بوشناق للشروق: “أقول لحكام هذه الأمة… اتقوا الله في شبابها وتاريخها”
اعتبر الفنان لطفي بوشناق أن المهرجانات تعد جسرا حقيقيا للتواصل بين الشعوب، وهي من أهم الأسلحة المتبقية في أيدي العرب لتثبيت الهوية وتبليغ الرسالة وتلميع الصورة “حتى لا يحيد شبابنا إلى طرق أخرى”..
شاركتم مؤخرا في مهرجان الإنشاد الديني بسطيف، ما رأيكم في استضافة الجزائر لمثل هذه المبادرات؟
كم نحن بحاجة لدعم الثقافة في العالم العربي، فهذه المهرجانات هي جسر تواصل بين الشعوب حتى نثقف شبابنا بالموسيقى والمسرح والسينما وبجميع الفنون، لأنني شخصيا اعتقد بأنه من أهم الأسلحة المتبقية في أيدي العرب لتثبيت الهوية وتبليغ الرسالة، وتلميع الصورة وخلق حركية حتى لا يحيد شبابنا إلى طرق أخرى، فالثقافة هي بمثابة متنفس في حياتنا الصعبة.
.
المزج بين الأغنية الهادفة والإنشاد الديني، كيف كان ذلك؟
الغناء الصوفي يختلف عن غيره من المواضيع، فعندما أغني على الوطن، وأنا فوق المسرح لابد أن ارتقي إلى الدرجة الثانية، ونفس الشيء عندما أغني عن الله والدين، وكذا لما أغني عن الحب الراقي، فحياتنا خالية من الحب، لهذا ندعو إلى الحب والسلام. والفنان عليه ان يكون متنوعا ويغني مواضيع مختلفة شرط أن لا يكون متطفلا على نمط غنائي ليس بحجمه ولا باستطاعته، وأتمنى ان لا أكون كذلك في أي تجربة عشتها.
.
في ظل الثقافات الدخيلة والأغاني الهابطة.. ما مصير الإنشاد الديني؟
نحن في الوطن العربي لدينا اكثر من ألف وخمسمائة قناة فضائية، تكلف مليارات الدولارات، ولو بحثنا عن القناة التي تعبر عن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، فهي غير موجودة. ونحن بأمس الحاجة إلى وسائل اعلام عربية تختص بالثقافة العربية وترعى المبدعين، خصوصا أنه لم يتبق لنا سوى ثقافتنا، وهذا لا يمنع علينا التفتح على الثقافات الأخرى، لكن لا بد ان نكون متشبعين بهويتنا أولا.
.
السماع الصوفي التونسي متميز، وله خصائصه.. حدثنا عنه؟
مؤخرا، قدمت مزيجا بين التونسي والشرقي والأغاني التونسية التي قدمتها، عملت فيها على الانسجام بين المجموعة الصوفية وخاصة فيما يتعلق بالأداء التونسي والارتكازات على النغمة التونسية المضبوطة.
.
ما هي رسالتكم إلى الشباب العربي، ونحن نعيش هذه الظروف السياسية المتدهورة؟
رسالتي أوجهها إلى المسؤولين عن هذه الأمة، وأقول لهم اتقوا الله في هؤلاء الشباب وفي تاريخ وحاضر ومستقبل هذه الأمة، وأدعو لهم ان يوفقهم الله للوصول بنا إلى شاطئ السلام. الشباب العربي ضحية، ولكن دائما الأمل يبقى قائما، والقادم افضل، فسياستي كفنان هي الواجب يساوي الحق والحق يساوي الواجب.
.
كيف ترون تونس بعد بن علي؟
تونس بخير والثورات التاريخية معظمها تحدث فيها هزات، لكن تونس بفضل رجالها ونسائها وشبابها المثقف الذي يعرف ما له وما عليه، تجاوزنا الكثير من الصعاب، ففي الفترات الانتقالية، البناء أصعب من الهدم، والتخطيط للمستقبل سيكون رغم كل النزاعات والخلافات.