-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أوباما و”عقدة عراق” !

نصر الدين قاسم
  • 3229
  • 6
أوباما و”عقدة عراق” !

ما انفك الرئيس الأمريكي باراك أوباما يؤكد في كل مناسبة أنه لن يرسل جنودا أمريكيين إلى العراق، ولن تطأ أقدام جنوده أرض العراق في الحرب ضد ما يسمى بتنظيم “داعش”.. أوباما – وقد حشد العرب والعجم وجَنّدهم لخوض حرب لا يعرف أحد كيف ستسير ولا متى ستنتهي ولا كيف – يراهن على الضربات الجوية “الدقيقة” لقواته الجوية وقوات حلفائه الغربيين، ويعهد بالحرب البرية – إذا كان لها داع – للأتباع من العرب وتدريب قوات محلية وتسليحها لمتابعة ما ينجو من “داعشيين” من القصف الجوي..

الكثير من الأمريكيين سياسيين كانوا أو عسكريين، لا يشاركون رئيسهم الرأي، ويؤكدون خطأ قراره، وقصور نظره، ويتنبؤون أنه سيكون مضطرا إلى إرسال جنود إلى العراق، أو الفشل في حربه هذه.. ويرى هؤلاء أن استراتيجية أوباما محدودة يتهددها الفشل. الضربات الجوية في نظر هؤلاء لا يمكنها أن تحسم المعركة مع تنظيم منتشر في المدن والأحياء.. ويتمتع بمقدرات عسكرية يصعب تقديرها، كما أن تدريب قوات محلية وتسليحها لا يضمن أنها ستحارب داعش، بل سترى أن الأولى لها أن تحارب النظام الدموي في سوريا، ولا شيء يمنع من أنها ستتحول إلى ضرب أمريكا ومصالحها..

الظاهر أن واشنطن – في زمن أوباما – أضحت تعاني من “عقدة عراق” بعد عقدة فيتنام في زمن من سبقوه إلى التدخل في الهند الصينية.. ذلك لأنها دخلت مغامرة غير محسوبة العواقب – في زمن بوش الابن – فدمرت بلدا وخربته وشردت شعبه، واستباحت خيراته وسلبت ثرواته، ثم انسحبت وسلمته لعصابة ديكتاتورية طائفية أتت على ما تبقى فيه من أخضر ويابس.. فلم تنجح لا في إقامة دولة ولا أسست لديمقراطية ولا حرية، كل انجازها في العراق يتلخص في تدمير دولة بكل مقوماتها وتركها تتخبط في فوضى دامية، وهي تدري جيدا أن أية مغامرة للعودة إليها سيكون ثمنها باهضا.. وليس ثمة ما يؤكد أنها في منأى عن ذلك وإن ظل أوباما يردد بأنه لن يرسل جنودا إلى العراق..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • بدون اسم

    انتظر ان ينهار هدا النظام الارهابى

  • علي

    أتعلم لماذا يا استاذنا الفاضل ؟ لأنه يعرف كيف تؤكل الشاة، فالعراق عقل العرب وبه حضارتهم وتاريخ لا تملكه امريكا فضرب العراق يعني القضاء على العقل . اللهم غيّر حالنا إلى أحسن حال

  • هشام

    اغلب تدخلات امريكا لا تكون منفردة ان لاحظتم كل حروبها الحديثة فيها سيناريو تحالف و تكوين اكبر عدد من الحلفاء"الذيول"تبحث عن ممول للحرب"اهمهم العرب"و جهة متواطئة معها من الداخل"خونة يسمون انفسهم معارضة و حركات انفصالية"و عندما تنتهي الحرب تنسب النصر لنفسهاو تنشئ كيانات جديدة تابعة لها سياسيا و اقتصاديا و تفوز شركاتها بعقود اعادة اعمار البلد الذي خربته و تسلبحه و تكوين جيشه و تزيد غطرستها و هيمنتها السياسية كقوة امبريالية تعاقب كل من يجرؤ على عدم الخضوع لها و تجفله عبرة سياسة ماكرة الى ابعد حد

  • هشام

    امريكا ليس لها ماتخسره بل العكس هي اكبر المستفيدين و لو لم تكن من المستفيدين لما دخلت عشرات الحروب في القرن الاخير اسئلوا من مول حرب الخليج ووصل به الامر حتى لرشوة الاتحاد السوفياتي لكي لا يستعمل الفيتو اسئلو من مول هذه الحملة القائمة الان و الحرب على لبيا و من يمول الحرب على سوريا امريكا ستتخلص من مخزنها القديم من الذخيرة و تستعرضه في العراق و سوريا لتسويقه في سوق السلاح ليشتريه العربان و الحرب يمولها هم ايضا و القوات البرية التي يطالها الدم هم العراقيون و السوريون فمن الرابح و من الخاسر؟

  • بنت الخطاب

    أصبحت عقدة عراق عقدة نفسية دولية غربية عربية

  • بدون اسم

    ولا تنس الدور العربي القذر في تدمير العراق حين اعترفوا بحكومات ما بعد الاحتلال و حاربوا المقاومه العراقيه الوطنيه و هكذا لم يبق بالساحه الا داعش التي يستغيث منها الجميع الآن .. كان على العرب الوقوف مع المقاومه العراقيه كما وقف الجميع في الستينات مع جبهه التحرير عندها ما كنا سنصل الى ما وصلنا له الان