اخرس يا مجنون!
عاد صاحب المقولة الشهيرة والقادمة من الزمن الأغبر: “الزطلة مثل الكرموس”، إلى خزعبلاته وهرطقاته، التي لا يسمعها إلا معتوه مثله، أو مجنون لا يفرق بين ما يقوله وبين ما يسمعه!
المدعو “حميد شباط”، زعيم ما يسمى بحزب “الاستقلال” المغربي، غاضب من حكومة بلاده، لأنها “لم تسترجع الأراضي المغتصبة”، والتي لا يزال الرجل يتوهمّ بأن الجزائر “أمّمتها”، ويقصد بطبيعة الحال، تندوف وبشار الجزائريتين، أبا عن جد رغم أنفه وحلمه ووهمه!
في تحليل غاضب ومتسرّع، مهما كانت ملة ودين هذا المحلّل، يصل أو على الأقل يفهم، بأن ما ورد من هبل وخبل على لسان “شباط” هي دعوة أو بالأحرى تحريض على “إعلان الحرب”، وهذا هو الخطير في موضوع عرّاب تقنين زراعة وتجارة المخدرات في الجارة المغرب!
هفوات ووقاحة هذا “الشبّاط”، جاءت بالتوازي، مع أخبار للصحافة المغربية نفسها، تنقل نشر قوات عسكرية وحربية مغربية على الحدود مع الجارة، تارة بحجة التصدي لعناصر “داعش”، وتارة بمبرّر التحضير لمناورات عسكرية، والعلم عند الله!
المنطقة، بحاجة إلى أصوات الحكماء والعقلاء، وأصوات خيّرة تدعو إلى السلم والأمن والطمأنينة والاستقرار وخدمة الشعوب، ومواجهة المخاطر القادمة من وراء البحار وما وراء الحدود، لكن أن يتحوّل الحال، في ظلّ الرهانات والتحديات التي تلغم كامل منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا، يتحوّل إلى زندقة وليّ ذراع، فهذا أكثر من اللعب بالنار!
من المفيد، أن يصمت أمثال شباط وغيره ممّن يصبّون البنزين على النار، ويكفرون بصوت الحكمة والعقل والتعقّل، وبالمقابل، على الخيّرين في كلّ البلدان المغاربية والعربية جميعا، أن يستيقظوا قبل فوات الأوان، وقبل أن يقع الفأس على الرأس ويصبحون على ما فعلوا نادمين!
هناك شياطين خرساء تسكن الكثير من الألسنة، وشياطين أخرى تريد إشعال نيران الفتنة والقلاقل والعياذ بالله، والوحدة العربية والتماسك بين الشعوب العربية والمسلمة، لا تقبل بمثل هذه الترهّلات والمغامرات الحمقاء التي ستقوّي دون شك شوكة مخابر مشبوهة، تتآمر وتتخابر، لتفتيت الأمة، وضرب بينيتها التحتية، بتفجير أمنها واستقرارها وإضعاف سيادتها!
يا أيها “الشباط”، اخرس، حتى لا تتحمل كلّ المنطقة، تبعات جنونك وعارك، ومن الأصلح، أن تتوب وتستغفر وتعتذر، أو فلتنتحر وحدك، دون أن تـُغرق الجماعة التي تركب معها سفينة تهددها عواصف هوجاء وتسونامي إذا هاج فإنه لن يُبقي ولا يذر!