-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أشهر قضية أخلاقية هزت فرنسا.. مظاهرات حاشدة في عدة مدن دعما للضحية!

جواهر الشروق
  • 15986
  • 0
أشهر قضية أخلاقية هزت فرنسا.. مظاهرات حاشدة في عدة مدن دعما للضحية!

كشفت وسائل إعلام فرنسية، أن مدنا كثيرة شهدت مظاهرات حاشدة بشأن أشهر قضية أخلاقية هزت البلاد، دعما للضحية التي اختارت أن تكون المحاكمة علنية من أجل كل النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي.

وتجمع مئات معظمهم من النساء في عدة مدن فرنسية، السبت، لإظهار الدعم للسيدة جيزيل بيليكو التي يخضع زوجها للمحاكمة بتهمة تخديرها ودعوة عشرات الرجال لاغتصابها في قضية صدمت المجتمع الفرنسي.

ودعت جمعيات نسوية لتنظيم نحو 30 تجمعا في مدن من مرسيليا إلى باريس حيث رُفعت لافتات في ساحة الجمهورية كُتب عليها “الدعم لجيزيل” و”نحن نصدقكم أيها الضحايا”.

ومع انتشار قصتها في فرنسا منذ بدء المحاكمة في وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت بيليكو التي تبلغ من العمر الآن 72 عاما رمزا لنضال فرنسا ضد العنف الجنسي.

وقال محاموها إنها أصرت على أن تكون المحاكمة، التي من المقرر أن تستمر حتى ديسمبر، علنية لتسليط الضوء على قضايا الاعتداء الجنسي وما تسببه المخدرات من فقدان للوعي.

وكان من المقرر أن يدلي الزوج بشهادته الأسبوع الماضي لكن أُعفي من ذلك بسبب سوء حالته الصحية، لكن من المتوقع أن يدلي بشهادته يوم الاثنين إذا سمحت ظروفه الصحية بذلك.

وقالت محامية الزوج لوسائل إعلام فرنسية إن موكلها يعترف بجرائمه. وأشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن بعض المتهمين اعترفوا بفعلتهم فيما قال آخرون إنهم يعتقدون أن الزوجة كانت تتظاهر بالنوم.

وتصل عقوبة كل منهم إلى السجن لمدة 20 عاما إذا ثبتت إدانتهم.

ابنة المتهم تتحدث عن الفاجعة

وتحدثت ابنة الرجل الذي خدّر زوجته طيلة سنوات وجنّد عشرات الرجال لاغتصابها، عن الفاجعة التي حلّت بعائلتها في أشهر قضية أخلاقية هزت فرنسا.

وقالت كارولين داريان عن والدها في تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس بأنه ربما “أحد أسوأ المجرمين الجنسيين خلال العشرين عاما الماضية”، متسائلة: “كيف يفترض بنا أن نعيد بناء أنفسنا بعدما عرفنا ذلك؟”.

واستخدمت ابنة دومينيك بيليكوت، البالغة من العمر 45 عاما، اسما مستعارا في تصريحاتها للصحافة، الجمعة، في القضية التي يحاكم فيها والدها، حيث أوضحت أنها علمت بالانتهاكات المزعومة في 2 نوفمبر 2020 من والدتها، بعدما تحدثت إلى محققين.

وأضافت باكية: “انقلبت حياتي رأسا على عقب حرفيًا.. قضيت معظم اليوم في مركز الشرطة. والدي خدّرني ليسمح لغرباء باغتصابي. أجبروني على النظر إلى الصور .. كانت بمثابة نقطة تحول.. هبوط مفاجئ نحو الجحيم ولا فكرة لديك عن مدى هذا الهبوط”.

وبحر الأسبوع الماضي، كشفت محاكمة الزوج الفرنسي التي جرت الاثنين، عن خبايا صادمة متعلقة باستغلاله لابنته أيضا، ما أثار موجة غضب في البلاد.

وبحسب ما أفادت صحيفة “التلغراف” في تقرير لها فقد غادرت كارولين داريان، ابنة دومينيك بيليكوت البالغ من العمر 71 عاما، قاعة المحكمة، الثلاثاء، باكية بعد أن كشف القاضي أن والدها يحتفظ أيضا بصورها عارية على جهاز الكمبيوتر الخاص به.

وبدت كارولين ترتجف بشكل واضح في اليوم الثاني من محاكمة والدها، المتهم بتصوير 72 رجلا يغتصبون زوجته جيزيل البالغة من العمر 72 عاما طيلة 10 سنوات، بينما كانت فاقدة للوعي تحت تأثير المخدرات، وفقا لذات الصحيفة.

وقال القاضي روجر أراتا للمحكمة إنه تم العثور على صور عارية لكارولين على جهاز الكمبيوتر الخاص بدومينيك في ملف بعنوان “حول ابنتي عارية”.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت كارولين لصحيفة “لو باريزيان” إنها تشعر بالخوف من أن يكون والدها قد دعا بعض الرجال لاغتصابها أيضا، بعد اكتشاف صورة لها على جهاز الكمبيوتر الخاص به.

وأضافت: “أنا مقتنعة بأنني كنت تحت تأثير المخدرات، لكنه لن يعترف بذلك أبدا”.

وتأثرت عائلة بيليكوت بشكل كبير بكشف هذه الجرائم، خاصة ابنته كارولين التي نشرت في عام 2022 كتابًا بعنوان “توقفت عن مناداتك بأبي”، تروي فيه قصة معرفتها بجرائم والدها وتأثيرها المدمر على الأسرة. كما أسست جمعية تهدف إلى زيادة الوعي والحملات ضد الجرائم الجنسية المرتبطة بالمخدرات.

