-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العربية والسياسة والانتخابات

سهيل الخالدي
  • 2288
  • 11
العربية والسياسة والانتخابات

من الملاحظ أن المسألة الثقافية في الجزائر وخاصة في الميدان اللغوي لم تجد سوى مكان هامشي في برامج وخطب المرشحين للانتخابات الرئاسية لهذا العام 2014، وهو أمر يدل دلالة جدية على هشاشة الفكر السياسي في بلدنا، ذلك أن المسألة الثقافية للأمم في الفكر السياسي المعاصر فرضت نفسها خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ومعه الفكرة الشيوعية ثم سقوط فكرة نهاية التاريخ التي قال بها الياباني فوكاياما لصالح امبريالية إمبراطورية أمريكا. وبعد أن اتضح جليا أن الشعوب لايمكن ولا تقبل أن تتطور بمعزل عن ثقافتها القومية.. لذلك لم تستطع فكرة العولمة أن توقف التطور الثقافي للأمم والشعوب

 وفي الحملة الانتخابية الرئاسية الجارية في بلادنا استمعنا إلى خطاب سياسي اقل مايقال فيه انه يخاطب كروش الجزائريين لا عقولهم وبذلك تدنى هذا الخطاب إلى مادون خطاب رؤساء بلدية.. ولعل ما يؤكد ذلك أن اللغة وهي عماد المسالة الثقافية في الجزائر قد حطمها الخطباء تحطيما يدعو للرثاء على فكرهم وحالهم السياسي، فقد حطموا الأمازيغية والعربية معا.

وكان الاستثناء الوحيد بين الخطباء هو المرشح علي بن فليس خاصة حين قال انه سيقوم بإجبار ممثلي الجزائر في الخارج بالحديث باللغة العربية. وهو محق في هذا بل أنه لقن درسا للسياسيين العرب الذين أهملوا الحديث بالعربية في المحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة، حتى أن هناك جمعيات صهيونية تسعى لإلغاء اعتماد العربية كلغة رسمية في المنظمة الدولية لأن مندوبي دول المشرق العربي يستعملون الإنجليزية ومندوبي دول المغرب العربي يستعملون الفرنسية وبالتالي لاضرورة للعربية كلغة رسمية. ويكون ابن فليس بكلامه هذا قد وضع يده على الجرح في موضوع يهم المسألة الثقافية الجزائرية وطنيا وقوميا ودوليا.

والمثير أن هؤلاء السياسيين الجزائريين والعرب لم يدركوا أن فشلهم السياسي في المحافل الدولية يعود في احد أسبابه إلى عدم التكلم بالعربية، أكثر لغات العالم دقة ومنطقية ووضوحا تودي كلها لحسن الفهم القانوني والسياسي والتجريد الرياضي. وقد أقر بهذا باحثون اوروبيون معاصرون، إذ ينسب إدوارد سعيد إلى ياروسلاف ستيكتيفتش قوله عن العربية:

  “ولدت مثل فينوس بكامل جمالها، وحافظت على ذلك الجمال على رغم كل مخاطر التاريخ وتخريب الزمن وبالنسبة إلى الطالب العربي توحي العربية بفكرة التجريد الرياضي، فالنظام المتكامل للحروف الصامتة الأصلية الثلاثة وأنواع الأفعال المستمدة منها بمعانيها الأساسية، والتكوين الدقيق لأسم الفعل واسمي الفاعل والمفعول .. وهذه كلها تتسم بالوضوح والمنطقية والنظامية والتجريد. إنها لغة تشابه الصيغة الرياضية، ويبدو أن ابن فليس قد فهم ذلك من خلال تجربته القانونية والسياسية غير القصيرة، فكما يقو ل الباحث القانوني عدنان الخطيب

“إن الصياغة في القانون ليست شيئا ثانويا لا قيمة له كما يتوهم البعض، بل هي ركن أساسي في القانون مذ دون القانون، وإذا كانت طبيعة القانون تفرض على صياغته جفافا وجمودا، وتبعده عن الخيال والعاطفة، فالمشرع الأديب هو وحده الذي يقدر على صياغته صياغة علمية فنية لا يمجها الذوق السليم ويمكن أن تستسيغها النفوس فترضي القاضي والمحامي وجمهور المثقفين.

