القبة بلدية بمعايير “راقية” تعجز عن التخلص من القصدير
تعتبر بلدية القبة من أغنى وأرقى بلديات العاصمة غير أن سكانها يؤكدون أنهم يعانون من مشاكل كثيرة لم يجدوا لها حلا، مشيرين إلى أن السلطات المحلية لا تقدم سوى وعود تبقى حبرا على ورق، حيث يعاني سكان القبة من جملة من النقائص التي حولت حياتهم اليومية إلى متاعب لا تنتهي بانتهاء اليوم وأضحت هاجسا يؤرقهم.
.
سكان 6 أحياء قصديرية….. يستعجلون الترحيل
قادتنا جولة استطلاعية عبر أحياء البلدية إلى حي ”ماركدال”، الذي يضم أكثر من 18 بيتا قصديريا يعيش قاطنوه في ظروف أقل ما يقال عنها إنها مزرية منذ 20 سنة، فخطر الموت يهددهم في أي لحظة بفعل الكوابل الكهربائية الموجودة فوق رؤوسهم وتحيط بهم من كل جهة، خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول حياتهم إلى جحيم حقيقي، ففي الكثير من المرات تضطر العائلات إلى المبيت في العراء خوفا مما قد يصيبهم جراء الشرارات الكهربائية التي تحدث من حين لآخر، خاصة مخاطر سقوط الكوابل الكهربائية ذات الضغط العالي بفعل الرياح العاتية..تركنا هذا الحي وتوجهنا إلى حي “ڤريڤوري” الذي يضم أكثر من 200 عائلة تعيش وضعا مشابها لسابقها، فالحي تنعدم فيه شروط الحياة الكريمة، على غرار المياه الصالحة للشرب التي يواجه السكان بالمنطقة صعوبات كبيرة في التزود بها، فالمشكل جعلهم يضطرون للاستنجاد بالطرق العشوائية في عملية التزويد بهذه الأخيرة، معرضين أنفسهم لخطر الإصابة بالأوبئة والأمراض المتنقلة عبر المياه، فهم يتنقلون لعدة كيلومترات من أجل اقتناء صهاريج المياه يوميا التي عادة ما تعجز هذه الأخيرة على تلبية كل متطلباتهم المعيشية، ضف إلى ذلك مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي، وهو ما زاد في تأزم الوضع جراء التسربات الكبيرة للمياه المستعملة أمام البيوت، ما يؤدي لانبعاث الروائح الكريهة منها، كما يشهد الحي انتشارا مذهلا للنفايات والأوساخ التي أصبحت تشكل ديكورا مميزا للمنطقة، وهي المشاكل ذاتها التي تنطبق على الأحياء الـ4 المنتشرة بإقليم بلدية القبة التي تعج بالقصدير، ما شوّه منظرها العام وخرب نسيجها العمراني.
.
سكان حي 2 شارع باق مهمشون منذ أكثر من 41 سنة
يشتكي قاطنو 2 شارع باق الذي يعتبر من بين أقدم أحياء البلدية والواقع بالقرب من محطة النقل ببن عمار مشاكل بالجملة، والتي يتصدرها مشكل البنايات الهشة نظرا لكون تلك السكنات تعود للحقبة الاستعمارية وتعاني العديد من العيوب، خاصة عقب تضررها بزلزال 2003، حيث تعيش 1000 عائلة في بلدية القبة بين البيوت الهشة والقصدير والأقبية، وبعد مرور عشر سنوات هاهي تلك السكنات تصنف في الخانة الحمراء ليحاصرهم خطر الانهيار في أي لحظة، بالإضافة إلى ضيق السكنات التي لا تسع العدد الكبير لأفراد العائلة الواحدة، إذ يوجد بهذا الحي أكثر من 48 مسكنا وساكنوه لا يملكون حتى الوثائق التي تثبت ملكيتهم لهذه السكنات، حسب ما أكدوه لـ”الشروق”، إضافة لعدم توفر خدمات ضرورية في حياتهم وغاز المدينة في مقدمتها، ويضيف السكان أنهم يدفعون فاتورة الماء بشكل جماعي كونهم يملكون عدادا واحدا، ناهيك عن مشكل الطرقات التي لم تخضع لإعادة التهيئة منذ سنوات جد طويلة.