وظهرت جيزيل بيليكوت هذا الأسبوع برفقة أبنائها الثلاثة لمشاهدة محاكمة زوجها في مدينة أفينيون بجنوب فرنسا، بعدما أفاد تقرير الأمن بأنها تعرضت للاغتصاب دون علمها 92 مرة على الأقل من قبل 72 رجلا مختلفا.

ويعتقد المحققون أنهم حددوا هوية 50 من هؤلاء الأشخاص، وجميعهم يخضعون للمحاكمة ويواجهون عقوبة تصل إلى 20 عاما في السجن إذا أدينوا. ومن بين هؤلاء رجل إطفاء وحارس سجن وممرض وصحفي، حسبما ذكرت صحيفة “التلغراف” .

وقام بيليكوت بتجنيد المغتصبين من خلال موقع على شبكة الإنترنت، وقد وضع شروطا واضحة عندما جاءوا إلى منزله، بحسب لائحة الاتهام التي قرأت في المحكمة.

وقرأ القاضي التعليمات: “يجب أن يأتوا ليلا، دون عطر أو رائحة سجائر. وكان على الرجال أن يخلعوا ملابسهم خارج غرفة النوم، وألا يصدروا أي ضوضاء وأن يغادروا عند أدنى حركة أو إشارة تدل على أن الضحية استيقظت”.

وخلال تسع سنوات، أرسل بيليكوت عددًا لا يحصى من الرسائل إلى رجال من مختلف الأعمار والمهن، يدعوهم فيها للاعتداء على زوجته المخدرة.

كانت هذه الرسائل جزءًا من خطة محكمة استمرت على مدار سنوات، حيث قام بيليكوت بتصوير وتوثيق كل اعتداء بدقة، لكن الأمر لم يتوقف عند الرسائل؛ فقد وثق هذه الجرائم البشعة وجمع أكثر من 20,000 صورة.

وبحسب التلغراف البريطانية فإن الزوجة “لا تتذكر” أنها تعرضت للهجوم، وكانت تصف شريكها بأنه أب وجد “لطيف ومهتم”، ولكنها أعربت عن استيائها الشديد بالقول للقاضية: “إنه يثير اشمئزازي. أشعر بالدنس والدناءة والخيانة. إنه مثل تسونامي، لقد صدمني قطار فائق السرعة”.

يذكر أن القضية خرجت إلى النور عندما ضبط أحد حراس الأمن دومينيك بيليكوت وهو يصور من تحت تنانير النساء في مركز للتسوق في سبتمبر 2020.

وخلال التحقيق في القضية، عثرت الشرطة على آلاف الصور ومقاطع الفيديو لجيزيل وهي فاقدة للوعي وتتعرض للاغتصاب في منزل الزوجين في مازان، وهي قرية صغيرة في بروفانس، بحسب ممثلي الادعاء.

كما عثر المحققون على محادثات في المنتدى الذي استخدمه بيليكوت لتجنيد عشرات الرجال للمشاركة في الاعتداء، بالإضافة إلى رسائل اعترف فيها بإعطاء زوجته مهدئات قوية لإغمائها قبل وقوع الاعتداء.

من جهتها، قالت محامية دومينيك إنه يشعر بالندم الشديد و”يعترف بما فعله”. وأضافت: “إنه يشعر بالخجل مما فعله، إنه أمر لا يغتفر”، وألقت باللوم في أفعاله الإجرامية على “شكل من أشكال الإدمان”.

ومن المتوقع أن يتم استجواب دومينيك بيليكوت بداية من يوم الاثنين المقبل. كما وجهت له تهمة اغتصاب وقتل وكيلة عقارات تبلغ من العمر 23 عاما في باريس عام 1991، وهو ما ينفيه، بالإضافة إلى محاولة اغتصاب في عام 1999، والتي اعترف بها بعد مطابقة الحمض النووي.

ومنذ اعتقاله في نوفمبر 2020، لم تر جيزيل زوجها دومينيك أبدا، ليظهر لها للمرة الأولى بعد الواقعة المروعة وهو يجلس في قفص الاتهام، ويبدو أشبه بمدير بنك متقاعد أكثر من كونه مهندسا ومصور فيديوهات لعمليات اغتصاب.

وتشكل هذه المحاكمة، التي من المتوقع أن تستمر حتى عيد الميلاد، معلما قانونيا فرنسيا. فمع وجود 51 رجلا، بما في ذلك الزوج، متهمين جميعا بالاغتصاب، يقول المسؤولون في محكمة فوكلوز الجنائية الإقليمية إن هذا هو أكبر عدد من المتهمين الذين حوكموا معا في السنوات الأخيرة.

وظهر العديد منهم خلال المحاكمة في حالة سراح حيث تم الإفراج عنهم بكفالة، بينما حشر 18 منهم في قفص مغطى بطبقة من البلاستيك الشفاف، وغاب أحدهم عن الحضور، وصدرت مذكرة اعتقال بحقه.

وبموجب القانون الفرنسي، كان بإمكان الزوجة أن تختار عقد المحاكمة خلف أبواب مغلقة، مع الإعلان فقط عن الحكم لكنها اختارت عقد جلسة استماع علنية، وتنازلت أيضا عن حقها في عدم الكشف عن هويتها، وسمحت بالتقاط صور لها،انتقاما من مغتصبيها وحتى لا يتكرر الأمر مع امرأة أخرى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!