أربع جماعات متمردة تتقاسم مالي
استغل المتمردون الطوارق والحركات الإسلامية انقلاب باماكو الذي أطاح بالرئيس امادو توماني توري في 22 مارس للاستيلاء اواخر الاسبوع الماضي، على أكبر ثلاث مدن في شمال مالي وهي كيدال وغاو وتمبكتو، من دون أي مقاومة تذكر من الجيش المالي السيئ التنظيم والتجهيز، ما أحدث انقساما فعليا في البلاد بين شمالها وجنوبها.
وتتقاسم ثلاث مجموعات مختلفة السيطرة على المدن الثلاث، ويتعلق الأمر بكل من حركة انصار الدين التي يتزعمها القنصل المالي الاسبق في السعودية أياد آغ غالي، والي تعتبر الواجهة السلفية الجهادية داخل المجموعات الطوارقية، إضافة الى الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا، التي ظهرت إثر انشقاق قادتها عن تنظيم القاعدة بعد رفض هذه الأخيرة طلبهم تأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية في أزواد، أسوة بتنظيم انصار الدين، وتأسست في أكتوبر عام2011، “سلطان ولد بادي” أحد شخصيات المجتمع العربي في أزواد، وبمعيته الناشط الموريتاني السابق في القاعدة “حماد ولد محمد الخير” المكنى “أبو القعقاع“، وإليهما انضم عشرات المقاتلين من أبناء القبائل العربية في شمال مالي.
ويسيطر تنظيم انصار الدين على مدينة كيدال التي ينحدر منها زعيم التنظيم اياد اغ غالي، كما يسيطر التنظيم مناصفة مع حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا على مدينة تمبكتو التاريخية، حيث شوهد يوم الثلاثاء الماضي ثلاثة من أبرز قادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في تمبكتو إلى جانب أياد اغ غالي، ومنهم مختار بلمختار، الشخصية التاريخية لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي الملقب بـ“الاعور“.
وفي غاو، تتقاسم المجموعات الثلاث السيطرة على المدينة، حيث تسيطر الحركة الوطنية لتحرير ازواد على المخيم العسكري في ضواحي المدينة، وتسيطر الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب افريقيا، على المخيم في وسط المدينة وعلى اثنين من الاحياء المجاورة مع مجموعة انصار الدين، من بينهم الحي الراع الذي تقع به القنصلية الجزائرية، وأخيرا، هناك المهربون والمجموعات الإجرامية الأخرى.
وفي العاصمة المالية باماكو، يواصل الانقلابيون العسكريون، محاولاتهم التفاوض على اجراءات الخروج من الأزمة وسط حصار دولي وإقليمي، وسط تهديد من دول غرب إفريقيا بالتدخل العسكري لإنهاء الانقلاب وإعادة النظام الدستوري للبلاد.