كورونا قضى على عشرات الآلاف في ووهان

تأججت الشكوك من جراء تزايد أعداد الجِرار التي تحتوي على رماد الموتى، ومعدلات حرق الجثث في مدينة ووهان الصينية، وهي البؤرة الأولى في العالم لتفشي فيروس كورونا، فضلاً عن التقارير التي تفيد بإرباك المنظومة الصحية في الصين؛ إذ يُعتقد أن الحصيلة الحقيقية لقتلى كورونا في ووهان قد تبلغ عشرات الآلاف، بخلاف ما تقول الحكومة، وفق ما ذكر موقع “عربي بوست”.

وتقول الحكومة الصينية، إن هناك 3304 حالات وفاة معظمها في مدينة ووهان الواقعة في إقليم هوبي، وذلك منذ تشخيص أول إصابة بالفيروس في ديسمبر 2019، فضلاً عن إصابة أكثر من 81 ألف شخص.

وأدت التدابير الصارمة لاحتواء الأزمة من جانب الصين إلى إبطاء وتيرة الفيروس داخلياً إلى حد كبير، إذ يقول مسؤولون، إن أعداد المصابين الجدد قد تضاءلت تضاؤلاً هائلاً خلال الأسابيع الأخيرة، لكن الكثيرين، بمن فيهم ساسة الولايات المتحدة، يشككون في تلك الأرقام، وفقاً لما ذكرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية، الأحد.

وأُثيرت الشكوك بفعل محاولة المسؤولين الصينيين التستر على حدة تفشي المرض في المراحل الأولى منه، قبل أن ينتشر على نطاق واسع خارج الصين، وذلك من خلال المحاولات العديدة التي أجريت للتبين من كيفية حساب عدد الحالات داخل البلاد.

ووفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة ووهان للشؤون المدنية، فإنه في الربع الأخير من عام 2019، شهدت مدينة ووهان الصينية 59007 طقوس حرق للجثث، وهو عدد يفوق نظيره لعام 2018 بـ1583 حالة، ويزيد بـ2231 حالة عن الربع الأخير من عام 2017.

في المقابل ازداد عدد السكان في ووهان بنسبة 1.1 في المائة فقط، حسب توقعات الأمم المتحدة. وقد تشير تلك الأرقام إلى أن ظهور كورونا في ديسمبر 2019 قد أسفر عن زيادة في أعداد الوفيات، وهو ما يُتوقع أن تسير عليه الأمور خلال الربع الأول من العام الجاري.

وتشير المجلة الأمريكية إلى أن صور جِرار الرماد التي وصلت إلى مركز تفشي الفيروس بدأت تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصينية هذا الأسبوع، بعدما تلقى الذين فقدوا أحباءهم جراء الجائحة تعليمات بأخذ ما تبقى من حرق جثامين أحبائهم إلى الساحات الجنائزية في المدينة.

وأطلقت تلك الصور معها جولة جديدة من التساؤلات بشأن حصيلة الموتى الحقيقية في الصين، لا سيما أن المواطنين في الداخل والنقاد خارج البلاد يستخدمون إحصائيات جرار الرماد لتوجيه الاتهامات إلى الحكومة الصينية بالكذب حول ما تعلنه من أرقام.

وتحدثت مجلة نيوزويك عن أنها حاولت التواصل مع كوي تيانكاي، السفير الصيني لدى الولايات المتحدة عبر البريد الإلكتروني، ومع وزارة الخارجية الصينية، لكنها لم تتلق رداً حتى موعد نشر التقرير.

وفي يوم الأربعاء الماضي، نقلت الشاحنات قرابة 2500 حاوية رماد، وفعلت الأمر نفسه يوم الخميس إلى ثماني ساحات جنائزية محلية، حسب ما قال أحد سائقي الشاحنات في حديث أجراه مع موقع كايشين الصيني.

ونشر الموقع أيضاً صوراً لـ3500 جرة رماد داخل المنشأة الجنائزية، وهذا العدد الهائل من حاويات الرماد التي وصلت إلى إحدى الساحات يفوق على نحو هائل حصيلة أعداد الوفيات الإجمالية جراء فيروس كورونا، التي ترددها الجهات الرسمية في المدينة.

ويُقدّر بعض المقيمين في ووهان حصيلة القتلى بنحو 26000، بناء على أعداد جرار الرماد التي وصلت المدينة وانتشرت بأنحائها.

كذلك يقول مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، إن سبع ساحات جنائز في ووهان توزع يومياً 3500 حاوية رماد في المتوسط خلال الفترة من 23 مارس إلى 4 أفريل، بالتزامن مع عيد تشينغ مينغ الصيني، وهو احتفال قومي يجري فيه كنس المقابر.

وذلك يعني أن حصيلة جرار الرماد الإجمالية التي تصل البلاد على مدار 12 يوماً تقدر بـ42000 جرة رماد.

وعلى الرغم من انحسار فيروس كورونا في الصين، إلا أن المتحدث باسم لجنة الصحة الوطنية، مي فنغ، قال أمس (الأحد)، إن “تزايد عدد الإصابات الوافدة بفيروس كورونا أثار احتمال تعرض البلاد لموجة تفش ثانية في وقت توقف فيه بوجه عام انتقال العدوى محلياً”، فيما قد يؤدي تخفيف قيود التنقل أيضاً لزيادة المخاطر في الداخل.

وأشار المتحدث إلى أن الصين سجلت عدداً تراكمياً من الحالات القادمة من خارج البلاد بلغ 693 حالة، مما يعني أن “إمكانية حدوث موجة تفش جديدة لا تزال كبيرة نسبياً”، موضحاً أنه “لا تزال العاصمة بكين تتحمل القدر الأكبر من المخاطر”.