-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتخابات أم مسابقة توظيف!

محمد يعقوبي
  • 4320
  • 14
انتخابات أم مسابقة توظيف!

استعرت هذا العنوان من أحد الأصدقاء الكتاب، لأنني وجدته أبلغ وصف يمكن أن ينطبق على ما يجري في الحملة الانتخابية، فرغم لامبالاة الشارع، بل واستهجان الغالبية من الجزائريين لهذا الحدث المستنسخ من تجارب انتخابية فاشلة تعود عليها الشعب خلال الـ 20 سنة الماضية، إلا أن سباق المترشحين لهذا الموعد يزداد اشتعالا كلما اقتربنا من نقطة الصفر، بل ويستعمل المترشحون من الوسائل ما يوحي بأن العملية أبعد ما تكون عن الاستحقاق الانتخابي وأقرب إلى مسابقة توظيف لأكثر من 460 منصب شغل مغر يتجاوز فيها الراتب 30 مليون سنتيم، غير أن الطلب على هذه المناصب القليلة تجاوز المعقول بعشرات الآلاف ومثلما يفعل المتقدمون لمسابقات التوظيف سيستعمل المترشحون للبرلمان كل أدوات الغش للوصول إلى مبتغاهم..

أليس غشا أن يملأ مترشح أو رئيس حزب قاعة التجمع بمواطنين من ولايات وبلديات مجاورة؟ أليس غشا أن يقول مترشح أنه سيقضي على البطالة والفقر في سنة؟، أليس غشا أن يؤجر مترشحون بلطجية للاعتداء على رؤساء أحزاب ومترشحون؟.. أليس غشا أن يعلق مترشح قائمته في كل لافتات منافسيه؟، أو يمزق مترشح كل لافتات منافسيه؟.. أليس غشا وتدليسا أن يستغل الأطفال في الحملة الانتخابية؟ أليس جرما أن تشترى الأصوات باستغلال فقر الفقراء وحاجة المحتاجين وبطالة البطالين؟. أليس عيبا أن يكون برنامج جل المترشحين هو سب وشتم باقي المترشحين؟ أليس عيبا أن تخلو برامج المترشحين إلا ما ندر من رؤية سياسية واقتصادية لإصلاح أوضاع البلد؟.. إنها بحق دلائل قطعية تكشف لنا سبب عزوف الجزائريين عن الانتخاب رغم أهمية الموعد، لأن المواطن البسيط أصبح يرى في هذه الانتخابات فرصة لاغتناء المترشحين وليس فرصة له لإصلاح أوضاعه، إنها فرصة لرجال الأعما ل والمفلسين سياسيا والمتخمين سلطة ومالا، أن يزدادوا غنى وثراء ونفوذا على حساب مشاكل المواطنين، الذين جربوا فيما سبق الوقوف مع مترشحين آخرين، لكنهم خانوا الأمانة وخدموا مصالحهم وغيّروا إقامتهم وتزوجوا على زوجاتهم، وإن خدموا أحدا فليس أكثر من أقربائهم ومقربيهم وأهاليهم، وتخرجوا من البرلمان بسجل حافل بالخيانات والسرقات أو لنقل أن جزءا كبيرا منهم كانت هذه حصيلته إلا ما ندر.

ما يحدث في مسابقات التوظيف هو تماما ما يحدث في هذه الانتخابات، وإذا كان الغش هو السمة التي اتفق حولها أغلب المترشحين، فإن الأخلاقيات التي يلعق الشباب مرارتها من خلال انجاح من لا يستحقون في مسابقات التوظيف هي نفسها المخاوف التي تحوم حول الإدارة التي تعود الجزائريون أنها تسرق أصوات الشعب لتعطيها لأحزاب السلطة دون غيرهم.. فالجميع متواطئ على الغش في استحقاق يعتبر مهما لإعادة تأسيس المشهد السياسي على أسس ديمقراطية، ويبقى الحل الوحيد لإغراق هذه الممارسات وفضحها وتفويت الفرصة على الغشاشين وهو قوة المشاركة في الانتخابات، لأن المواطن على درجة من الوعي تجعله يعاقب بصوته كل من يمارس عليه الاحتيال والنصب ومن يبحث عن الاغتناء والاسترزاق من هذه الفرصة الانتخابية، ومن أعطيت له فرص سابقة ولم يستثمرها، بل خان الأمانة وعاد ليترشح من جديد.

إنها إذن مسابقة توظيف إلى أن يثبت الشعب عكس ذلك بالمشاركة القوية التي تعيد الاعتبار للمؤسسة التشريعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • متخلف

    فعلا يا سي محمد هي لتوضيف و لكن بلأنتخاب من قرار الشعب الجزائري.

  • علي

    لا تحرمنا من مقالتك يا أخي محمد نحسبك صادقا مصيبا في كثيرا منها

  • جمال موهوبي

    انها فعلاً مسابقة توظيف . تنقصها فقط السيرة الذاتية لتمكين الناخب من اختيار من يراه أهلاً للالتحاق بمهنة "نائب".

