-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أقواس

SMS إلى الشاعر عنترة بن شداد: واعنتراه!!

أمين الزاوي
  • 13629
  • 18
SMS إلى الشاعر عنترة بن شداد: واعنتراه!!

على الرغم من زمن الهاتف المحمول والإنترنيت، وتعدد القنوات على الشاشات بكل اللغات، وبكل المساحيق فوق الابتسامات البلاستيكية لآلاف المنشطات والمنشطين، رغم كل هذا أشعر بإحساس غريب فأقول:

  •  لكم نحن بحاجة إلى عودة فروسية عنترة بن شداد العبسي في هذا الزمن العربي الساقط والمهزوم بامتياز وعلى كل الجبهات وبكل الخطابات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية؟
  • قد يقول قائل من زمننا المعطوب:  ما أبعد البارحة عن يومنا هذا، يا سيدي.
  • قد يقول آخر:  – ما أبعد المسافة ما بين زمننا التكنولوجي “المتحضر” هذا وزمن عنترة العبسي التقليدي الطفولي الساذج يا أيها السيد.
  • أزيد من خمسة عشر قرنا مضت على رحيل الشاعر والفارس والفتى عنترة بن شداد العبسي وها نحن، أمام هذا الخراب الثقافي والروحي الذي من فوقه بوم تنعق، ننادي: واعنتراه!!
  •  ما أحوجنا إلى وجود مثقفين في هذه الحياة، حياة لا حياة فيها، الجزائرية والعربية بكل فصولها وفضولها من أمثال هذا العنترة العبسي.
  • لنتخيل:
  •  لو أعاد المثقفون الجزائريون والعرب اليوم قراءة “سيرة هذا المثقف الإنساني الكبير الذي  اسمه: “عنترة بن شداد العبسي”، لو أنهم قرؤوا ديوانه ومعلقته وليرم طه حسين بشكه إلى الجحيم، شك في كل ما كتبه جاهليون هم أعلم منا، لو أنهم قرؤوا تلك السيرة التي وصلت إلينا عن عنترة  صحيحة كانت أو مزيدة، لا يهم!! لكنها وفي كل الأحوال تصور مثقفا نموذجيا تجاوز، بما هو عليه من الحقيقة أومن الأسطورية، زمنه ليعبر أزمنة وأجيالا متلاحقة كثيرة وكبيرة وواسعة ومستقبلية.                        
  • لو قرأ المثقفون العرب يساريوهم ويمينيوهم وإسلاميوهم وعلمانيوهم 
  • ووسطيوهم، وهم على ما هم عليه، في زمننا هذا، من تبعية، وهم في ما هم فيه من مذلة، وهم ما هم عليه من حال يشبه حال الذين يُعرَضون في سوق حداثي للنخاسة، لو أنهم قرؤوا أو أعادوا قراءة تفاصيل تاريخ “المثقف عنترة العبسي” وحاولوا فهم تفاصيل حياة هذا المثقف الذي قلص المسافة ما بين الفكر والممارسة، مثقف حارب الظلم وواجه أعداء الحرية وحارب التمييز العنصري(بلغتنا المعاصرة)، كان ذلك حتى قبل أن يجيء الإسلام
  • وينزل التنزيل الكريم  باللغة التي بها كتب عنترة أشعاره، لكم نحتاج، في هذا الزمن التكنولوجي المعقد والاستهلاكي أيضا، إلى مثقف على صورة عنترة بن شداد، مثقف يعرف كيف يقول “لا” الكبيرة والمؤسسة، مثقف يعرف كيف يكون نظيفا، كريما، فتى، شجاعا و شاعرا.
  • نريد مثقفا جزائريا وعربيا حداثيا أقرب إلى عنترة بن شداد، في الشجاعة والمسلكية والحلم والصدق والمعلقة، منه إلى جاك دريدا في تفكيكيته.  
  • نريد مبدعا على شاكلة عنترة العبسي يقول درر الكلام في الحب ذاك الذي أضحى ممنوعا ومصادرا من قبل القبيلة العربية المعاصرة بشعاراتها الحداثية، نريد شاعرا وعاشقا وفارسا لا يرى في الحب إلا العزة، عزة العاشقة أولا، نريد شاعر يحتفي ونحتفي معه فيه بالفتوة واللغة الجميلة، أليس عنترة العبسي هو ذاك الشاعر الذي كره أن يمشي في طرق مشاها غيره وقد سئم التكرار ورفض البائت من القول الشعري:
  • هل غادر الشعراء من متردم           أم هل عرفت الدار بعد توهم.
  • نريد شاعرا جزائريا وعربيا حداثيا يكون أقرب، في جنون حبه وفي قيم الشهامة والمسلكية، إلى عنترة العبسي صاحب عبلة منه إلى الشاعر لوي أراغون صاحب إلزا. نريد مثقفا يكرم المرأة أُما وزوجة وبنتا وأختا
  • وعشيقة، يكرمها إنسانا كامل الوجود في ذاته، في نصه وفي الحياة.
  • ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني     وبيض الهند تقطر من دمي
  • فوددت تقبيل السيوف لأنها        لمعت كبارق ثغرك المتبسم
  • نريد قائدا عربيا على شاكلة الفارس عنترة العبسي بقيم وفلسفة لا تتردد في إدانة الظلم ومواجهة المغتصب، في أيام الإحباط والهزيمة الملونة هذه.  نريد قائدا بأخلاق فروسية عنترة العبسي في هذا الزمن العقيم، زمن الخصي والتلجيم، زمن ضاع فيه الوطن واختلطت على القائد العربي قيم الخذلان بقيم النبالة.
  • نريد قائدا يعرف حدود الوطن ويعرف كيف ترفع جدران المناعة ويميزها عن جدران العار التي تحاصر الأخ لتقتله بالبطيء. نريد قائدا على شجاعة الشاعر الفارس عنترة يعرف القبيلة- الوطن و يعرف كيف يذود عنها وكيف يميز ما بين جدار عازل يرفع في وجه أخ
  • وسيف يرفع في وجه عدو.
  • نريد لغة عربية كلغة عنترة العبسي، لغة عربية جميلة جمال عبلة، جمال مقاوم للرداءة والابتذال، لغة عربية تحارب التلوث الذي سكن مفاصلها
  • وهاهو يغتال هواءها شيئا فشيئا.
  • نريد رجل دين بسلوكيات عنترة العبسي السامية وهو الذي كان على أفضل السلوك وأنبل الأخلاق حتى قبل أن يجيء الإسلام.
  • لو أن لنا في هذا الوطن العربي، من مدينة العيون إلى المنامة، لو أن لنا مائة من المثقفين من طينة الشاعر عنترة العبسي، يرابطون على جبهة  الثقافة، لو توّفر لنا مائة من نفسه ونَفَسه في أحاسيس شعراء ومبدعي هذا الزمن الكابوسي، ولو أن لنا مائة من مثله قادة مرابطين على الحدود الحقيقية من غير الرابضين في البارات والخيانات والمؤامرات، لو أن خمسة في المائة من الثلاثمائة مليون عربي من مواطنيه على سلوك عنترة العبسي، لو كان لنا هذا الرأسمال من الحلم والعدة لتمكنا من دخول المعاصرة في الثقافة والإبداع والسياسة وفنون الحياة دون استلاب أو اغتراب ولحققنا الانتصار أولا على تخلفنا وعلى أعدائنا في نهاية المطاف.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
18
  • طاهر

