-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جزائرنا يا بلاد الجدود

‬فوزي أوصديق
  • 7123
  • 7
جزائرنا يا بلاد الجدود

هذه السنة، وعلى غير العادة نحتفل بالذكرى الخمسين للاستقلال، ذكرى استرجاع الحرية، والسيادة، والقضاء على الإستعمار الفرنسي لأزيد من قرن، وعلى سياسات التوطين، وطمس الهوية، المقومات الوطنية، فالجزائر “حرة مستقلة” بفضل اللَّه ورجالها الأبرار، فالعزة والكرامة، بدءا بفدائهم، وترك النفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، فجزائر الشهداء، والمجاهدين لاتحتاج لا لمرجعية، ولا لتفلسف، فمرجعيتها ممنهجة ومسطرة في بيان الفاتح من نوفمبر، فلا تحتاج لقراءات ولوقفات بقدر ماتحتاج لتطبيق وتنفيذ..

تنفيذ بيان نوفمبر لمشروع الدولة غير المنقوص أو المبتور، إلا أن البعض يحاول قراءة البيان قراءة انتقائية، إيديولوجية، على شاكلة مايطلبه المعجبون فقط، فكل الذي قد يخدش حساسيته قد يتركه، ويمر عليه مرور الكرام، فجيل نوفمبر، وجيل الإستقلال كان يحلم برفع الراية الخضراء، والهلال والنجمة الحمراء، وجيل الإستقلال وجيل نوفمبر كان يحلم في دولة ديمقراطية إجتماعية قائمة على المبادئ الإسلامية، فهل حققنا هذه الدولة الوطنية؟ وجسدنا فعلاً مفهومًا “قيميا” لمفهوم الأمة – الدولة المنصوص عليها في فلسفة الثورة الجزائرية، أم كان مجرد تنظير لاغير، وتآكل مع مرور الزمن، أويحتاج إلى نفض للغبار؟، الإجابة أنه نحتاج من كل ذلك، فالمشروع الوطني، قد لا يمكن عزل فيه لا عميروش أو عبان ببعده وأصله القبائلي، ولا سي الحواس وغيرهم كما لا يمكن عزل الطيب العقبي، والشيخ عبد الحميد بن باديس، فالجزائر عربية اللسان، إسلامية الديانة، أمازيغية التاريخ والأصل، فأي مشروع قد يقوي هذا الثابت على ذاك، قد يؤدي لا محال إلى خلل في النسيج والتوازن الإجتماعي القائم داخل الدولة والأمة، لذلك إن كان “تمجيد ثورة نوفمبر الخالدة” من ثوابت الأمة دستوريا، وتاريخيا، و قيميا، فعلى كل فرد، ومجتمع، ومؤسسة، وسلطة أن يجسدونها فعلا، فبعد خمسين سنة من الإستقلال، مازلنا بعيدين، فشباب اليوم “أمي” بتاريخيه قد لايعتز بماضيه، قد “يجهل” أمجاده، وفاقد الشيء لايعطيه، فبعد خمسين سنة مازلنا نتكلم عن إحصاء المجاهدين، والمجاهدين المزيفين وكتابة التاريخ، وتسجيل الشهادات، فالتاريخ أصبح مثقلا، بالفضوليين “وتقصيرنا” أكثر من مساره المجيد والمبارك، فالجزائر، قد تحتفل بهذه الذكرى، والمطلب الوحيد كقانوني، هو دفع الجميع لتبني قانون تجريم الإستعمار على الأقل كأخف الضررين، ردًا للاعتبار على القانون الخاص “بتمجيد” الإستعمار، فدم الشهداء غالي وعزيز لا يستحق هذا التقدير والندية في التعامل، مع من اقترف جرائم الحرب، والإبادة وجرائم ضد الإنسانية في حق الجزائريين، سواء أكانت فرنسا الرسمية أو فرنسا الإستعمارية، المهم فرنسا “الماضي”، ولايمكن بناء مستقبل بدون تنقية الماضي، وإعادة الإعتبار، وبناء علاقات مؤسسية، بعيدا عن الشحنات العاطفية، والمجد والخلود للشهداء الأبرار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • ممثل