  • جزائري

    أحسن وصف للعملية الإنتخابية الجارية، والتي يئس الشعب منها ومن وجوهها.
    صاحب التعقيب رقم 4 مختار من قالمة يبدو أنه مترشح لمسابقة
    التوظيف في البرلمان

  • بنت الصحراء

    ليت الترشح إلى البرلمان يكون بدون ذلك المبلغ المغري ويكون عمل تطوعي بناءا على الكفاءة وسيرة الذاتية الحسنة ... فعلا هي مسابقة توظيف فالكل يحلم إلى الوصول إلى قبة البرلمان و الحصول على هذه الوظيفة المغرية لمدة 5 سنوات ، المشكل أنك لو سألت أي مترشح ماهي مهام النائب في البرلمان أو ماهو البرلمان لايعرف الإجابة

  • cherine

    يعطيك الصحة و أكيد هي مسابقة توظيف يا أخي ليس لدينا أدنى شك في ذلك .
    في الوقت الحالي و للي وصلنا ليه كاين قاعدة سائدة و الي تقول
    (الشكارة و البقارة)
    ربي يحفظ الجزائر برك و يخليها دايما واقفة. آمين يارب العالمين

  • sami

    أخي الأخ يحلل واقع معاش وليس يعطي في حلول

  • nabil

    احسبها في 5سنين وقولي كم ؟الا توافقني انها كعكه تسيل لعاب حتي الشرفاء ؟ هم من الشعب ام اتو من كوكب اخر؟ خايف نصبحوا كاش نهار نلقاو امنا الجزائر عاودت الزواج مع شعب يعرف قيمتها وشبعها حنان !ونولو ربايب نسناو فضالت راجلها الجديد؟ تم تم تم نتفكروووو؟! ونجيبوا قصايص الزمن الجميل وصبر امنا ونضالها من اجلنا .. اتخيل معى يشيكر عليك راجل امك ويقولك ماتاكل ما تبات فالدا ر؟ ؟؟

  • اhassiba

    و من منا يملك خاتم سليمان يا سيد مختار حتي يعطي حلولا وضعنا هدا يا سيدي رداءة تجاوزت حدود الوصف اي نعم هي حقيقة مرة ولكن ما العمل لا نملك الا ان نحارب كل من سعي الي تغذيتها و انعاشها
    ان فضح مثل هذه التجاوزات و كشف مموليها و تشر الوعي بين المواطنين و اطلاعهم علي ما يحاك ضدهم من مؤامرات هو افضل امل يمكن ان تزرعه في قلب الامة لكي تعرف ما لها و ما عليها و الله لا يوجد ما هو العن ولا احقر من ان يكدب الواجد منا علي نفسه او علي غيره شكرا لك استاذ يعقوبي علي المقال

  • salima

    toute les election est noir et truque...et tu appel le peuple a vote....s'est une contradiction ou une tactique comme les autres tell alqaida.bernard livy..l'otan....ect.
    s'ils vous plait chourouk leve le niveaux nous sommes pas dans la revolution agraire....

    publier s'il vous plait..souvent vous cache mes commentaires parceque ils ne marche pas dans votre politique douteuse..

  • مختار

    مقال سطحى ينم على ضحالة فى الفكر وبعد عن الواقع نحن نريد من الكاتب ان يفتح نافدة امل لهده الامة لا ان ييؤسها اعطنا حلولا جادة

  • الراصد

    ويحك يا هذا اتريدنا ان نفقه غير هذا
    فبضاعتنا مزجاة ونخبنا صماه ومرشحونا جلهم عماه

  • malak

    و الله صدقت, اشتقنا لمقالاتك يا سيد يعقوبي ,انا شخصيا اعرف زميلا في العمل ,انه لا يتفانى في عمله يغيب عن عمله دون مبرر ذو شخصية متقلبة مزاجية لا يملك ضميرا مهنيا لكنه على راس احد قوائم الاحزاب ؟؟؟؟ كما ان جارتى المحامية التي عانينا منها كثيرا من سوء معاملة نادتنا البارحة و قالت انى المترشحة رقم 2 في قائمة احد الاحزاب "اخدموني نخدمكم"؟؟؟
    غير ان الاكثر مرارة هو المترشح الحر في ولاية البرج و البرلماني السابق الذي فتح مدامة في كل قرية و في كل بلدية وفي كل دوار وهو بهذا يشغل مئات الشباب فعلا كل 5 سنة

  • عبدالغني

    انتخابات أم مسابقة توظيف! و الله صدقت إنه أبلغ وصف لهذه الإنتخابات التشريعية ، لو قالوا لهؤلاء المترشحين بحكم الحس الوطني الذي تمتلكونه و تمثيلكم لهذا الشعب العظيم اعملوا و لكن بدون أجر فسترى ان كان سيتقدم أحد من هؤلاء الذئاب للترشح .