    ان كتابتك ومقلاتك فى الصحف والجرائد تستوقفنا عتى ماضينا و على مواقفنا وهدا راجع االى الرجولة التى ربت لا للانوثة التى تربى وانت من جيلنا لا من جيلهم

  • محمد فؤاد

    الدكتور أمين الزواوي أنت دكتور والدكتوره بتاعتك في أيه بالظبط أنا أشك أنك دكتور ممكن تكون طور أو حمار معذرة هذا رأي فيك لحين التوضيح بالسلامة ياحمار

  • فواز

    123فيفا للجيري روضنا الفيلة مش عيكدونا الفراعنة ولا الاسود

  • assia

    yartique saha ya

  • marwen

    ان البيئة الاجتماعية والثقافية السائدة في ذلك العصر هي التي ساهمت في ايجاد امثال عنترة فالكل كان يتنافس من جل تجسيد مبادئ العزة والكرامة والرجولة ويضحي بالنفس والنفيس للذود عن القبيلة,وفي المقابل كانت هذه الاخيرة تكرم ابناءها المتفوقين وتحميهم وتدافع عنهم, فمن الطبيعي في مثل هذه البيئه التي يتنافس فيها الكل من اجل الافضل انطلاقا من ارضية واحدة تتكافؤ فيها الفرص للجميع ان نجد متفوقون امثال عترة.
    فاين نحن من كل هذا?

