أئمة متطوّعون لا يحفظون القرآن في صلاة التراويح!
وجهت وزارة الشؤون الدينية تعليمة إلى المساجد تلزمهم فيها بقراءة حزبين خلال صلاة التراويح، وعدم الإطالة في التلاوة، بغرض ختم القرآن الكريم مع نهاية الشهر الفضيل، في وقت يشتكي الأئمة من تراجع الإقبال على أداء هذه الصلاة، خاصة بالنسبة إلى فئة العمال والموظفين.
تطرح العاصمة إشكالية كبيرة بالنسبة إلى وزارة الشؤون الدينية كلما حل شهر رمضان، بسبب انتشار ممارسات أصبحت تقليدا متعارفا عليه عبر العديد من مساجد الولاية، وهو عدم ختم القرآن الكريم في هذا الشهر، الأمر الذي دفع بالوزير الجديد محمد عيسى إلى إرسال تعليمة جديدة تلزم كافة المساجد بختم القرآن وبقراءة خفيفة في صلاة التراويح، علما أن عدم ختم القرآن الكريم في رمضان جعل العاصمة تمثل الاستثناء مقارنة بباقي ولايات الوطن، وفق تأكيد رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية “جمال غول”، والسبب في ذلك يعود حسب المتحدث إلى استعانة المساجد بمقرئين متطوعين معروفين، لتلاوة القرآن أثناء صلاة التراويح، الذين لا يحفظ الكثير منهم القرآن، ولا يتقنون قراءة ورش التي تصر عليها الوزارة المعنية، رغم صعوبتها مقارنة بقراءة حفص، فضلا عن عدم مقدرة بعضهم على الاستمرار في أداء صلاة التراويح وعلى التلاوة طيلة شهر كامل، ويرفض ممثل نقابة الأئمة اقتصار نشاط المقرئين المتطوعين على شهر رمضان فقط، مقترحا بأن يمتد نشاطهم على امتداد السنة.
وفي تفسيره لعدم تمكن الهيئة الوصية من ضبط صلاة التراويح بالمساجد خصوصا بالعاصمة، يقول “جمال غول” بأن السبب يعود إلى ضعف بعض هؤلاء المقرئين، وإلى السند القوي الذي يحظى به بعضهم من قبل أعيان أو جهات نافذة، كما أن عدم انتسابهم إلى وزارة الشؤون الدينية، جعل من المستحيل إخضاعهم للعقاب أو المحاسبة، خلافا للأئمة، الذين يطالبون الأعيان بأن يكونوا في خدمة المساجد وليس ضدها، علما أن ختم القرآن هو أمر مستحب وليس واجبا.
وما يؤرق الأئمة قلة الإقبال على أداء صلاة التراويح بالمساجد خلال هذا الشهر مقارنة برمضان السنة الماضية، ويرجع المصدر الظاهرة إلى عدم خروج الكثير من المصلين في عطلة نهاية العام، لذلك فإن أداء صلاة التروايح أصبح مقتصرا تقريبا على الفئات الشابة مثل الطلبة إلى جانب المتقاعدين، في ظل تراجع شريحة الموظفين والعمال الذين يتمون يوما كاملا من الصوم بالتعب والإرهاق بعد ساعات من العمل المتواصل، ما يحول دون التحاقهم بالمساجد بعد الإفطار، كما كان لمقابلات الفريق الوطني في إطار منافسات كأس العالم نصيب في التشويش على نشاط المساجد، وقد بين هذا الحدث صنفين من المصلين، على حد تأكيد رئيس نقابة الأئمة، الصنف الأول وهم المصلون الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد، والصنف الثاني وهم الذين غادروا بيوت الله بسبب مباريات في كرة القدم، وقد ظهر هذا الفراغ بوضوح من خلال الهدوء الذي ساد المساجد خلال الأسبوع الأول من رمضان، مقابل الحركية الكبيرة التي تشهدها شوارع مختلف المدن والمحلات التجارية والمقاهي والساحات العمومية ومراكز التسلية، وهي ظاهرة تأسف لها الأئمة كثيرا، وتنم حسبهم عن قلة الوازع الديني، ورغم هذه النقائص فقد سجلت المؤسسات المسجدية تراجع ظاهرة سلبية وهي النوم في المساجد وقضاء القيلولة بها في رمضان.