والجزائريون يعتبرون موضوع اللغة العربية عنوان شرعية الدولة الجزائرية التي يتنافس المرشحون على رئاستها، وليس صحيحا ما يتشدق به البعض من عداء بين العربية والأمازيغية، فالشعب الجزائري رفض طوال مدة الاحتلال اللغة الفرنسية , فهذا الشعب الذي يسعى بعض المرشحين لتحطيم لغته لم يغير لغته عبر التاريخ، بينما غير الفرنسيون والإسبان مثلا لغاتهم عبر التاريخ ما لايقل عن أربع مرات.. والجزائريون لم يغيروها ولا مرة واحدة. وأما الامازيغية التي يريد البعض تخويف بعض الجزائريين منها وبها، فهي تشكل الطبقة الأولى من اللغة العربية المبينة التي نتكلمها اليوم باعتبارها لغة القرآن الذي يحتوي على عدد لاباس به من المفردات الأمازيغية البربرية التي هي أم الحميرية التي جاءت منها العربية المبينة، ولودقق السياسيون الجزائريون جيدا باللغة العربية والأمازيغية لاكتشفوا أنهم يتكلمون لغة واحدة هي التي كتبت في نهاية المطاف بالحرف الآرامي المتطور من الحرف الحميري البربري، لذلك فالخوف كل الخوف على الثقافة الجزائرية من هؤلاء الذين يدعون لفرنسة الأمازيغية سواء لجهة كتابتها بالحرف اللاتيني أو لجهة نطقها بالنطق الفرنسي، فهذه ليست لغة الآمازيغ، كما أن العربية التي يحطمها هؤلاء الخطباء ولايفرقون بين المذكر والمؤنث هم الذين يخاف منهم المواطن الجزائري، إذ يجرونه لثقافة غير ثقافته وتاريخ غير تاريخه ولغة غير لغته، فيلغون شرعية دولته وشرعية ثورنه وشرعية تاريخه.. فماذا كان سيفعل به هؤلاء لو أن القانون سمح لهم باستعمال الفرنسية في خطبهم.. هل سنشعر بالاستقلال؟ فتحية لهؤلاء الذين حدثونا خلال خطبهم بلغة عربية نظيفة وأمازيغية أصيلة؟ فهم الذين اشعرونا بأننا مواطنون ولسنا “أندوجين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • بدون اسم

    appartenance au monde arabo-musulman
    ? mais pourquoi pas au monde musulman tout court

  • عمر

    oui l'arabe est la langue du sacré coran et celle du prophète et elle est aussi la langue de abou djahal je me demande seulement pourquoi la Turquie, l'Iran la Bosnie la Malaisie l'Indonésie... sont des pays puissants musulmanes mais sans cette idéologie de
    l'Arabisme? et est ce que cette idéologie est la cause de nos
    ? problemes

  • Kader .dz

    Ecoute monsieur personne ne t'as obligé de devenir arabe et l'arabe n'est pas à la merci de n'importe lequel. Il honnore ses connaisseurs algeriens de toutes races confondues et tous ceux qui veulent l'apprendre parmi les nons arabes algériens ou autres qui ont une fierté de leur bèrbérisme ainsi que de leur appartenance au monde arabo-musulman car l'arabe est la langue du sacré coran et celle du prophète mohamed (s.allah.s )et le moyen de communication pendant plus de13 siecle en Algérie.

  • عمر

    لقد استعمل القوميون العرب كل الوسائل ليكون الامازيغ اعداءا للعرب وحتى للاسلام والدليل في اول فقرة من الدستور الجزائري 'الجزائر ارض عربية ' ربما هدا يعجب بعض العرب لكن لا يعجب الامازيغ بتاتا. لمادا هدا التمييز بين الشعب الواحد؟ هدا هو المشكل .

