أوباما و”عقدة عراق” !
ما انفك الرئيس الأمريكي باراك أوباما يؤكد في كل مناسبة أنه لن يرسل جنودا أمريكيين إلى العراق، ولن تطأ أقدام جنوده أرض العراق في الحرب ضد ما يسمى بتنظيم “داعش”.. أوباما – وقد حشد العرب والعجم وجَنّدهم لخوض حرب لا يعرف أحد كيف ستسير ولا متى ستنتهي ولا كيف – يراهن على الضربات الجوية “الدقيقة” لقواته الجوية وقوات حلفائه الغربيين، ويعهد بالحرب البرية – إذا كان لها داع – للأتباع من العرب وتدريب قوات محلية وتسليحها لمتابعة ما ينجو من “داعشيين” من القصف الجوي..
الكثير من الأمريكيين سياسيين كانوا أو عسكريين، لا يشاركون رئيسهم الرأي، ويؤكدون خطأ قراره، وقصور نظره، ويتنبؤون أنه سيكون مضطرا إلى إرسال جنود إلى العراق، أو الفشل في حربه هذه.. ويرى هؤلاء أن استراتيجية أوباما محدودة يتهددها الفشل. الضربات الجوية في نظر هؤلاء لا يمكنها أن تحسم المعركة مع تنظيم منتشر في المدن والأحياء.. ويتمتع بمقدرات عسكرية يصعب تقديرها، كما أن تدريب قوات محلية وتسليحها لا يضمن أنها ستحارب داعش، بل سترى أن الأولى لها أن تحارب النظام الدموي في سوريا، ولا شيء يمنع من أنها ستتحول إلى ضرب أمريكا ومصالحها..
الظاهر أن واشنطن – في زمن أوباما – أضحت تعاني من “عقدة عراق” بعد عقدة فيتنام في زمن من سبقوه إلى التدخل في الهند الصينية.. ذلك لأنها دخلت مغامرة غير محسوبة العواقب – في زمن بوش الابن – فدمرت بلدا وخربته وشردت شعبه، واستباحت خيراته وسلبت ثرواته، ثم انسحبت وسلمته لعصابة ديكتاتورية طائفية أتت على ما تبقى فيه من أخضر ويابس.. فلم تنجح لا في إقامة دولة ولا أسست لديمقراطية ولا حرية، كل انجازها في العراق يتلخص في تدمير دولة بكل مقوماتها وتركها تتخبط في فوضى دامية، وهي تدري جيدا أن أية مغامرة للعودة إليها سيكون ثمنها باهضا.. وليس ثمة ما يؤكد أنها في منأى عن ذلك وإن ظل أوباما يردد بأنه لن يرسل جنودا إلى العراق..