  • tayebledart

    السلام عليكم
    لو لم أنني لم أقرا إسم كاتب المقال, لقلت هذا أمين الزاوي إذا كانت تلك صفات عنترة فأنا أراها متتطابقة على صفاتك...ألم تجعل في زمن الجزائر عاصمة لتفاهة العربية المكتبة الوطنية بالحامة قلعة و حصن للثقافة العربية و العالمية...
    أتسأل نفسي دائما لماذا لست أنت وزير الثقافة الجزائري,أم ان شادية الحي لا تطرب...
    أنشري يا شروق

  • ريم هشام

    من أجمل ما اعجبني في شعر عنترة:
    ولقد ذكرتك والرماح مني نواهل*وبيض الهند تقطر من دمي
    وددت تقبيل السيوف لأنها*** لمعت كبارق ثغرك المتبسم

  • الخضري

    أخي زاوي شكرا وألف شكر على ذا المقال..ولكن قد أكون قاس تجاهك فلا تاخدك في نفسك ضغينة..لم لم تكن أنت احد العناترة ألأنك عاجز عن دلك..أم تراك خائف..و أنت تعلم انك لست احدهم..وكيف تطلب منا ما لم تسطعه أنت..وأنت فارس لغة والكل يشهد كان الأجدر حسب رأيي المتواضع أن تعلم نفسك العنترية ثم تعلمنا نحن..أم تراك تدفعنا للحرب و تريد أن تفر و إني سائلك اوليست العنترية هي ضد الجبن..وتالله لن يكون عنتري طالما كان للجبن مثقال درة..و كما قيل لان تشعل شمعة خبر من ان تلعن الظلام..اخي واستادى زاوي يخيل لي أني قد اقتحمت ساحتك فلا تلم فالباب مفتوح و هدا من تواضعك..دمت للثقافة صرحا شامخا و نبعا نرتوي منه كلما أصابنا الظمأ.

  • m'sirdi

    Vous etes notre Antar, montre nous ce que tu as fais et ce que tu fairas ?

  • بدون اسم

    pour quoi vous ete lesser la bibliotheque national mr zaoui

  • بدون اسم

    لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب**ولا ينال العلى من طبعه الغضب

  • زينب 83

    بداية تحية كبيرة الاستاذ امين زاوي ...ونفتخر به كثيرا.ومن اهم المثقفين في الجزائر......صحيح نحن باشد الحاجة في وقتنا المعاصر لشخض مثل عنتر بن شداد في جميع صفاته...فهل يا ترى قد نجد في وطننا العربي عنتر بن شداد ...ثاني........الاظن ذلك؟..............شكرا الدكتور امين زاوي.

  • Benbouza Maamar

    من أجل ما تكتب عدت إلى القراءة
    آه لو أن نداءك الكريم يسقط على الآذان الكريمة.

  • عابد

    السلام عليكم: الأخ الزاوي والله يعجبني عنترة في قوله لإبنت مالك إني أغشى الوعى أعف عند المغنم. أما عندنا فلا وغى ويأكلون المغنم وشكرا؟؟؟؟؟

  • yahia chaoui france

    bravo wa ahcenta ya kateb al maqal bravo bravo

  • SALEM

    Monsieur vous me laisser perplexe par rapport a vos avis literaires et scientifique puisque dans vos ecrits anterieurs vous parler de l'ouverture qu'on doit avoir sur le monde de la civilisation occidentale et les grandes notions philosophiques de ce dernier et maintenant vous nous replanger encore une foi dans le marecage de l'ignorance sacrée et sacraliser du panaarababisme nasserien et de l'islamisme obscurantiste qui prennent des histoire comme la votre les socles de leur legetimite
    je me pose la question monsieur et sans vouloire etre mechant si la contradiction est dans la nature méme de l'intectualisme arabe contemporain
    sans vouloire me dissocier du don divin qui est le coran et sa langue et son prophete que les prieres de dieu soit sur lui
    si vous ete un vraix journal comme vous dites echourouk publier ou si non ceux qui vous acusent ont peut etre raison

  • amina

    انه اروع مقال قراته في حياتي شكرا جزيلا لك اتمنى ان تكون انت خليفة عنتره في الشعر و قيادة البلاد

  • اسماعيل

    جميل ماتقول ياخ امين..لو هذه تفيد الاستحالة ام التمني..تدري الفاصل بين عنترة العبد وعنترة الفارس..الحرية الحمراء .عفاك الله من مرض العبودية..