  • صمكصك

    عجبا لأغلبية من يعتبرون هذاالمرشح الوصفة السحرية لكل مشاكلنا.كيف آمنوا بهذا؟ومتى؟ أغلب الجزائريين يركبون الموجة دون وعي و لاحسابات دقيقة.في التسعينات كان الفيس والآن بن فليس وبينهما بوتفليقة.إن هذا الشعب عاجز عن معرفة ما يفيده لأنه لم يتكون سياسيا وكيف له ذلك و الأحزاب مستقيلة لاتتحرك إلا بدعوة او استدعاء.الغوغاء هم الذين يملأون الدنيا هذه الأيام هرجا ومرجا وسيجرون البلاد إلى الهلاك لأنهم لا يتبعون سسن التغيير الذي يبدأ بالنفس أولا" الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهن يحسبون أنهم يحسنون صنعا"

  • بدون اسم

    سهيل الخالدي
    en laissant cette article, on dirait je suis dans un pays Arabe. . il y'a aucune logique dans votre article. auune preuve scientifique. l'algerie c'est un pays ou sa priemere langue est Tamazigh, et l'arabe et le francais sont les deux langues etrangeres

  • Numidus

    في كل بلاد العالم يدخل التلميذ للمدرسة ليتعلم كتابة لغته الام .
    الا عندنا فالتلميذ يتمدرس لتعلم الكلام بلغة"الام".
    ما هذا الهراء اللذي نحن فيه و لما التغليب الابدي للايديولجية حتى ولو كان الثمن كارثي. لما لا نطرح السؤال الحقيقي على انفسنا عن مدى امومية هذه اللغة بالنسبة لنا. هل يعقل ان يدرس الشخص عشرين سنة لغته" الام" لكي تكون النتيجة عدم القدرة حتى على تكوين جملة مفيدة. ايها السادة اللغة العربية المعيارية المشرقية هي لغة رسمية وليست لغة ام ولن يتمكن منها الا اصحاب الموهبة في تعلم اللغات.

  • ظريفة

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته الكرام
    هذا المقال في مستوى افلتزام والبساطة. وهو ما نفتقر إليه في التعليقات الجادة على ما قد صدر من المترشحين من الهبوط بمستوى خطابهم وما تضمنه من أساليب غندفاعية تعبر عن مدى ضعفهم وقدراتهم لا السياسية فحسب وإنما تدل أكثر على تدني رصيدهم المعرفي والخطاب السياسي الجريئ الفصيح والبليغ والهادئ

  • Akli

    Nous ne sommes pas des Arabes, nous sommes des Amazighs musulmans, tous comme les Turks, les Indonésiens, les Maliens, etc. qui parlent leur langue. L'Islam n'a jamais dit qu'il faut arabiser les peuples. Arrêtez de mentir aux gens et votre idéologie baathiste est morte.

  • حــــســام

    القانون ألزمهم في هذه الرئاسيات بإستعمال العربية والأمازيغية ومنعهم من إستعمال"لغات أجنبية"لا اللغة الفرنسية هذا إحتراما للغة الفرنسية من جهة،ولأن الفرنسية حسبهم ليست بلغة أجنبية،حتى أن بعض المترشحين يستعملون في مرات عدة جمل طويلة بلفرنسية هذا حتى يتمكنوا من إيصال اللفكرة الى الشعب!وكأن الشعب لن يتمكن من إستعاب الفكرة بالعربيةوالأمازيغية!وتأتي إلزامية الحديث بهما حتى"يفهم"الشعب كل شيء على أن الإنتخاب واجب وطني،لكن بعد الإدلاء بالواجب الوطني تعود الفرنسيةلمكانتهاالطبيعية حتى لايفهم الشعب أي شيء

  • حــــســام

    العديد ممن يمثلوننا في الم.الولائية والب.والبرلمان وممن يتقلدون مناصب سامية في الدولة،ليس لديهم الحد الأدنى من المعرفة للغة الأم،كما أنهم يجهلون معاني العديد من الألفاظ،كما أنهم في اللغة العربية مثلا لا يفرقون بين الفعل والفاعل و المفعول به ،كما أننا لا نعلم إن كانوا حقا متمكنين من الفرنسيةالتي يتملقون بهاعلى الشعب أم لا،أم أنهم يعرفون من اللغات ما يكفي لسد خطابتهم وحواراتهم أمام الإعلام والشعب.بخصوص الأمازيغيةوالعربية سبق لي وأن رأيت في بحثي تشابها كبيرا ان لم يكن تطابقا في حروفهما القديمة.