ليس بــ”الفريت أومليت” ستحصل الجزائر على ميداليات
يكشف نجم ألعاب القوى الفرنسية والغزال الذي تحدى الكينيين في السباقات الطويلة، بوعبد الله طاهري الفرنسي الجنسية والجزائري الأصل، في ضيافته للشروق عن يومياته الرمضانية التي تؤكد تمسكه بالإسلام والتقاليد الجزائرية.
طاهري الذي تمتد أصوله إلى واد رهيو بولاية غليزان، ورغم أنه رفع العلم الفرنسي عاليا في المحافل الدولية، إلا أنه يصر على أصوله الجزائرية وعزته وفخره بإسلامه.
.
ما هو جديدك، فالكل يترقب ما ستفعله في الأولمبياد؟
للأسف لا يمكنني المشاركة في الأولمبياد، وسأغيب عن هذا الحدث الكبير، لقد تعرضت للإصابة ولم أشف منها، لذلك سأكون غائبا عن الحدث.
.
هل هو سوء حظ أم ماذا؟
إنه قضاء وقدر، وعسى أن يكون في الأمر خير، حتى إن الأولمبياد الحالي يبدو صعبا للغاية لو شاركت فيه لتزامنه مع شهر رمضان، مع ذلك فإني كنت متفائلا بتحقيق نتيجة ايجابية، وتحقيق انجاز كبير بالمشاركة للمرة الثالثة على التوالي في الأولمبياد.
.
هل كنت ستصوم لو شاركت؟
سؤال صعب جدا، في الحقيقة ورغم التزامي ومعتقداتي، فإنني لم أكن أصوم أثناء المنافسات، ربما كنت سأصوم أثناء التدريبات، لكن أثناء المنافسات الأمر صعب للغاية، وربنا يقول “ولا تؤدوا بأنفسكم إلى التهلكة”، فمن غير المعقول أن تركز لثلاثة كيلومترات وسط منافسة حادة دون شراب وطعام.
.
وكيف تقضي هذا الشهر الكريم؟
أشعر بسعادة غامرة حينما أقضي شهر رمضان وسط عائلتي، خاصة وأن الأجواء داخل البيت أو حتى خارجه تشعرني بالطمأنينة، أستمتع بالأطباق الشهية التي تعدها الوالدة، كما أن رمضان فرصة للعبادة ومحاسبة النفس.
.
ألا تفكر في أداء العمرة؟
(يبتسم) الحمد لله أنني وفقت في أداء العمرة عدة مرات، وكانت إصابتي سببا في ذهابي الى هناك، لأنه كان لدي متسع من الوقت أثناء فترة العلاج، لكن تركيزي على الأعداد للأولمبياد هو الذي منعني من زيارتها مؤخرا، ربما سأقوم بذلك لاحقا. الحقيقة أني أشعر براحة نفسية لا توصف حينما أجد نفسي بالقرب من الكعبة الشريفة، وفي كل مرة أشعر بالحنين إلى هذا المكان المقدس الذي لا أتوانى أبدا عن زيارته.
.
ما هي يومياتك الرمضانية؟
بسيطة جدا، في بعض الأحيان أقلل من حجم التدريبات، خاصة إذا لم تكن هناك منافسات، لكن أفضل قضاء الشهر الكريم في العبادة والاستمتاع بفريضتي الصلاة والصيام والإكثار من قراءة القرآن.
.
لكن هناك فارقا كبيرا أن تقضي رمضان في الجزائر؟
الأجواء الروحانية متساوية، هناك الكثير من المسلمين والمساجد في فرنسا، ربما هناك بعض الأمور الحميمية التي تشعرك بطعم خاص لرمضان، ألمسها كثيرا حينما أقوم بزيارة أهلي بواد رهيو، رغم المعاناة الكثيرة والفقر الذي يعيشه الشباب الجزائري.
.
كم مرة زرت الجزائر؟
لا أتذكر ربما أكثر من 25 مرة، فبالإضافة إلى التدريبات التي كنت أقوم بها مع المنتخب الجزائري لألعاب القوى في غابة بوشاوي وتيكجدة، فإنني أقوم بزيارة سنوية للأهل في غليزان، ولا أشعر بأنني بعيد جدا عن الجزائر، لأن أغلب أصدقائي في فرنسا جزائريون وحتى حديثي معكم باللهجة الجزائرية، “ولا كيفاش شريكي”!
.
باعتبارك قريب جدا من النخبة الجزائرية، في رأيك ما سبب تراجع مستوى ألعاب القوى الجزائرية على الصعيد الدولي؟
والله هذا أمر محير ومؤسف في نفس الوقت، لأن الجزائر تملك الكثير من نجوم الرياضة وخاصة في ألعاب القوى، لكنها لا تحظى بالرعاية، فهناك الكثير من المواهب ضلت الطريق بسبب الإهمال، و حينما يفشل البعض في الحصول على ميدالية الكل يتهكم على هؤلاء العدائين.
.
في رأيك ما هي حظوظ الجزائريين في سباقات نصف الطويلة والطويلة في أولمبياد لندن؟
في بعض الأحيان تكون هناك مفاجآت، لكن الواقع في الأولمبياد هو أن الخبرة والعمل الجاد هو ما سيعطي ثماره، للأسف ما أقوله عن المنتخب الجزائري هو ليس “بالفريت أومليت” تصبح بطلا أولمبيا.
.
ماذا تقصد بكلامك؟
الكثير من الدول تصرف الأموال على رياضييها في التكوين والاهتمام بهم، أما ما شاهدته على المنتخب الجزائري فهو غريب جدا، لقد كنت إلى جانب الرياضيين الجزائريين الذين يضطرون لأكل “فريت أومليت” (طبق البطاطا والبيض المقلي) بشكل يومي، لا يمكن أن تطلب منه انجازا عالميا، بل في الكثير من الأحيان الوصول إلى النهائي يعد انجازا كبيرا.
.
سؤالي ليس بريئا، لماذا اخترت اللعب لفرنسا على حساب الجزائر؟
أنا فرنسي ولدت وترعرعت في فرنسا، أصولي جزائرية، وافتخر بأني تربيت على التقاليد الجزائرية مثل الحشمة والأدب واحترام الغير، كما اعتز بإسلامي، ومن الطبيعي أن أركض بألوان فرنسا التي لا أنكر فضلها علي مثلما أن مكانة الجزائر في قلبي ولساني لا تتزعزع أبدا.
.
ما هو مستقبل “بوب” بعد هذا الغياب عن الأولمبياد؟
لن أبقى مكتوف الأيدي ولن أستسلم، سأسعى إلى تغيير التخصص من ثلاثة آلاف موانع إلى سباق الماراتون، سأسعى لأن أكون حاضرا في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في تخصص الماراتون.