات فلسطينية على هذه الصيغ؟ أم أنه لا شيء من هذا قد حصل؟

بالتأكيد،‮ ‬لن‮ ‬يغيب عن بال المؤتمرين بالقاهرة،‮ ‬لاسيما الإدارة الأمريكية أنها ستكون مضحكة فيما لو تم الإعمار بدون تعهدات من إسرائيل بعد القيام مرة أخرى بتدمير ما تم إعماره‮.. ‬ستكون فضيحة بلاشك لو حصل شيء من هذا القبيل‮..‬

وكيف‮ ‬يمكن لإسرائيل أن تتوقف عن الاعتداءات إذا أصر الفلسطينيون أو بعضهم على المقاومة في‮ ‬غزة واستمروا في‮ ‬بناء قوتهم العسكرية كما نسمع من حين إلى آخر‮.. ‬هل ستسمح إسرائيل بأن تستمر المقاومة في‮ ‬غزة أم أن هناك تقديرا إسرائيليا كما قال‮ ‬يعلون‮ ‬يفيد‮: “‬بأن خمس عشرة سنة ستمضي‮ ‬قبل أن تفكر حماس في‮ ‬فعل شيء ما‮”.. ‬وهذا التقدير‮ ‬يعني‮ ‬أن خمس عشرة سنة ستمضي‮ ‬بهدوء على الحدود الجنوبية‮.‬

ثم السؤال الآخر الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يبرز‮: ‬هل تستطيع وليس فقط أن تحاول السلطة الفلسطينية ضبط الأمور في‮ ‬غزة من حيث التجنيد العسكري‮ ‬الذي‮ ‬نسمع عنه ومن حيث تعدد الخطاب السياسي‮.. ‬هل تصبح‮ ‬غزة برأس أمني‮ ‬واحد وبرأس سياسي‮ ‬واحد أم أنها ستبقى حالة من الفوضى والتنازع السلمي‮ ‬أو العنفي؟

هل‮ ‬يستمر الإعمار أم‮ ‬يتعثر؟ إلى أي‮ ‬حد‮ ‬يمكن توفير فرصة للإعمار‮.. ‬وهل‮ ‬يكون الإعمار بديلا عن كل المكاسب السياسية التي‮ ‬يريد الفلسطينيون إنجازها،‮ ‬لا سيما إعلان قيام دولتهم على حدود1967‮ ‬الأمر هنا له علاقة بما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬المنطقة فلعلهم‮ ‬يريدون خدعة العرب والفلسطينيين وإكمال مهمتهم في‮ ‬احتلال المنطقة ومن ثم الالتفات إلى الملف الفلسطيني‮ ‬لتكريس إسرائيل كما تريد في‮ ‬المنطقة‮.. ‬تولانا الله برحمته‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!