.
سكان حي ديار العافية والمنظر الجميل يعانون في صمت
تنقلنا إلى حي العافية الذي يعتبر من أقدم أحياء القبة، فالحي شيد منذ الحقبة الاستعمارية، فقدم وهشاشة البنايات واهتراء الطرق أثقلت كاهل السكان كثيرا، ناهيك عن الضيق، فالشقة الواحد تتكون من غرفتين أو ثلاث وتتكون بعض العائلات على 15 فردا، زيادة على هذا اهتراء الطرقات وأرصفة الحي، الأمر الذي زاد من تذمر السكان لخطورتها على المارة خاصة ليلا، حيث سبق وأن تعثر مواطنو الحي خاصة كبار السن ما تسبب في تعرضهم إلى كسور. وما أرق سكان الحي حسبهم انعدام مساحات للعب والترفيه، حيث يضطر الأطفال للعب على قارعة الطريق ما يسبب تخوف أوليائهم من خطر الحوادث..تركنا الحي وتوجهنا إلى حي المنظر الجميل حيث وجدنا صعوبة كبيرة في التوغل بالحي بسبب درجة الاهتراء التي وصل إليها الحي، فهي عبارة عن مسالك ترابية مليئة بالحفر تتحول إلى برك مائية في فصل الشتاء، فبعضهم يتحايل للمرور من ضفة إلى أخرى بوضع قطع من الآجر والخشب، وعندما تطول مدة الأمطار تتشكل خنادق بفعل عجلات المركبات، خاصة الشاحنات ذات الوزن الثقيل ويضيف السكان في سياق حديثهم، أن الوضع أصبح لا يطاق وعلى السلطات المحلية أن تولي اهتماما بمشاكلهم اليومية التي طال أمدها، وهي نفس المشاكل تقريبا التي وجدناها عند توجهنا إلى حي الباهية، ناهيك عن الفوضى العارمة التي يشهدها الحي بعودة التجار الفوضويين من جديد لممارسة نشاطهم والتي خلقت فوضى حقيقية في الحي وحولتهم لمفرغة عمومية.
.
الحظائر العشوائية تشل حركة المرور
تعرف بلدية القبة اختناقا مروريا كبيرا طيلة النهار، حيث يجد السائقون صعوبة في التنقل وهذا كله بسبب الفوضى العارمة لمواقف السيارات العشوائية التي يسيطر عليها بعض شباب الحي، فرغم أن مجموع الحظائر العشوائية ببلدية القبة يقدر بـ 6 حظائر، فالطريق الرابط بين حي ديار العافية باتجاه حي العناصر الواقع على مستوى بلدية القبة يشهد اختناقا مروريا كبيرا في كل الأوقات، وعبر بعض القاطنين ممن التقتهم الشروق عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من الوضع الذي آل إليه المكان، وأفاد بعض السكان أنهم يضطرون إلى التوقف وسط طابور طويل من السيارات في انتظار انتهاء حارس موقف السيارات من تنظيم ركن المركبات أو خروجها.
.
رئيس البلدية: سننجز 6 أسواق وننتظر حصصا سكنية جديدة
وفي اتصالنا بزهير بوسنينة رئيس بلدية القبة، وعد الأخير بإيجاد حل لكافة مشاكل مواطني البلدية من السكن والعمل والأمن، وسوف تجتهد مصالحه بإيجاد كافة الحلول بنسبة ما لكافة المشاكل التي تتخبط فيها البلدية، وأضاف أنه في القريب العاجل سوف تنجز البلدية 6 أسواق موزعين على أحياء بن عمار، العافية، العناصر وكذا سوق بالمنظر الجميل، وهي الأسواق التي ستكون جاهزة بعد 7 أشهر، كما سيتم يتم إنجاز سوق بڤاريدي مؤقت للتجار الفوضويين، وأكد بوسنينة أن السلطات “وعدتنا في القريب العاجل بتوفير حصة سكنية لمواطني البلدية“.