    الفرق بينك و بين عامة الجزائريين الجاهلين بتاريخهم كما نعتهم أنت, هو بسيط جدا يا سيادة الدكتور القانوني, هم ينطقون باللهجة العامية و أنت بالعربية الفصحى فقط, فما يقولونه تقوله أنت, اختلفت الكلمات و المقولة واحدة.
    أنا أنتقد مقالك لا للنقد فقط بل لأني ألتمس في طريقة كتابتك شخصية قد يكون لها ربما صدى أقوى و أحسن لو صرفت تصريفا صحيحا و في نفس الوقت أقول أن فاقد الشيء لا يعطيه فتراني أحبذ لو لم تكتب أصلا. لما لا تجسد كلامك بالعمل؟ لما لا تكن أو تكون معارضة حقيقية تناضل ميدانيا و ترنا عضلاتك الذهنية ؟

  • كمال

    لماذا تقولون أن الجزائر أمازيغية الأصل وعريية اللسان؟ فبماذا يتكلم القبائل, الشاوية, أهل ميزاب, التوارق....إلخ.

  • نجوى

    رغم أن تضحيات الشعب الجزائري لم تكن انتقائية ابان الاستدمار فالكل عانى الأمرين ولكل جهدهواجتهاده وكذا قدرته على المشاركة..لكن الذي حصل أن الثورة خلقت لأناس دون آحرين الشرعية واعطتهم الأحقية على غيرهم واذ بالاستقلال يصير انتقائيا ولترتبط الحقوق ببطاقات الثوري والفدائي والشهيد وابنه..رغم وجود الشرفاء الذين آثروا أن يبقى ما قدموه للجزائر بينهم وبين خالقهم..حتى سئمنا ونحن أبناء وأحفاد المجاهدين والشهداء أن يثار أمامنا موضوع الثورة الذي جعل المليح يروح في جرةالقبيح.فكفانا عويلا وبكاء ورحم الله الشهدا

  • عبدالقادر حقي

    الاستقلال!الكل يقول هذه الكلمةوالتي هي غائبة نهائيافي الميدان.رحم الله الشهداءالابرارا الذين ضحوا حقيقةمن اجل الاستقلال الذين لو يرجعون سيندمون عن اليوم الذي حملواالسلاح فيه على فرنسا لهول مايقوم به بعض من كانوا اخوانهم في السلاح.فهم ينهبون المال العام ويتكلمون لغةموليير ويحجون لفرنسا لسبب اولاخر وكانهم لم يحملوا السلاح ضدها ويملكون العقارات فيها ويصادقون جلاديها الذين قتلوا ونكلوا بالجزائريين لمدة تزيدعن القرن و32سنة.اماماحقق ميدانيا فيعتبر هين لما نرى شبابنامسكين يزطل اويحرق من الفقرومن الفساد

  • cami

    الل يرحم اللرجال اللي جابو الاستقلال

  • البشير بوكثير

    يوم نحقق الاستقلال الثقافي علينا بالفرح ملء شدقينا.

  • حمزة اولادخضير

    اكيد استاذ فوزي مجتمعنا اليوم اصبحت تحكمه ثقافة الحومة وليس تقافة التفكير القومي والذي ينبغي تجسيده لنحقق مظهرا حقيقيا لصورة المتجمع المتكامل والمتعايش وفق جميع فروقات واصول المجتمع الجزائري فهل يمكن لأي فرد جزائري أن ينهض في كل صباح ملقي العزم على الله ويقول اريد أن أقدم شيئا لوطني واساهم ولو بذرة فكرة اساهم في تنمية وطني انطلاقا من ترقية الحي الذي اسكن فيه فهذا بالذات تشخيص الداء الذي يثقل كاهل الامة هو سياسة الالمبالاة والثأر من الدولة عبر تحطيم ممتلكاتها والتنكيل بإنجازاتها .فلنبقي الامل.