-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأسيرة‭ ‬الفلسطينية:‬‮ ‬لا‭ ‬تنسونا‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭ ‬

صالح عوض
  • 4053
  • 2
الأسيرة‭ ‬الفلسطينية:‬‮ ‬لا‭ ‬تنسونا‭ ‬خلف‭ ‬القضبان‭ ‬

الحديث عن الأسيرات الفلسطينيات له مذاق خاص.. إنه كالعلقم وإن الحياء لينأى بكل ذي مروءة أن يحس بمتعة في الحياة فيما هناك أسيرات عربيات مسلمات في سجون الصهاينة.. إنهن يصرخن برجال الأمة والإنسانية أن لا تنسونا خلف القضبان.. كما كانت تهتف الأسيرة المجاهدة الجزائرية‭ ‬جميلة‭ ‬بوحيرد‭ ‬وإيغيل‭ ‬أحريز‭ ‬وفضيلة‭ ‬والجميلات‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬ليسجل‭ ‬لهن‭ ‬الكرامة‭ ‬والعزة‭ ‬وللشعب‭ ‬الانتصار‭.‬

الأسيرة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هناء‭ ‬الشلبي‭ ‬‮(‬30‭ ‬عامًا‮)‬،‭ ‬مضربة‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬منذ31‮ ‬يوما‭  ‬احتجاجًا‭ ‬على‭ ‬اعتقالها‭ ‬إداريًا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أفرج‭ ‬عنها‭ ‬ضمن‭ ‬صفقة‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭. ‬

 

يذكر أن الشلبي من بلدة برقين في محافظة جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، قد قضت نحو عامين ونصف العام في الاعتقال الإداري بدون محاكمة في سجون الاحتلال، بتهمة الانتماء لحركة “الجهاد الإسلامي” وتمّ الإفراج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة “الوفاء للأحرار” في تشرين أول (أكتوبر) العام الماضي، إلا أن سلطات الاحتلال عاودت اعتقالها بتاريخ السادس عشر من شهر شباط (فبراير) الماضي، ومن وقتها وهي تخوض إضرابا مفتوحاً عن الطعام احتجاجاً على اعتقالها الإداري.

إنها معركة من لون خاص يخوضها الأبطال من الأسرى الفلسطينيين ضد سياسة الاحتلال العنصرية الإجرامية.. الأسير الفلسطيني الذي انتزع بعض حقوقه الآدمية بعد صراع مع الموت يتقدم الآن للإعلان عن رفضه الطعام في ظل سجن لا يعترف به كأسير حرب او موقوف لقضية معينة.. والعدو المتمرس في الحرب النفسية ينهج هذا الأسلوب منذ سنوات الاحتلال الأولى إمعانا في الأذى النفسي للمعتقلين الفلسطينيين، حيث يصار الى الزج بالأسير الفلسطيني في الزنازين بدون تهمة وبدون حكم ولا يعرف سوى المسؤول الإسرائيلي متى يتم الإفراج عنه.. ويتذكر الجميع البطل الشهيد عبد العزيز الرنتيسي القائد الفلسطيني الكبير كيف تعرض لسنوات طويلة من السجن الإداري وبلا محاكمة.. وإن كان الأسير القائد خضر عدنان كسر حاجز الموت عندما واصل إضرابه لليوم السبعين على التوالي، فأرغم سلطات الاحتلال أن تضع حدا لفترة اعتقاله الإداري.

تميزت المرأة الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية بأنها كانت مقدامة بجنب اخيها الرجل وكان اسم فاطمة البرناوي طيلة السبعينات والثمانينات يتردد على لسان كل مهتم كرمز للمرأة الفلسطينية التي ترزح في القيود خلف أبواب الزنازين.. وجاءت الثمانينات والتسعينات لتكون المجاهدة عطاف عليان اسما قياديا كبيرا تخوض المعركة تلو المعركة في سجون الاحتلال ضد الجلادين.. وهاهي هناء شلبي تأخذ بالراية في معركة الحياة والموت لتؤكد أن العدو الإسرائيلي همجي لا يعترف بالقرارات الدولية التي تحمي الأسرى في حالة الحرب.

ماذا تقول هناء شلبي؟ إنها تقول لمن أفهم من الانتماء للعمل السياسي عدم المس بالعدو الإسرائيلي حتى لو بقفازات حرير، وللذين يتسكعون على حساب القضية والشعب لا يهمهم إلا نعيما ورفاها تسقطوهما بلا تاريخ ولا جغرافيا وللذين لا تبكيهم صراخات الأسيرات ولا تهز وجدانهم كرامة المرأة الفلسطينية المجاهدة الصابرة الأسيرة.. إنها تقول لهؤلاء جميعا: إننا نناضل من أجل أقدس قضية وهذا الخط موصول لا ينقطع في القمة والقاعدة، أما من ارتضى حياة المتع يمص كقراد الخيل قوت الشعب، فليس له إلا الهوان والنسيان وهو نشاز لا قيمة له.

إن الأسرى المحررين وهيئات الدفاع عن الأسرى وكل المسؤولين الفلسطينيين الذين يعيشون القضية أينما كانوا معنيون اليوم برفع شعار الحرية للأسرى، ولكن لابد من الإسناد العربي والإسلامي والإنساني لكي تكون قضيتهم قضية فلسطينية عربية إسلامية إنسانية فضح سلطات الاحتلال‭ ‬وممارسة‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬ضغط‭ ‬للإفراج‭ ‬عليهم‭. ‬

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • hocine from sweden

    الأن عرفت نفسك بأنك فلسطني ومنةجماعة عباس فقل ماشأت!! خلاص أنا عرفتك أكثرمن الجزائريين الدين تعيش أنت بينهم! عرفت جدورك وحاقيقتك! أنك منبطح مستسلم مطاع لي القوي ! فلا لاتعرف لنا نفسك! الشيء الدي كان يحيرني هو أنت جزائري؟ ! وكان لي دائما شكوك أن مضهرك وأفكارك ليسة جزائرية! نعم أنا سعيد بي إحساسي !

  • زينة

    اذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر و لابد لليل أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر. بالجهاد و الجهاد فقط تتحرر الشعوب . فطوبى للمجاهدين في سبيل الوطن و خاصة للذين يناضلون و يجاهدون ضد الصهاينة أعداء الله و أعداء البشرية.شكرا يا أستاذ على التفاتتك للمرأة الفلسطينية و النصر النصر باذن الله.انشري يا شروق